ظهور اسم السمؤال خلف الله كوزير للثقافة فى التشكيل الوزارى الجديد لم يفاجئ الكثيرين من المراقبين والمهتمين بالشأن الثقافى لان الرجل كان بالفعل وزيراً وسفيراً للثقافة بجهوده التى ظل يبذلها عبر الكثير من الدوائر والانشطة التى ظل يرعاها من خلال مؤسسة اروقة للثقافة والعلوم. والسمؤال يستحق الجلوس على كرسى الثقافة لانه الاقرب الى وجدان المبدعين ولانه ظل يحمل هذا الهم الثقيل طوال سنوات بصبر وجلد والرجل يملك ادوات النجاح والخبرة والدراية التى تؤهله لقيادة اهم وزارة بنظرى. ويدخل السمؤال الى وزارة الثقافة فى مرحلة سياسية مختلفة وعيون اهل الثقافة والمبدعين فى شتى مجالات الفكر والفنون يتطلعون الى عهد جديد للوزارة التى تعتبر من اهم وسائل التنوير والتغير الاجتماعى، ويعتقد الكثير من المعنيين بامر الثقافة ان وزارتهم ظلت لسنوات مجرد واجهة لمؤسسة كسيحة غير قادرة تلبية طموحات واشواق رعاياها من المبدعين الذين ظلوا يستوون على جمر المعاناة التى لا تولد الابداع كما يظن البعض. لقد ظل المشهد الثقافى يعانى من الركود وتجمدت الدماء الحية فى اوصال العديد من المؤسسات المعنية بامر الثقافة والفنون المسرح فى حالة بيات شتوى شبه دائم والكتاب لم يعد حاضراً على رفوف المكتبات وصالات المعارض والتشكيل تفتح ابوابها بجهود اهلية والخرطوم تنام مبكراً ملء جفونها دون عواصم الدنيا فى ظل غياب المهرجانات الموسيقية والشعرية والغنائية التى تدعو الى سهر الشوق، ولو كنت مكان السمؤال لاصدرت قراراً بعودة مهرجان الثقافة فى نسخته الخامسة ومهرجان الخرطوم للموسيقى واستحدثت عشرات المهرجانات التى تعيد لليالى الخرطوم حيويتها وبريقها القديم بركة الثقافة الساكنة ليست بحاجة لحجر ضخم يحدث بعض الدوائر ثم يخيم السكون انها بحاجة الى فعل مؤسس وافكار متجددة تجعلها تمور صخبا بالنشاط الذى لاينتهى حتى يبدأ، وبالطبع ان ذلك لن يكون اويتم دون شراكة ذكية بين الوزارة والمبدعين الحقيقيين ودون تمويل وزارى، ماتنفقه الدولة على الطرق والمشافى والحقول والمصانع وليس بالخبز والدواء وحده يحى الانسان، الميزانيات الضعيفة المرصودة للوزارة واحدة من اهم الاسباب التى اقعدت بها فى الماضى وهذا مايجب أن يتغير فى المستقبل ان كانت الدولة حقا حريصة على امر الثقافة فى البلاد فوتوغرافيا ملونة عزيزنا السمؤال دخولك الوزارة كان استجابة لنبض اشواق قبيلة المبدعين والتاريخ سوف يكتب فى سفره ما سوف تنجز من اعمال لصالح الثقافة والفنون والمثقفين والمبدعين، والعظماء يدخلون ذاكرة التاريخ بأعمالهم الكبيرة والمؤثرة وانت تملك مقومات القيادة التى تستطيع ان تجعل من الثقافة ايقونة من التميز والكل يحدق صوبك فماذا أنت فاعل ؟