باشر سفراء البلدان الاعضاء في مجلس الامن الدولي امس في جوبا زيارة تستمر اربعة ايام للسودان الذي يستعد لاستفتاء الجنوب في يناير المقبل. وحطت طائرة الوفد الاممي مساء امس في مطار جوبا الدولي، ويلتقي سفراء البلدان الاعضاء في مجلس الامن رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت. واستقبل حوالى 500 شخص الوفد وهم يرقصون ويلوحون بأعلام جنوب السودان، وقال احد المتظاهرين وليام اغوت «نود ان نقول للامم المتحدة ان الاستفتاء يجب ان يجري في الموعد المحدد». وحظي وفد مجلس الأمن باستقبال حار وهتف مئات الجنوبيين في المطار بالتحية لسفيرة أمريكا لدى الأممالمتحدة سوزان رايس، كما هتفوا قائلين «مرحب مرحب بالمحكمة الجنائية الدولية»، كما اصطف أطفال المدارس على طرقات جوبا لتحية الوفد. وقد أعربت مندوبةُ الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة سوزان رايس عن قلقها إزاء اندلاعِ أعمالِ العنف من جديدِ في دارفور، وقالت رايس إن الزيارة التي تقوم بها مع نظرائها من بريطانيا وفرنسا، والصين وروسيا الذين حذروا من احتمال اندلاع اشتباكات في حال تأجل الاستفتاء، تأتي قبل أقل من 100 يوم من الاستفتاء المقرر في التاسع من يناير المقبل، وفي مرحلة حرجة بالنسبة للسودان، كما أكدت السفيرة رايس أن المجتمع الدولي سيعمل على إجراء استفتاء الجنوب وأبيي، في الموعد المحدد وبسلام. ومن المقرر ان يتوجه سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولاياتالمتحدة)، اليوم الى الفاشر عاصمة شمال دارفور ومنها مساء الجمعة الى الخرطوم، حيث ستعقد السبت محادثات مع وزير الخارجية علي كرتي ومستشار الرئيس غازي صلاح الدين. من جانبها قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون، ان الولاياتالمتحدة تبذل جهودا لضمان تنفيذ حكومة السودان اتفاق السلام الشامل واجراء استفتاء تقرير المصير لجنوب السودان في موعده، الا أنها اعترفت بصعوبة التعامل مع هذا الملف مع الخرطوم. ورأت كلينتون خلال مؤتمر في واشنطن لسفراء ورؤساء بعثات الولاياتالمتحدة للدول الأفريقية أمس الاول انه «سيكون من الصعب التعامل مع الخرطوم ونحن نحاول معرفة ما يريدونه وكيف يعتزمون المضي قدما» ،مضيفة «لكننا ملتزمون تماما ببذل كل ما نستطيع» في هذا الملف. كما حث وزير الخارجية الالماني جيدو فيسترفيله الخرطوم على مراعاة ما وصفه بالقواعد الديمقراطية خلال الاستفتاء، وذلك في اجتماع مع نظيره علي كرتي أمس في برلين، مشيرا إلى أن بلاده لا تدعم فقط الإعداد والتطبيق المنظم للاستفتاء بل إنها تهتم أيضا بفترة ما بعد الاستفتاء.كما وعد بمواصلة بلاده تقديم المساعدات الإنسانية إلى منطقة جنوب السودان والمساعدة في تطوير هياكله. ومن جانبه وعد علي كرتي بإجراء استفتاء «حر ونزيه وفقا للقانون»، بحيث تقبل نتيجته -مهما كانت- من جانب الطرفين.