كشف مسؤول ملف أبيي بالمؤتمر الوطني السفيرالدرديري محمد أحمد، ان الحركة الشعبية تستعد لابتداع ما تسميه «آلية حق تقرير المصير للدينكا نقوك»، تعلن بموجبها ضم منطقة أبيي لجنوب السودان بقرار أحادي. وقال، ان حزبه ابلغ رئيس لجنة حكماء افريقيا ثامبو امبيكي والمجتمع الدولي بهذا «التطور الخطير»، قبل موعد استفتاء المنطقة أو مع استفتاء جنوب السودان بحجة تعذر إجراء استفتاء أبيي في موعده. من جانبه ، وصف مساعد الرئيس، نائب رئيس المؤتمر الوطني نافع علي نافع مسألة منطقة أبيي الحدودية بين شمال السودان وجنوبه، ب»القضية المعقدة واكبر عقبة أمام اجراء الاستفتاء». ورأى في تصريحات بتونس امس، أن الحركة الشعبية أمام ثلاثة خيارات هي اما قبول مشاركة جميع القبائل في الاستفتاء، أو تأجيله في هذه المنطقة، أو تأجيل الاستفتاء بالكامل. وفي الاثناء سلم طلاب منطقة ابيي وزير السلام ورئيس وفد الحركة الشعبية لمفاوضات اديس ابابا باقان اموم مذكرة تطالب الحركة بقفل الباب نهائيا امام السماح للمسيرية بالتصويت في استفتاء ابيي . وحملت المذكرة 6 مطالب دعت للاسراع في تكوين مفوضية استفتاء ابيي، واجراء الاستفتاء في مواعيده، الي جانب تنفيذ قرار لاهاي حول المنطقة . وقال الدرديري لدى مخاطبته لشباب الدينكا نقوك بالمؤتمر الوطني، أثناء لقاء نظمته أمانة شباب المؤتمر الوطني ظهر امس، ان استعدادات الخطوة شملت مشاورات واسعة في أروقة الحركة الشعبية صاحبتها تحركات ميدانية على الأرض بهدف تأمين الخطة. ونبه الدرديري إلى ان الخطوة إذا ما اتخذت «تعد تصرفاً منفرداً يتم من قبل الحركة الشعبية خارج إطار الدستور والمواثيق المتفق عليها ما يعد خرقاً سافراً لبروتوكول أبيي واتفاقية السلام». وقال إن الدستور الانتقالي أكد على أنه لا تعديل لحدود 1956 في منطقة أبيي إلا عبر الاستفتاء، ومن ثم فإنه إذا ما لم يتفق الطرفان على بديل للاستفتاء فإنه لا سبيل لإجراء ذلك التعديل بقرار منفرد. وأوضح الدرديري، ان المؤتمر الوطني ابلغ الرئيس ثامبو امبيكي الذي يتولى الوساطة حالياً بين الطرفين وغيره من الوسطاء بهذا التطور الخطير، وأهاب بالمجتمع الدولي بأن يتنبه لخطورة ما تنوي الحركة الشعبية القيام به. والتقى الدرديري بالخرطوم امس أعياناً من قبائل المسيرية ودينكا نقوك بالمؤتمر الوطني للتحضير لمحادثات أديس أبابا. وشدد الدرديري على أن حزبه سيعمل على اتاحة أكبر قدر من المشاركة لأعيان القبيلتين في المفاوضات المقبلة حتى يتمكنوا من ايجاد حلول شاملة لمصير المنطقة المتنازع عليها بين الشمال والجنوب. وقال: «نحن نعلم أن الحركة تسعى لاعاقة المفاوضات القادمة في أديس أبابا عبر رفضها لمشاركة المسيرية والوفود الأهلية في المفاوضات مما أدى الى تأجيلها، مضيفاً أنه لا بديل للمفاوضات الا المفاوضات». وشدد الدرديري أن حزبه لن يوقع على قرار أو حل لقضية أبيي لا يرتضيه أهل المنطقة من الدينكا والمسيرية. وأكد استعداد المؤتمر الوطني لرعاية ودعم أي مبادرة من الفعاليات الأهلية تساعد على الحل السلمي للقضية. وأوضح الدرديري أن حزبه سيدخل المفاوضات القادمة برؤية توسيع المشاركة وعدم استبعاد أي طرف آخر.