سيرت الهيئة الشعبية لدعم الوحدة ، تظاهرة صباح أمس تدعو للوحدة بين الشمال والجنوب وتندد بالانفصال شارك فيها الآلاف من المواطنين من بينهم السلاطين الجنوبيون وقواعدهم بولاية الخرطوم حملوا لافتات تدعو للسلام والوحدة، وتدين سلوك المحكمة الجنائية ضد الرئيس عمر البشير، وتؤكد وقوف الشعب السوداني بكل مكوناته معه في رسالة مباشرة لأعضاء مجلس الأمن المتواجدين بالخرطوم. وانطلقت المسيرة،التي شارك فيها نحو «3» آلاف شخص، من أمام القصر الجمهوري ميدان الشهداء صوب مقر الأممالمتحدة ،وسلمت مذكرة لممثل الأمين العام للأمم المتحدة بالسودان، أكدت فيها وقوف الشعب السوداني ممثلا في كافة قطاعاته المهنية والفئوية مع خيار وحدة السودان والمحافظة عليه، قاطعة برفضها التام لقرارات المحكمة الجنائية في مواجهة رمز السيادة الوطنية باعتبارها أداة لتركيع الدول المستضفعة وآلية للهيمنة العالمية على مقدرات الشعوب. وأكد رئيس المجلس الوطني، أحمد إبراهيم الطاهر ، لدى مخاطبته المسيرة، أن الحكومة أوفت بكل إلتزاماتها في اتفاقية السلام بقيام كافة المؤسسات السياسية والقانونية بما فيها تشكيل حكومة الجنوب ،ولم يتبق من بنود الاتفاقية غير الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان، وتعهد بقيام الاستفتاء في موعده الذي حددته إتفاقية السلام الشامل بشرط أن يجرى في أجواء من الصدق والشفافية حتى يأتي تعبيرا صادقا عن إرادة أهل الجنوب، ومعترفا به على المستوى القطري والدولي، وطالب حكومة الجنوب بمراجعة نصوص الإتفاقية حتى لا يتجدد القتال مرة أخرى ، كما دعا المجتمع الدولي للعب دور مساند لوحدة السودان لأن استقرار السودان يعني استقرار العالم والعكس . من جانبه، قال الدكتور محمد مندور المهدي، القيادي البارز بالمؤتمر الوطني، إن قضية الاستفتاء قضية تهم كافة أهل السودان وليست قاصرة على أبناء الجنوب ، مضيفا أن ما يجمع أبناء الجنوب بالشمال أكثر مما يفرقهم، وأن هناك أعدادا مقدرة من أبناء الجنوب ارتبطت حياتهم بالشمال والآن هم جزء من أهل الشمال، ورأى أن الاصوات التي تتحدث عن الانفصال لا تعبر الا عن ذاتها وهي أصوات معزولة عن قواعدها بالجنوب ،وأوضح أن مجلس الأمن كل مواقفه كانت ضد الإرادة السودانية وهو الذي أحال قضية دارفور للمحكمة الجنائية الدولية، مؤكدا رفض أهل السودان لقرارات الجنائية مضيفا أن البشير سيظل رمز السيادة والصمود في وجه المؤامرات الدولية. وفي سياق متصل، استخدمت شرطة مكافحة الشغب العصي لتفريق نحو «30» شخصا من مؤيدي الانفصال بعد صدامات مع المتظاهرين. وثار غضب المتظاهرين عندما هتف نحو 30 من مؤيدي الانفصال كانوا يرتدون قمصانا وقبعات برتقالية ويهتفون «لا للوحدة نعم للانفصال»، وطلب المتظاهرون من المنادين بالانفصال مغادرة التجمع ما ادى الى صدام بين الجانبين، وتدخلت قوات مكافحة الشغب لتفريقهم مستخدمة العصي. وتأتي هذه المواجهة في الوقت الذي ينهي فيه وفد لمجلس الأمن الدولي برئاسة السفيرة الاميركية سوزان رايس جولة من اربعة ايام في السودان. وكشفت مصادر موثوقة ل «الصحافة»، أن الشرطة تدخلت لفض اشتباكات وقعت بين المجموعتين واعتقلت «10» من مؤيدي الانفصال. من ناحيته، طالب نائب الامين العام لقطاع الشمال، ياسر عرمان، بإطلاق سراح المعتقلين،ودعا وزير الاعلام الى تقديم استقالته . وانتقد عرمان في بيان امس اعتقال عدد من الطلاب الجنوبيين بسبب رفعهم لافتات تطالب بالانفصال بالمسيرة ، وقال ان عددا من الطلاب حينما رفعوا شعارات مؤيدة للانفصال ، ابعدوا من المنصة وتم اعتقالهم والاعتداء على بعضهم ، وشدد على ضرورة اتاحة الفرصة لمؤيدي الوحدة والانفصال للتعبير عن وجهة نظرهم.