خلفت الأمطار الغزيرة التى شهدتها ولاية النيل الأبيض خلال الأسبوعين الماضيين الكثيرمن المياه الراكدة وسط الأحياء والأسواق خاصة فى الميادين والساحات التى تتوسط البيوت ،وهذا الوضع أوجد بيئة مناسبة لتوالد أنواع عديدة من الحشرات والتى ينقل بعضها أمراضا فتاكة مثل التيفويد والملاريا وبعض الأمراض الجلدية والإسهالات وغيرها من الأمراض التى ترتبط بفصل الخريف، حيث تردت البيئة بصورة غيرمسبوقة . وقد سبب ذلك إزعاجا كبيرا للمواطنين والذين إشتكوا من غزو حشرتى الذباب والبعوض حيث تكاثرا بصورة غيرمألوفة ، فأصبحوا يعانون نهارا من تراكم الذباب فى كل مكان من المنزل ،وفى الليل يحرمون من النوم بسبب لسعات البعوض . الكثير من المواطنين شنوا هجوما عنيفا على وزارة الصحة بالولاية وإدارات الصحة بالمحليات ،حيث إتهموها بعدم الإستعداد لفصل الخريف بالصورة المطلوبة وأنها تعاملت مع الأمر بتلكؤ وبطؤ ،رغم المؤشرات التى كانت تؤكد أن خريف هذا العام سيكون قويا كماذكربعضهم ، وهناك من إنتقد الجهات الصحية فى نوعية المبيدات التى تستخدم فى مكافحة الذباب والبعوض ،حيث ذكروا أنها ذات مفعول ضعيف وانها فى بعض الأحيان بدلا من أن تقتل الحشرات تؤدى إلى تهييجها وتصبح أكثر ضراوة . وزارة الصحة وإدارات الصحة بالمحليات وحسب متابعات (الصحافة) عملت على توفير المبيدات من أجل محاربة الذباب والبعوض ،وقد نظمت حملات داخل أحياء بعض المدن إلا أنها لم ترتقِ لحجم الكارثة التى تهدد حياة المواطن ، وهى جاءت بعد أن إستفحل الأمر ،وقد علمت (الصحافة) أن هنالك خللاً إدارياً واضحاً فى الحملة تمثل فى نقص حاد فى عدد عمال الرش فى بعض المحليات رغم توفرالمبيدات ،وأن ذلك وحسب بعض المصدريعود لعدم إيفاء بعض المعتمدين بإلتزاماتهم بخصوص توفيرميزانيات لتعيين عمالة مؤقتة للحملة، وهذا مما أتاح الفرصة للذباب والبعوض للتكاثر وبصورة رهيبة . اللجنة العليا للتحضيرللإستعداد لفصل الخريف والتى يترأسها الأستاذ محمد أحمد بابكر شنيبو وزيرالتخطيط العمرانى كانت قد إلتقت قبل أسبوعين بوكيل وزارة الصحة الإتحادى دكتورعصام الدين محمد عبد الله خلال زيارته للولاية ،وبحضور الدكتورمحمد المهتدى مديرعام وزارة الصحة بالولاية ،حيث تم فى اللقاء وحسب ماأوردت وكالة(سونا) بأن وكيل الوزارة اشاد بالخطة التى وضعتها اللجنة لمكافحة أمراض الخريف وأكد أن هنالك حملة مكثفة وتوزيع معينات فنية ونواميس على المواطنين. ومن جانبه فقد أكد رئيس اللجنة شنيبو إلتزامهم التام بتوفير الجوانب الفنية التى تسهم فى مكافحة البعوض وغيره من الحشرات وفق الخطة التى وضعت لأجل ذلك . عدد من المواطنين ذكروا أن الحملة نجحت نسبيا فى إيقاف زحف الذباب والبعوض ، إلا أنهم أكدوا أن الوضع مازال خطرا إذا لم تضاعف الجهات الصحية من جهودها بتكرار حملات الرش ،إلا أن هناك من المواطنين من أكد ل(الصحافة) بأن حملة المكافحة لم تصل أحياءهم وأن الذباب والبعوض حرمهم من ممارسة حياتهم بصورة طبيعية ، خاصة سكان الأحياء الطرفية فى المدن ، وناشدوا إدارات الصحة بالتوجه إلى أحيائهم حتى يتم القضاء على الذباب والبعوض . بعض المواطنين حملوا المحليات وزر معاناتهم مع البعوض والذباب ،حيث ذكروا بأن سوء تصريف مياه الأمطار أدى لتراكمها فى الميادين وشوارع الأحياء ،وأن ذلك وفر بيئة خصبة للحشرات لكى تتوالد وبصورة كبيرة ، وأكد البعض بأن السلطات بالولاية والمحليات ورغم البداية القوية للخريف هذه السنة لم تكن على قدرالتحدى وأن صيانة وتأهيل المجارى فى معظم المدن كانت بمثابة أداء للواجب فقط كما ذكروا. الكثير من المراقبين حذروا الوزارة والسلطات الصحية بالمحليات من الكوارث البيئية والتى يمكن أن تحدث فى الفترة المقبلة خاصة وكما ذكروا أن الخريف مازال فى بداياته وأن شهرأغسطس يعتبرقمة الخريف ويتوقع أن تشهد الولاية أمطارا أكثر من التى هطلت حتى الآن ، وطالبوا بالتحرك السريع وبالصورة المناسبة ،وإلا فإن ولاية النيل الأبيض مواجهة بكارثة بيئية حقيقية وأمراض فتاكة ووبائيات قد تصبح خارج السيطرة.