لا يختلف اثنان على أن «الزعل» مفردة غير محببة، ودائماً ما تعبر عن عدم الرضاء، وهي مفردة مستهلكة في حياة العاشقين التي لا تخلو من الزعل والرضاء، والرضاء والزعل، ولذلك نجد الأغاني السودانية حافلة بمفردات العتاب. ومن المفردات الجميلة التي وصفت حالة متأخرة من الزعل، ما خطه قلم الرائع الراحل الدوش في أغنية سعاد التي تغنى بها الفنان الجميل عبد الكريم الكابلي «سعاد»، حينما قال «ضاقت كراعي من الزعل من تحتها اتململ تراب». وللشاعر والصحافي تاج السر عباس أبيات أنيقة تقول «زعلني وأزعل بي مهل خايل عليك حتى الزعل صرة جبينك خايلة فيك زادت دلالك يا عسل». ولكن هناك حالات زعل تعدت مرحلة الرجوع وصلت الى درجة «الكره» وهي بسيطة وتكاد تكون غير موجودة في مفردات الأغنية السودانية المتسامحة، غير التي كتبتها الشاعرة الشابة نضال الحاج «انا بكرهك وبكره اليوم الصنع قلباً يوكورك ويندهك.. انا بكره الوطن البلم شرف الغرام المنتهك.. أنا بكهرك» وتشير بعض المتابعات الى ان هذا النص «انا بكرهك» وقع في يد احد الفنانين الشباب، وجارٍ العمل في تلحينه، وان صحت هذه المعلومات فإن الأغنية السودانية تكون قد وصلت الى مرحلة من التحول من العتاب الناعم والمتسامح والمتوارث منذ الحقيبة مروراً بالزمن الجميل والي زمن قريب جداً، الى المفردة الخشنة والغاضبة. وأنا أكتب هذه السطور تحضرني أغنية للشاعر الراحل، الشفيف حسن الزبير التي تغني بكلماتها الفنان الواعي الطيب مدثر «زعل الدهب» وتقول كلمات الأغنية زعل .. الدهب خدو المجمر زاد لهب مع إنو زعلو بجملو وأبداً عليَّ ما كان حلو وزعل الدهب فالأغنية السودانية ظلت محافظة على شكلها ومضمونها الذي بدأ يشوبه بعض التغير غير المحبب من بعض الشباب، ولا نقول جلهم حتى لا نكون قد ظلمنا أصواتاً جميلة ومسؤولة احترمت تراثنا الأدبي والفني وحافظت عليه، واستلمت الراية من الكبار لتجسد معنى التواصل الحقيقي بين الأجيال. بعد إضافي يخاصم يوم ويرجع يوم ويعذبنا بي ريدو ويتحدانا يوم يزعل تقول أقدارنا في إيدو ونقول يا ريتو لو يعرف عذاب الحب وتنهيدو [email protected]