ملامح خطة عمل وزارة الثقافة الاتحادية والتي كشف الوزير السمؤال خلف الله عن بعض مكوناتها عبر عدة منابر وملتقيات ثقافية واعلامية احتوت محاورها الاساسية على نقاط اساسية تهم كل ألوان الطيف الثقافي والفني، والخطة مرسومة على الورق الابيض بدقة متكاملة وتبدو رائعة وكأنها روشتة تحوى كل اصناف العلاج المناسبة لعلل الثقافة المزمنة وهى قادرة على اعادة ترميم وجه المشهد الثقافي والفني المهترئ، واعادة ضخ دماء الحيوية فى اوصاله المتجمدة .. والخطة التى نسجها القائمون على الامر بوزارة الثقافة بقيادة السمؤال لاعادة الامور الى نصاب الكمال البشرى ليست وليدة صدفة ولكنها نتاج قراءة متأنية واضاءة قوية فى كواليس المسرح والغناء والتشكيل والشعر والكتاب، وحال المبدعين الذى لايسر .. اذن لقد اجتاز السمؤال اول اختبار الاهلية بنجاح وذكاء وليس فى الامر عجب فالرجل خباز ماهر صنعته الثقافة وهو مبدع يمسك بخيوط الابداع ويديرها بحذق، ثم انه يدرك قدر المبدعين ومعاناتهم وشريك اصيل فى الكثير من احلامهم ومشاريعهم قبل ان يكون وزيرا قلبه ومكتبه مشرع للجميع .. ثم انه يتمتع باحترام الكل حتى الذين يخالفونه الرأى .. والخطة الجميلة استجابة على الورق لمجمل اشواق اعمدة الثقافة السودانية ولم تغفل جانبا وهى متوازنة فى واقعية وفيها الكثير من الاشراق مثل اعادة مهرجان الثقافة فى نسخته الخامسة ومهرجان الخرطوم الدولي للموسيقى، وكلاهما يلبي رغبة الكثير من اعضاء اتحاد المهن الموسيقية ويشكل اضافة حية للتطور الفني ويشعل جذوة التنافس الشريف ويثمر عن اغنيات جديدة. واهمية تلك المهرجانات وغيرها بخلاف من ذكرت من فوائد انها سوف تفتح فى ليالى الخرطوم نوافذ من الألق والبهجة وتجعل منها مدينة تضج بالحيوية. والخطة التى تبدو رائعة على ورق النوايا البيضاء يحتاج نقلها من رحاب الخيال الخصيب الى واقع الحياة والناس والمبدعين الى ارادة قوية ومخلصة، وبدون تمويل تموت الافكار العظيمة واقفة وعلى السمؤال البحث عن افاق جديدة لضخ المال فى قلب الثقافة، وعلى الدولة ان تعيد النظر مرتين فى الميزانية المخصصة للثقافة .