يبدو أن معاناة مواطن ولايةالنيل الأبيض الصحية من آثار فصل الخريف سوف تستمر طويلا،حيث أصبح مواجهاً بجملة من الوبائيات والآفات التى تنهك ميزانيته المتواضعة، وفي الوقت الذى يئن فيه من لسعات البعوض الذى تكاثر هذه المرة بصورة لم تشهدها الولاية ولم يقِ النوم داخل الناموسيات أو تحت المراوح من هجمات الجيوش الجرارة من البعوض. نقول ذلك رغم جهود وزارة الصحة واجهزتها التي عمدت الى الرش الضبابى والرذاذى أوالرش الجوى بواسطة الطائرات ،والتى تمت فى بعض المحليات وفى مقدمتها محلية كوستى، غير انها ورغم ما وجدت من تقدير واشادة لم تخفف إلا القليل من الآلام ففى هذا الوقت ومع هذا الكم من المعاناة ظهرت فى كوستى والدويم معاناة جديدة وأخطر حيث تفشت بعض الحالات الغريبة من الإلتهابات والتى حيرت الإطباء والمواطنين على حد سواء،حيث ظهرت فى كوستى إلتهابات حلقية حادة وبصورة أشبه بالوباء مما أقلق الجهات الصحية والتى أرجعت الأسباب إلى بعض أنواع الحشرات إلاأن بعض الجهات والمواطنين أكدوا أن المبيد الذى أستخدم فى رش مدينة كوستى عبر الجو هو السبب المباشر لظهور هذه الحالات الإلتهابية مشيرين إلى أن هذه الإلتهابات عان منها المواطنون بعد إنتهاءعملية الرش ،وإتهم البعض الجهات الصحية بعدم مراعاة صحة المواطن فى سبيل القضاءعلى البعوض والحشرات التى تتوالد فى فصل الخريف، ،حيث كان من المفترض تنبيه المواطنين لخطورة هذه المبيدات وأضرارها على جسم الإنسان وغيره من الكائنات، حتى يحتاطوا،خاصة أن بعضها يعتبر اعلى سمية مثل مبيد(فينيثيون)عالى السمية فى معدلاته العادية ومبيد((كلوريرنوس)الذى يسبب تسمم للأسماك ومبيد(داى فلوبنزرون) الذى يستخدم لرش المناطق المفتوعة كالمزارع والمستنقعات والبرك،والذى ومن المعروف أن آثاره لاتزول سواءعلى المحاصيل أو التربة أوالهواء أما بمدينة الدويم فقدشكا الكثيرمن المواطنين من إلتهابات حادة فى العين(حساسية) خلال الأيام الماضية،حيث لم تكن هذه الإلتهابات موجودة قبل حلول فصل الخريف،المواطن محمدالطيب أحد المصابين بهذه الإلتهابات ذكرل(الصحافة)أن الحالة بدأت بإحمرارفى العين تلته آلام حادة تجعل الشخص يعمدإلى حك عينه بطريقة هستيرية،وقال إنهاتزامنت مع الحشرات الكثيرة التى صاحبت الخريف. (الصحافة) إتصلت بالمدير الطبى لمستشفى الدويم دكتور مفتى محمد عثمان الذى أقر بوجود مثل هذه الحالات وقال إنها لا تعدو أن تكون حالات عادية مابين خمس إلى ثماني حالات فى اليوم نافيا أن تكون وصلت لمرحلة الوباء،وأكد أن الحالات التى تصل المستشفى تجد العلاج الفورى. من جانبه نفى مدير الصحة بالدويم محمد عظيم أن تكون المبيدات التى أستخدمت فى رش البعوض والحشرات خلال الفترة الماضية السبب فى الإصابة بإلتهابات العيون وقال إن هذه الحالات وبعد دراسات وتقص وضح ان سببها فيروس وقد إنتقلت من ولاية شمال كردفان إلى النيل الأبيض ،وأوضح بأن معتمد المحلية صلاح فراج إتفق مع إختصاصيين فى العيون سيصلون المدينة خلال اليومين المقبلين للمساعدة على القضاء على هذه الحالات. أخيراً فإن الأمراض التى تتزامن مع فصل الخريف ورغم علم الجهات المختصة بها إلا أنها لا تقابل بإستعدادات وفق المستوى المطلوب ولا نشهد أى تحرك إلا بعد وقوع الكارثة وبعد أن يكون المرض قد فتك بعدد ليس بالقليل من المواطنين،ويبدو أن الجهات الصحية مثل المحليات والوحدات الإدارية والتى تفاجأ كل عام بحلول فصل الخريف رغم علم الجميع بمواعيد حلوله!!!