التغير المناخي تسبب في وفاة أكثر من 15 ألف شخص بأوروبا هذا الصيف    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    إبراهيم نصرالدين (درمي).. صخرة دفاع أهلي الكنوز وطمأنينة المدرجات    والي ولاية كسلا يشهد ختام دورة فقداء النادي الاهلي كسلا    بعثة نادي الزمالة (أم روابة) تغادر إلى نيروبي استعدادًا لمواجهة ديكيداها    الخارجية البريطانية: مستقبل السودان يقرره شعبه    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    توجيهات مشدّدة للقيادة العسكرية في الدبّة..ماذا هناك؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: دور المجتمع الدولي والإقليمي في وقف حرب السودان    شاهد بالفيديو.. الفنانة توتة عذاب تشعل حفل غنائي بوصلة رقص مثيرة والجمهور: (بتحاولي تقلدي هدى عربي بس ما قادرة)    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تدخل في وصلة رقص فاضحة بمؤخرتها على طريقة "الترترة" وسط عدد من الشباب والجمهور يعبر عن غضبه: (قلة أدب وعدم احترام)    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تثير ضجة غير مسبوقة بتصريحات جريئة: (مفهومي للرجل الصقر هو الراجل البعمل لي مساج وبسعدني في السرير)    شاهد بالفيديو.. الفنانة توتة عذاب تشعل حفل غنائي بوصلة رقص مثيرة والجمهور: (بتحاولي تقلدي هدى عربي بس ما قادرة)    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تدخل في وصلة رقص فاضحة بمؤخرتها على طريقة "الترترة" وسط عدد من الشباب والجمهور يعبر عن غضبه: (قلة أدب وعدم احترام)    انشقاق بشارة إنكا عن حركة العدل والمساواة (جناح صندل ) وانضمامه لحركة جيش تحرير السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تثير ضجة غير مسبوقة بتصريحات جريئة: (مفهومي للرجل الصقر هو الراجل البعمل لي مساج وبسعدني في السرير)    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    مناوي يلتقي العمامرة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للسودان    أول تعليق من ترامب على اجتياح غزة.. وتحذير ثان لحماس    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    السودان يدعو المجتمع الدولي لدعم إعادة الإعمار    ما ترتيب محمد صلاح في قائمة هدافي دوري أبطال أوروبا عبر التاريخ؟    "خطوط حمراء" رسمها السيسي لإسرائيل أمام قمة الدوحة    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    شاب سوداني يستشير: (والدي يريد الزواج من والدة زوجتي صاحبة ال 40 عام وأنا ما عاوز لخبطة في النسب يعني إبنه يكون أخوي وأخ زوجتي ماذا أفعل؟)    الهلال السوداني يتطلّع لتحقيق كأس سيكافا أمام سينغيدا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    مصر تسجل مستوى دخل قياسيا في الدولار    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    عودة السياحة النيلية بالخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والري بالخرطوم تبحث إعادة إعمار وتطوير قطاع الألبان    شاهد بالصورة والفيديو.. عروس سودانية ترفض "رش" عريسها بالحليب رغم إقدامه على الخطوة وتعاتبه والجمهور يعلق: (يرشونا بالنووي نحنا)    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    حادث مأسوي بالإسكندرية.. غرق 6 فتيات وانقاذ 24 أخريات في شاطئ أبو تلات    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النظافة.. حلم يراود الخرطوم!
نشر في الانتباهة يوم 11 - 12 - 2011


تحقيق هناء عزالدين / بدر الدين صلاح
نشعر بالأسى حين نقارن بين عاصمة بلادنا والعواصم الأخرى التي تستحي أن يرى المتجول فيها «قشة» على أرضها بينما تطلُّ علينا الخرطوم بكل سوءاتها من صرف صحي ونفايات وغيرها دون حياء، وحين نقول الخرطوم فإننا لانقصد المكان بقدر ما نقصد الإنسان لأن الأخير هو المسؤول الأساسي عن الجمال والقبح فيها
وتشمل كلمة «إنسان» المسؤول والمواطن على حد سواء، فالأول مسؤول بتقصيره والثاني بسلوكه فإذا قام الأول بتوفير المواعين والآليات اللازمة لعملية النظافة والتزم الأخير برمي نفاياته في المكان المخصص لها لما أصبح حال عاصمة السودان كما نراه اليوم، فترى النفايات في المستشفيات والمدارس والحدائق والأسواق بل أمام البيوت.
تناولت الصحف موضوع النظافة كثيرًا ولكنها كمن يحرث في بحر أو ينفخ في «قربة مخرومة» فلا المسؤول راعياً ولا المواطن واعٍ ولكن ليس هناك بد من مواصلة الطرق عسى أن تقع الكلمات على أذنٍ فتستجيب، مع العلم أن هذا التحقيق تم إجراؤه قبل إعلان الحكومة الجديدة ولكن تأجل نشره بسبب تحقيقات لا تحتمل التأخير.
طرحنا سؤالنا من«المسؤول» على جهات افترضنا مسؤوليتها عن الواقع البيئي المتردي الذي تعيشه الخرطوم، مواطنين ومحليات وهيئة نظافة الخرطوم باعتبارهم شركاء في المسؤولية بعد أن التقطت كاميرتنا نماذج لأكوام النفايات في مواقع مختلفة فكانت السطور التالية حصيلتة جولتنا.
كلنا مقصرون
ولأن المواطن هو المسؤول الأول بسلوكه فقد طرحنا السؤال على «الحاج عثمان» معلم بالمعاش الذي اعتبر النظافة مسألة شخصية ويجب الحرص عليها مثل الحرص على نظافة الإنسان لنفسه فمن غير المعقول أن ينظف الإنسان نفسه ومنزله و«يوسخ» الشارع لهذا يجب الحرص أولاً على نظافة البيئة الخارجية للإنسان، فلو سار المواطنون على هذه القاعدة لأصبحت المدينة كلها نظيفة وعبّر عن ضيقه لما آل إليه حال العاصمة وأقر بأن التقصير ليس مسؤولية المحليات وحدها بقدر ما هو مرتبط بسلوك المواطن وبمن تسمي بنفسها هيئة نظافة الخرطوم حسب تعبيره فقال إن سياراتها غير منتظمة الحضور فهي لا تكاد تأتي غير مرة أو اثنتين في الشهر مما يجعل الأوساخ تتكدس في الشوارع وأحياناً تأتي في غير الأيام المعروفة لحضورها إضافة لأنها لا تلقي بالها كثيرًا للأسواق التي أصبحت أحوالها مزرية.
«محتارين» !
وتنفي الطالبة «شيرين الطيب» وجود جسم معني بنظافة الخرطوم من الأساس وتقول :« نحلم بمدينة نظيفة خالية من الأوساخ، فمدينة الخرطوم من أجمل العواصم في العالم من ناحية الموقع ولكن للأسف لا يعلم هذه المعلومة الكثيرون بسبب الأوساخ التي تراكمت على جمالها والإهمال الذي يسكن في كل زاوية من زواياها وشوارعها، فهذا يرمي بقايا أكله وهذا يرمي أكواب العصير وقوارير المياه الغازية في الشارع وليته يكتفي برميها بل يركلها بكل زهو لتقع أينما تقع فلا يهمه وكأنه لاعب كرة ممتاز وترمي الأسر في الحدائق ببقايا طعامها «ولا يهمها» وليت الأمر يقتصر على النفايات الصلبة بل أسوأ منها النفايات السائلة والمياه الملوثة ولا وجود لأي جهة مسؤولة عن الصحة، وتساءلت: لا أدري من المسؤول بالضبط لماذا لاتعاقب الدولة المواطنين وتفرض الغرامات على المخالفين؟ أصبحت الخرطوم عبارة عن مكبّ نفايات كبير، لماذا لايتحرك المسؤولون؟ألا يمرون في هذه الشوارع أم أنهم يطيرون بالجو لهذا لايرون ما يحدث في الخرطوم إن كانوا هكذا فالصورة بالجو أوضح؟
مشكلة تربوية
أما تقوى بشير«معلمة» فتقول: النظافة سلوك نحتاج لغرسه في نفوس الأطفال منذ الصغر ونحن في المدارس نقوم بذلك فعلاً فندقق في نظافة التلاميذ الشخصية وأظافرهم ونقوم بحملات نظافة حول المدرسة لكن نفاجأ بأولياء الأمور يغضبون منا لأننا جعلنا أولادهم ينظفون فصولهم أو أماكن دراستهم فيأتون إلى المدرسه في حالة هياج وغضب بدعوى أنهم أرسلوا أولادهم إلى المدرسة ليدرسوا، ويتهموننا بأننا نستغلهم ونشغلهم عمال نظافة وغيرها من الاتهامات التي تؤذي المدرس وتقلل من شأنه أمام التلميذ، وهذا وحده كفيل بقتل أي إحساس بمسؤولية النظافة في نفوس الأطفال، فيكبر الطفل وقد تعلم أن نظافة المدينة والمحافظة عليها ليست من اختصاصه وإنما من اختصاص عامل النظافة، وعامل النظافة أيضا إنما هو موظف يأخذ راتبه وإذا لم يصرف له لا يقوم بواجبه وحتى وإن قام به لايتقنه فتظل الأوساخ في مكانها وتظل البيئة قذرة.
طفشت زبائني
أما حسن حسين تاجر بسوق خليفة فقال إنه متضرر جدا من الرائحة التي تحوم حول محله لأنها «طفشت» زبائنه فالجزارون يفرغون محتويات معدة البهائم ومخلفات الذبيح على الأرض بالقرب من محله حتى إن الدود توالد من كثرة الأوساخ، وقال إنه تظلّم أكثر من مرة لمكتب النفايات بالولاية ولا حياة لمن تنادي، فهذا السوق قذر بكل ما تحمل الكلمة وبات مصدر انبعاث الروائح الكريهة ولا توجد به رقابة على أي شيء لا الأكل ولا اللحوم، وأردف: «حسب علمي الذبائح تأتي من المسالخ نظيفة ولا أدري أين يذبح هؤلاء التجار ويأتي موظفو النفايات ليتحصلوا منا 26 جنيهاً شهرياً بينما لانرى أثرًا للنظافة، نتمنى من الجهات المسؤولة أن ترى هذه المهزلة وأن يسجلوا زيارة مفاجئة لهذا السوق ليروا بعيونهم.
مش مقصرين
حملنا هذه التساؤلات وغيرها وطرحناها على نائب مدير هيئة نظافة الخرطوم ومدير الإيرادات ومدير عام مكتب الهيئة بمحلية بكرري «عصام الأمين» فدافع عن الكيان الذي ينتمي إليه قائلاً: نهتم اهتماماً خاصاً بنظافة الأسواق ونخصص لها ثلاث دوريات في اليوم ولدينا عمال يعملون طيلة اليوم فيها ولدينا مواقع خاصة لتجميع النفايات ونقاط يقوم العمال بتجميع النفايات فيها ومن ثم تأتي العربات لتأخذ النفايات، أما ما يحدث في سوق خليفة من تكدس لمخلفات الذبيح فليس من اختصاصنا، فدورنا يقتصر على النفايات الصلبة أما تلك فتقع على عاتق رقابة الأطعمة ولدينا فقط في سوق خليفة بالثورة الحارة 17 عمال وواجهة السوق بها عامل أيضا ونجمع النفايات في الصباح والظهر والمساء ولدينا قانون مخالفات صادر من المجلس التشريعي بمعاقبة من يرمي النفايات وانتهاج سلوك يضر بالمواطنين حيث نقوم بتغريم مرتكب المخالفة او الوصول معه لتسوية مادية. كما نقوم بالإرشاد والتوجيه والإنذار وإذا كان الأمر جسيماً نحوِّل المخالفين لمحكمة جرائم البيئة. «ومن ثم لا يمكن وصف هيئة نظافة الخرطوم في مجملها بالفشل».
واجهنا عصام بوصف والي الخرطوم للهيئة بالفشل فبرر بأن الوالي إنما نظر إلى الولاية نظرة عامة، فلا الهيئة فاشلة ولا المشروع فاشل فالأداء في محلية كرري جيد جدا والعربات تجوب كل الحارات حوالى 3 مرات في الأسبوع ولدينا برنامج ثابت حتى المواطنين باتوا يعرفونه والخدمة منتظمة وإذا لم تأت عربة النفايات، فهذا يعني أن عطلاً أصابها أو ظرفاً مفاجئاً وكانت العربة في بداية المشروع تستخدم الصافرة أما الآن فالمواطن بات يحفظ مواعيدها وهي تسير بسرعة سير العمال ليتمكن كل المواطنين من اللحاق بها وحتى الذين لم يستخرجوا نفاياتهم إلى الخارج يخروجونها والعربة أمام بيوتهم كما قمنا ببرنامج توعية شامل استمر لمدة 3 أشهر كنا كل يوم جمعة نجوب الحارات للتوعية بهذا البرنامج، وهذه كانت ناجحة وشهدت شراكة من المواطنين فنحن في محلية كرري نعاني من ضعف العائد الناتج من رسوم النفايات فهي ليست محلية تجارية بها أسواق كبيرة بل بها حارات وهناك حارات ضعيفة الإيراد وهناك حارات لاتدفع مثل الفتح مثلاً فنحن أيضا يقف أمامنا حاجز الإمكانات اللازمة لتطوير الخدمة فلدينا واجبات مثل رواتب العاملين وصيانة السيارات، من هنا أناشد المواطنين الإلتزام بسداد ما عليهم من رسوم لينعموا بخدمة جيدة وتظل الخرطوم نظيفة.
هناك معوقات
حملنا نفس التساؤلات لكمال الدين محمد عبد الله معتمد محلية كرري الذي أجابنا قائلاً: إذا قارنا محلية كرري نجد أنها من أجمل المحليات وأنظفها ذلك لأن لدينا دوريات نظافة تجوب الشوارع مرتين يومياً واعتبرنا شارع الوادي شارعاً سيادياً ولدينا لجنة خاصة لتزيينه والاهتمام به، أما النفايات في محلية كرري فهناك آلية خاصة لمجابهتها وذلك ضمن برنامج يسمى مشروع نظافة محلية كرري وتتكون هذه الآلية من وحدة نظافة تحتوي على معدات وقلابات وعربات وترلات وبها اصطاف يتكون من 960عامل نظافة عليهم تنظيف المحلية بصورة مبرمجة ونستهدف 117 ألف منزل و3 شوارع رئيسية الوادي والنص والشنقيطي حيث تعمل بها سيارات بمعدل 3 مرات في اليوم ونستخرج أكثر من 19 الف طن نفايات في الشهر من المحلية ومن المنازل وحدها حوالى 15 ألف طن ومن كافة المنطقة حتى الآن استخرجنا 112776 ألف طن في 9 أشهر من هذا العام مقارنة بالعام الماضي الذي أستخرجت فيه 81559 ألف أي أن هناك تطوراً ملحوظاً في محلية كرري والتغطية 80%بينما بلغت في العام الماضي 77% ،ولكن تواجهنا معوقات كثيرة منها عدم تعاون المواطن مع الآلية فلا يلتزم بإخراج النفاية في الموعد المحدد فهل من المعقول أن يدخل عمال النظافة إلى داخل المنازل لجلب النفايات!! كما أنه غير ملتزم بدفع الرسوم المقررة عليه حيث تبلغ نسبة التحصيل في كل المحلية 40% لأن السيارات التي نشغلها تكلفنا أكثر من 500 ألف جنيه بينما نحصل مبلغ 300 ألف جنيه مما يؤكد أن المحلية تتحمل عبئاً كبيراً هو تغطية هذه التكلفة وهذا العمل عمل خدمي ومكلف ويحتاج لتعاون كامل بين المواطن والآلية بالتنسيق مع اللجان الشعبية كما أن الإحساس بالواجب والمسؤولية غير متوفر في المواطنين فمن المفترض أن يبلغوا إذا رأوا أوساخاً ونفايات متراكمة في مكان ما.
ويردف: « قمنا بحملات نظافة في المحلية إلا أن التجاوب كان ضعيفاً إلا في الحارات 11، 5 ، مدينة النيل، حي الشاطئ جنوب والحارة 72 حيث خرج أهالي هذه الحارات وتعاونوا معنا ونحن إذ نشيد بهم نناشد بقية الحارات بالمشاركة في حملات النظافة لأن جزءاً كبيراً من المسؤولية يقع على المواطنين لأن عليهم المحافظة على النظافة وفي يوم واحد اخرجنا 16 طناً من حارة واحدة ونفذنا حوالى 120 حملة نظافة في أيام الجمع، وكما أننا نراقب المسؤولين عن هذه الحملات ولدينا قوانين صارمة للمعاقبة على التقصير وحررنا حتى الآن 3800 مخالفة إنذار ومنها 1830 تم تنفيذها كما أن إدارة الإعلام في المحلية وزعت 10860 نشرة وملصقات في 52 محاضرة بهدف ترقية البيئة والحفاظ عليها من أجل تغيير السلوك السالب.
شركات تشكو من المواطن والمحلية
وبعض معتمدي المحليات اشتكوا من شركات النظافة الخاصة وقالوا إنها تعمل بآليات المحليات ولا تقوم بواجبها كما ينبغي وبالمقابل اشتكى أصحاب الشركات من سلوك المواطنين وإهمال المحليات فصلاح عباس الأمين المدير العام لشركة نظافة خاصة طالب كافة الشرائح المجتمعية التي تعمل في إصحاح البيئة الاهتمام والتعاون معهم بدأ من المواطن لأنه صاحب الخدمة المستديمة بجانب الشركات التي تعتبر الجهة الخادمة والمحلية تقدم الدعم وأكد أن تراكم النفايات ينم عن عدم وعي واهتمام من المواطن وطالب بأن يكون المواطن على قدر أكثر من الثقافة وإنزال العقوبات الرادعة والصارمة لأنه يرمي النفايات بصورة عشوائية، فالمواطن هو المسؤول الأول عن النظافة ومن ثم اللجان الشعبية وأصحاب المحلات التجارية والمصانع لأنهم يساهمون بالقدر الأكبر في تلوث البيئة ورمي الأوساخ ولفت إلى أن هناك مشكلة خطيرة تواجه المواطن وهي مشكلة النكاشين وهي في الحقيقة مخطط لسرقة المنازل لذا نطالب الدولة ووسائل الإعلام للوقوف معنا للحد من دور هذه العناصر.
بين الأجنبي والمحلي
يواصل عباس: نحن نعلم بدخول شركات أجنبية كثيرة لكن وضع البلاد لا يسمح وسوف تنتج إشكاليات وعقبات تواجه الشركات العاملة في مجال النفايات والعقبات التي واجهتها من عدم التزام بالوقت ويقول للمحلية إن العامل السوداني ناجح كما أننا نوفر فرص التدريب للكادر السوداني.
جبل أولياء.. نفس الحال
في محلية جبل أولياء أقرّ المعتمد محمد بريمة بفشل شركات النظافة التي تعمل بآليات المحلية ولا تحرز تقدماً ومن ثم وضعت المحلية آليات لتنفيذ مشروع النظافة ورغم أن الآية الجديدة أعادت للمدينة بعض رونقها المفقود إلا أنه سرعان ما عادت ريما لعادتها القديمة بفعل سلوك المواطنين خاصة وأن المنطقة محاطة بسوق كبير يضم العديد من محلات الملابس والأطعمة التي ترمى بمخلفاتها في واجهة السوق بمواجهة شارع الأسفلت.
ألغوا الضريبة
طالب ياسر صاحب شركة نظافة الجهات ذات الاختصاص بإلغاء ضريبة القيمة المضافة على المواطن لأنها تعتبر عبئاً إضافياً وهناك طلب ملغى من قبل ديوان الضرائب وهو أن تقوم الشركات بجمع القيمة المضافة من ديوان الضرائب وأن تقوم الشركات بجمع القيمة المضافة من المواطن بمبلغ 15%من قيمة الرسوم تؤخذ مع كل ايصال ولكن الشركات تخوّفت من جمعها باعتبار أن هذا عيب في حق المواطن وأضاف: ناشدنا الأمين العام لديوان الضرائب بأن المواطن لايستطيع سداد الرسوم المقررة علية فكيف نفرض عليه رسوماً أخرى؟؟؟؟ فهذا يعتبر عقوبة للمواطن لهذا صدر قرار من أمين عام ضرائب بتأجيل النظر في القيمة المضافة 15% على رسوم نقل النفايات لآجل آخر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.