كتب الدكتور/ عبدالمنعم سعيد رئيس مجلس إدارة جريدة الأهرام المصرية في مقاله المنشور بالأهرام العدد «45213» ليوم الاثنين الموافق 20/9/2010م، تحت عنوان «التجربة «الإسلامية» في الحكم» متناولاً تصريح الدكتور/ محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بمصر في حفل الإفطار السنوي الذي أقيم خلال شهر رمضان بمدينة طنطا في 27 أغسطس الماضي : «إن الجماعة ستتمسك بشعار «الإسلام هو الحل» بعد أن فشلت الحكومة في تقديم البديل ، وقادت البلاد إلى الفساد والخراب، وجربت جميع الأنظمة من اشتراكية ورأسمالية والآن تمارس النظام الفوضوي بلا رؤية محددة أو واضحة » . وفند الدكتور/ سعيد أقوال مرشد الأخوان بعرضه لمآلات النظام الإسلامي الذي تمت تجربته قديماً في عهد الخلافة العثمانية التي أنتجت التخلف والعجز عن اللحاق بالحضارة الغربية، وحديثاً في حكم الجماعة للسودان منذ عام 1989م، حتى الآن وما تسبب فيه حكمها من تقسيم للبلاد، وتراجعها الاقتصادي، وعزلتها الدولية، وحروبها الأهلية في غرب وشرق وجنوب البلاد، واستدرك الكاتب : « ولكن ربما كان السودان حالة خاصة، وكانت الحرب الأهلية السودانية الأخيرة بعد تطبيق الشريعة الإسلامية كما رآها الرئيس جعفر نميري لم تترك مجالاً للإصلاح، أو أن تجربة الإخوان جرت على أرضية من حروب أهلية سابقة، ومع ذلك فان التطبيقات الإخوانية التي تنافس التجارب الاشتراكية والرأسمالية تم تطبيقها كلياً أو جزئياً في أفغانستان وإيران وباكستان وغزة، وحتى وقت قريب سيطرت الجماعات الإخوانية المختلفة على النظام التعليمي في دول الخليج العربية، وكانت النتيجة المرعبة في كل هذه التجارب هي الانقسام والتفتيت للدولة بأشكال مختلفة ومتنوعة ووصولها لأشكال من الحروب الأهلية أو استخدام العنف ليس فقط ضد من لا ينتمي إلى الجماعة وإنما داخل الجماعة نفسها بعد أن تنقسم إلى جماعات أكثر تطرفاً وتشدداً» . وطالب الكاتب بنظرة موضوعية للنظام «الرأسمالي» الذي أخرج شعوب الصين والهند من غياهب الفقر والفاقة والحاجات الإنسانية والاخلاقية والروحية إلى رحابة التقدم والمعرفة والاتصال الإنساني!، ويبدو أن النظام الرأسمالي يتعمد الكيل بمكيالين لأنه لم يضمن لمصر الخروج من دائرة الفقر المدقع وأدى إلى لجوء بعض المصريين للتجربة الإخوانية الفاشلة في السودان حيث يتزايد توافد العمالة المصرية للخرطوم هرباً من نعيم النظم «الوضعية المتطورة» !! . . ومثلما قامت التجارب الاشتراكية والرأسمالية على جهد بشري فان التجربة الإسلامية المستندة على أحكام الدين الكلية تقوم على فكر وفقه وتطبيق بشري وهو قابل للإصلاح والتطوير والتكيف مع الظروف والمستجدات كما هو الحال في تجارب ماليزيا وتركيا وإيران «الإسلامية» ويبقى التخطيط وحسن الإدارة للموارد المادية والبشرية من موجبات نجاح النظم الاقتصادية والاجتماعية لا كما ذهب د. سعيد بنظامه .