كلما تأملت مشهد جزيرة توتي عند المرور بها في الطريق الفاصل بين البر والنهر كلما خطرت علي بالي كلمات الشاعر الفذ التجاني يوسف بشير حينما صور جمال الجزيرة ووصفها وصفاً عجيباً بقوله : يادرةً حفها النيل واحتواها البر فجمال توتي لا يعادله جمال وقد تغني به الكثيرون ونحن اليوم بصدد التغني بجمال من نوع آخر ابتكره ابناء الجزيرة في اللجنة العليا لتطوير الخدمات بتوتي وعلي رأسهم الشاب الممتلئ نشاطاً وعزماً عثمان السيد وصحبه في عضوية اللجنة ياسين الشيخ وسيد المتحصلين وصاحبهم في قطاع الخرطوم شمال الذي يكن عشقاً لتوتي جمال عباس وبقية العقد الفريد فهولاء الرجال اضافوا الي جمال الجزيرة جمالاً جديداً زادها القاً ونقصد بذلك مشروع نظافة توتي الذي تم تدشينه قبل فترة عبر توفير المواتر ذات الخلفية الناقلة للنفايات والتي تجوب أزقة توتي الضيقة لتنقل نفايات المساكن الي الطرقات الرئيسية فتأتي الآليات الكبيرة لتأخذها الي خارج الجزيرة بفضل كبري توتيالخرطوم الجديد . ان النظافة هي عنوان الحضارة وتوتي ضربت الرقم القياسي بمشروعها ذاك في الاحتفاظ بموقعها المتميز في مقدمة احياء الخرطوم العتيقة ولشد ما اعجبني ان المشروع وجد اقبالاً واستحساناً من سكان الجزيرة لصدقيته وتجاوبوا معه بدفع مستحقاته من الرسوم بعد ان كانوا يتقاعسون عن التجاوب مع عملية سداد رسوم النفايات بحجة ان النفايات تظل موجودة ولا احد ينقلها ، لقد برزت ثقافة جديدة طورت الشراكة بين السكان وهيئة نظافة محلية الخرطوم والهيئات الشعبية العاملة تطوعاً في مجال النظافة مثل لجنة ابناء توتي ، وهي شراكة يجب ان يتم تعميمها علي بقية الاحياء المماثلة والمحليات المختلفة بل والولايات لانها تجمل حياة سكان الاحياء والمدن ذات الشوارع الضيقة . ان مشروع المواتر الناقلة للنفايات يؤكد ان الجهات الرسمية والشعبية الناشطة في مجال النظافة تعمل في صمت ووفق اسس علمية مجربة للخروج من مأزق تكدس النفايات وتأثيراتها الضارة علي صحة المواطن وصحة البيئة ونريد عبر هذه الزاوية ان نشد علي ايدي جميع المشاركين في انجاح هذا المشروع الانموذج ونضيف بأن حكومة ولاية الخرطوم مطالبة بتشجيع مثل هذه المشاريع وتعميمها علي احياء العاصمة المماثلة حتي تتحقق بصدق مقولة عاصمة حضارية نظيفة ومخضرة ينعم سكانها بالهدوء والامن الصحي والاستقرار . لقد استمعنا الي تنوير نافع من الاخوة في لجنة خدمات توتي بالتنسيق مع هيئة نظافة وتنسيق محلية الخرطوم برئاسة أحمد المليجي الناشط منذ فترة ليست بالقصيرة في ترقية المفاهيم حول معاني النظافة ونحن من هنا نحي الرجل لاخلاصه في عمله وتأكيده علي دور الشراكة المجتمعية في تعميم ثقافة الحفاظ علي النظافة ..فلهم التحية وسنعود لاحقاً لالقاء المزيد من الاضواء علي مجهودات العاملين في مجال نظافة الخرطوم .