أعرب الرئيس عمر البشير، عن أسفه لتنصل الحركة الشعبية الشريك الرئيسي في إتفاقية السلام الشامل عن الإلتزام التعاقدي المنصوص عليه في إتفاقية السلام بإعلانها صراحة وعلى لسان رئيسها سلفاكير ميارديت بأنها مع الانفصال، وأنها تعمل من أجل تنفيذه عبر الاستفتاء المزمع إجراؤه في يناير المقبل. وأكد البشير في مداخلته أمام اجتماع القمة العربية الاستثنائية بسرت مساء أمس، أنه ينبغى تأمين مجموعة من الإستحقاقات المهمة قبل إجراء الإستفتاء وهي تتعلق بترسيم الحدود بين الشمال والجنوب وموضوع المواطنة والثروة والمديونية والمياه، وحذر من أن الفشل في معالجة هذه الاستحقاقات قبل الاستفتاء سيجعل من العملية مشروعاً لصراع جديد بين الشمال والجنوب، قد يكون أخطر من الصراع الذي كان دائراً قبل اتفاقية السلام. ورهن البشير، استدامة السلام والاستقرار في السودان في كل الأحوال بإجراء الاستفتاء بطريقة حرة ونزيهة وشفافة، وأنه ينبغي حماية الاستفتاء من إية تدخلات خارجية تسعى للتأثير على النتيجة خدمة لأهداف بعيدة عن مصالح السودان والمنطقة. وقال البشير إن الحكومة ملتزمة بالوحدة الطوعية عبر الاستفتاء والذي يجب أن يكون حراً ونزيهاً ،واعتبر ذلك التزاماً إخلاقياً وسياسياً. إلى ذلك كشفت القمة العربية الاستثنائية المنعقدة في مدينة سرت الليبية عن انقسام المجتمعين بشأن تطوير آليات العمل العربي المشترك، وإصلاح جامعة الدول العربية بين مطالب بإيقاع سريع للإصلاح وآخر على نقيضه، وثالث بينهما، وتبحث القمة أيضا مستجدات الملف الفلسطيني والوضع في السودان. عن التوقعات بنتائج القمة ، نقل مراسلون، أن الأجواء توحي بوجود خلافات حول وثيقة آليات تطوير العمل العربي المشترك وإصلاح الجامعة العربية، مما يضع احتمالات تبني الوثيقة دون تعديل موضع الشك، وهو ما يمهد لتعديل الوثيقة أو تأجيل البت فيها للقمة العربية العادية المقبلة. وفي السياق ذاته، قال الناطق باسم الخارجية المصرية، حسام زكي للجزيرة إن إصلاح الجامعة لن يكون مهيأ إلا إذا توفرت الإرادة السياسية، وأشار إلى انقسام الدول العربية إلى ثلاث فئات بشأن الإصلاحات، فريق تقوده ليبيا واليمن، ويريد إيقاعا سريعا للإصلاحات ويطرح تحويل الجامعة إلى اتحاد عربي ومفوضيات. أما الفريق الثاني -وفق زكي- فهو على النقيض لا يريد أن يمضي قدما في هذا الطريق، باعتبار أن الأوضاع غير مهيأة الآن. واوضح الناطق باسم الخارجية المصرية أن بلاده تقع بين هذين الاتجاهين مع غالبية من الدول العربية، وتدعو إلى تطوير في العمل العربي المشترك يتواءم مع الوضع العربي الحالي، أي التدرج في الإصلاح، مشيرا إلى اتجاه وسطي تبنته القمة الخماسية قبل أشهر باعتباره قاسما مشتركا لتطوير العمل لصالح المواطن وليس لصالح ما أسماها هيكلات لا معنى لها. وأعرب عن أمله بأن تنجح مصر في إقناع الدول العربية بالعمل على قاسم مشترك، مشيرا إلى سعيها إلى المحافظة على إطار الجامعة موحدا للعرب وليس العكس. وبدأت أعمال القمة العربية الاستثنائية في سرت بعد تأخير دام أكثر من ثلاث ساعات عن الموعد المقرر للجلسة الافتتاحية، وذكّر الزعيم الليبي معمر القذافي، في كلمة الافتتاح القادة العرب، بقرارهم الذي اتخذوه أثناء قمتهم العادية التي عقدت بسرت في مارس الماضي من أجل إنهاء مسألة الهيكلية الجديدة للعمل العربي المشترك ومؤسسة الجامعة العربية حاليا. وفي كلمته عقب افتتاح القمة قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إن قمة سرت الاستثنائية تعقد في أول تطبيق لتوافق الرأي على عقد قمتين في العام والذي توقع صدور القرار بشأنه في قمة اليوم، مشيرا إلى أن جدول أعمال القمة يركز على العمل العربى المشترك وتطويره من الناحية التنظيمية والحركية والمبادرة السياسية. وبعد أن أعطى الزعيم الليبي الكلام للرئيس الفلسطيني محمود عباس توقف البث التلفزيوني وأعلن عن تحول الجلسة إلى مغلقة. وبشأن الملف الفلسطيني، نقلت وكالة رويترز للأنباء عن أحد مساعدي الرئيس الفلسطيني محمود عباس قوله إن الأخير أبلغ القادة العرب بأنه سيطلب من الولاياتالمتحدة اعترافا رسميا بدولة فلسطينية مستقلة على كامل الأراضي المحتلة عام 1967 في حال استمرار توقف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل بسبب رفضها تجميد الاستيطان. يشار إلى أن سرت ستستضيف اليوم الأحد أعمال القمة العربية الأفريقية.