انتهى موسم رمضان والعيد، وعادت الكثير من الشاشات البلورية الى حالتها الاعتيادية. ومثلما اجتهد العامة فى حشد اصناف الاطعمة والمشروبات على موائد رمضان وتجهيز اشكال والوان من الحلويات وتزيين وتلوين البيوت فى العيد، سخرت الفضائيات السودانية كل قدراتها ومواردها من أجل كسب ود المشاهد واستقطاب انتباهه من خلال عشرات البرامج والسهرات الغنائية التى احتلت معظم مساحات الخارطة البرامجية، وكالعادة حافظ برنامج «أغانى وأغانى» على نسبة مشاهدة عالية، والذى يؤخذ على البرنامج هذا العام العدد الكبير للمطربين الذين شاركوا، واجمل الحلقات حلقة ترباس وصلاح مصطفى. و«أغانى وأغانى» لم يكن هو الوحيد المتاح فى وقت ذروة المشاهدة «الفترة عقب صلاح المغرب» والتراويح، حيث دخل على خط المنافسة بقوة برنامج «بنات حواء» عبر شاشة قناة «هارمونى»، حيث جمعت الاعلامية تريزا شاكر بين عميدة المغنيات الطقطاقة ونجمة الثمانينيات حنان بلوبلو وصاحبة الصوت القوى والدلوكة المتميزة انصاف خميس التى بدأ نجمها فى التألق بعد استقرارها فى الخرطوم، وهى فى حالة انتشار بعد سنوات من السكون فى ود مدنى، والذى يميز انصاف مدنى الى جانب سحر الصوت اصرارها على الدلوكة واداء اغنيات التراث والسيرة التى كانت السمة المميزة لالبومها الاول «عروس الهنا»، وحرم النور الضلع الرابع فى البرنامج سرقت الاضواء والاهتمام بادائها الرائع وبصمتها الخاصة، والطريق نحو القمة امام حرم سالك ومفروش بالورود اذا بعدت عن الغرور. وخلف كواليس فكرة البرنامج الذكية تقف مهندسة اغانى البنات الشاعرة والملحنة القديرة سحر ميسرة، بنت السروراب التى تمزج فى صمت ما بين طين الشعر وماء الالحان، وتشكل اغنيات مثل الفراشات الراقصة على مختلف الايقاعا، وسحر تغنت لها بلوبلو وندى القلعة وهاجر كباشى وزبيدة الانقاذ بأغنيات وجدت الرواج والقبول، وكل تلك المعطيات تمنحها القدرة على الامساك بناصية الابداع والنجاح. وشعار البرنامج الذى شاركت فى تنفيذه نبوية الملاك جاء متناغما مع روح الحلقا، والبرنامج قابل للاستمرار فى رمضان القادم، ومواضيع اغنية البنات وتجربة المرأة السودانية مع الغناء حافلة بالكثير من والاغنيات والحكايات التى تستحق عناء البحث. ٭ فوتوغرافيا ملونة: غياب اسرار بابكر عن الساحة الفنية، ترك فراغا لن يشغله احد غير اسرار التى اختارت الاقامة فى دولة الامارات العربية، وستظل اسرار واحدة من اهم الاصوات النسائية التى سطع نجمها فى سماء الاغنية السودانية خلال العقد الحالى، وسواء شَدَتْ من مهجرها او اختارت التوقف عن الغناء كما يشيع البعض، إلا أنها انجزت ما سوف يخلد اسمها فى وجدان الناس الى أمد بعيد. [email protected]