قام من النوم مذعوراً واتجه الى حيث الأسرة جالسة وصاح فيهم قائلاً (يا شفع الجن انا ما قلت ليكم ما تجيء الزفت دي في التلفزيون لو كنت نائم تصحوني لو كنت بره تنادوني ولو كان معاي ضيوف تستأذنوني دي اغنية واحدة ولا مقطع من أغنية ولا دعاية؟؟؟). (يا بابا والله قلت اصحيك لكن ماما دي منعتني) ردت إحدى بناته، (آي أمك ما أنا عارفها حاسدة وما دايرة لي أي متعة). ردت الأم (متعة شنو يا يابا الدايرة إنت من نانسي عجرم إنت وين وهي وين؟؟ ثم ثانياً أحسدك في شنو؟؟ انت بلحيل طالع ونازل معاها؟؟). (هي في السماء وأنا في الواطة لكن التلفزيون جابها لي في بيتي دا إنتي حارقك وين؟؟) (يا بابا ما في داعي للكلام دا بالطريقة دي ضيعت على نفسك متعة الأغنية) قالت بنته الكبرى داعية لإنهاء الحوار بينهما. بالفعل جلس الأب وأخذ يغني مع المغنية وبصوت مرتفع (شخبط شخابيط لخبط لخابيط مسك الألوان ورسم على الحيط) وعندما انتهت قام واتجه إلى الخارج وهو يغني (يا حمادة اللعملتو دا أسوأ عادة أمسك ورقة ولون وأحلم بكرة بالمستقبل أرسم لكن على السبورة بكرة حا تبقى فنان مشهور..). في المساء دخل غرفة نومه ووجد زوجته في انتظاره وهي تمسك بالريموت وتتجول في المحطات التلفزيونية وكان هو يدندن ويصفر مغنياً (أخاصمك آه أسيبك لا.. وجوة الروح حا تبقى حبيبي الأنا بهواه)..يا حاجة ما في أي محطة فيها نانسي عجرم؟. (يا رجل والله إنت مريض..يا راجل إنت جنيت ولا شنو؟..مرض نفسي اسمه التعلق..فأنت متعلق بالمستحيل.) رد عليها (خلاص يا طه بعشر وتاني؟؟) (تاني لازم تمشي لدكتور نفساني عشان يعالجك) (ما في مانع لكن تمشي معاي وتقولي ليهو راجلي دا عندو حالة عجرمية)، (يا خي ما تعقل شوية وتحترم شيبك دا وتخجل من أولادك وبناتك ديل إنت ما عارف حالتك بتبقى كيف لمن تجي المفعوصة دي تغني) ( ها ها ها المفعوصة دي تبقى نانسي عجرم؟؟) (يا أخي دا كلها ما تجيب ليها ربع كيلو أنا ما عارف العاجبك فيها شنو) (عاجبني الربع كيلو دا بس انتن الواحدة فيكن شايلة ليها تسعين كيلو وعاملات أزمة حتى في الأوكسجين)..(والله إنت أكيد ما براك يا أخي بالطريقة حا تحول حياتنا إلى جحيم.) (جحيم شنو يا حاجة..دي مسألة طبيعية دي فنانة زيها وزي سعاد حسنى ونجلاء فتحي وحنان ترك، أهي تصاوير نحن بنعاين فيها ونستمتع نحن وأنتو مع بعض من فضلك ما تعملي من الحبة قبة وخلينا ننوم على بركة الله..) (لا لا أنا ملاحظة أن علاقتك بنانسي عجرم دي ما علاقة متلقي عادي دي بتحولك لإنسان تاني، إنت قاعد تنسى القدامك والوراك أكيد الحكاية مرض...) (يا حاجة ما في داعي لسيرة المرض دي انتي حساسيتك زائدة شوية وأنتي عارفة إنو نانسي عجرم دي إنسانة في الخيال اكان عندك شك في حاجة وثانية أحسن تقولي لي مباشرة انتي ما سمعتي زيدان قال شنو؟) (اها قال شنو؟) (قال خليك واضح يا جميل) (والله انا ما عارفه ليك اي دريبات تحت تحت لكن بصراحة بديت أشفق عليك وأنت بتشاهد نانسي عجرم) (تشفقي علي ولا تخافي مني؟) (أخاف منك في شنو يا أخي..يا أخي أقولك...؟؟ تصبح على خير...) (كما أنا يا أخي أقولك زعلان أزعل آه نص ونص ونص واكيد حا تبقى انت اكيد خسران، أهدي بقى وكفاية ..حرام والله). في مساء اليوم التالي أعلنت فضائية (L.B.C) أنها سوف تقدم نانسي عجرم في سهرة كاملة عن رحلتها لأمريكا وظهر من لقطات الترويج أنها سوف تغني وتجري مقابلات وترقص فأخذ صاحبنا يصيح بأعلى صوته (يارب إن شاء الله ما أموت أكان ما حضرت السهرة، دي حا تكون سهرة السهرات...) صاحت فيه الحاجة (يا راجل احترم شيبك شوية.. راعي أولادك ديل...)..(يا ماما خليهو ياخد راحتو الحكاية كلها مشاهدة تلفزيونية) رد عليها أحد أولادها فتدخل الوالد (كلمها بالله وقول ليها بطلي الأنانية بتاعتك حتى الخيال بتاعي دايرة تصادريه؟؟) عندما انتهى الترويج أطلق آهة كبيرة وأخذ يدندن بصوت مرتفع (حبيب ارب وبص بص بص لما تزعل ازعل آه ونص.. بالله عليكم يا جماعة نانسي عجرم دي مرأة والباقيات ديل نسوان؟؟ أكيد في غلط إما نانسي عجرم دي ما بشر أو نسوانا ديل ما نسوان ...؟؟ ) وهنا انتفضت الحاجة كالملدوغة وصاحت بأعلى صوتها (سامعين سامعين سامعين يا أولاد الراجل المجنوب دا بقول في شنو؟؟ أنا ما قلت ليكم الزول مريض نفسياً كمان هسة جابت ليها اساءة وتجريح، خلاص نحن ما نسوان، نحن بقر ماشي أنا تاني البيت ما عندي فيهو قعاد، سوقوا أبوكم دا ودوه الدكتور بعد ما يتعالج تعالوا اتكلموا معاي)، وخرجت مسرعة من البيت وارتبك الجميع ولحقها بعض أفراد الأسرة للإمساك بها أما هو فلم يتحرك من مكانه، وبكل هدوء قال (خلوها تمشي هي مفتكره نفسها شنو؟ أصلها هي نانسي عجرم...) ثم أخذ يدندن بصوت مسموع: (لما تزعل أزعل أزعل أزعل لما تطق). ويسأل واحد من الناس ما هو موقف امريكا؟ حاطب ليل- السوداني [email protected]