كشفت مصادر سودانية مطلعة أنّ رئيس لجنة حكماء أفريقيا ثامبو أمبيكي عرض على الشريكين في اجتماع المجلس الرئاسي السبت الماضي ضم أبيي لجنوب السودان بقرار رئاسي مقابل إعطاء قبيلة المسيرية ثلث أبيي. وأوضحت المصادر: "المنطقة المعنية هي التي حددتها محكمة التحكيم الدولية في لاهاي بالخط الفاصل شمالا ما بين عموديات دينكا نقوك ومناطق المسيرية. وهذه المنطقة تقدر بثلث مساحة منطقة أبيي". وتوقعت المصادر قبول المؤتمر الوطني بعرض أمبيكي ورفض الحركة الشعبية له. أجراس الحرية الدرديري: التصويت بنصف المدة حلاً لأبيي اعلن مسئول ملف ابيي القيادي بالمؤتمر الوطني الدرديري محمد احمد قبول حزبه بحل قضية ابيي في حال قبلت الحركة الشعبية بالتصويت بنصف مدة الإقامة وما فوق، متهما الحركة بعرقلة استفتاء المنطقة بعد ادراكها بأن تصويت المقيمين غير الدينكا ربما يذهب بها الى الشمال . وكشف محمد احمد في ندوة "حقوق المواطنة ازاء إستفتاء ابيي والمشورة الشعبية" التي نظمتها نقابة المحامين امس عن تقديم الحركة لعدة مقترحات بشأن المنطقة تتمثل في تصويت كل ابناء دينكا نقوك داخل وخارج البلاد وعدم ممانعتها بتصويت المسيرية شريطة أن يكونوا من المقيمين اقامة دائمة ، مبينا ان حزبه رفض المقترحين بأعتبارهما خارج نص الاتفاقية ، ولفت الى ان موقف الحركة وجد تأييداً من المجتمع الدولي مما دفع الولاياتالمتحدة بتقديم مقترح نيويورك الذي يمنع المسيرية من التصويت، وحذر من خطر التمييز بين مواطني المنطقة إزاء ممارستهم لحق دستوري، واعتبر التصويت في مسائل تقرير المصير من حقوق الانسان التي لا تقبل التحيز لطرف وحرمان طرف آخر بسبب نمط الحياة الذي يعيشه، واشار الى أن عدم تحديد اهلية المواطن ادى الى انهيار اجتماعات اديس ابابا وعدم تشكيل مفوضية استفتاء ابيي . وكشف الدرديري عن تغير ملحوظ في الموقف الامريكي ومواقف الوسطاء إجمالا ، نافيا أن يكون "الوطني" قد وقع في خطأ إستراتيجي حول برتكول ابيي يجعله يتمترس دونما إختراق في القضية، واكد التزامه بالبرتكول حول المنطقة وقيام الاستفتاء وقبول نتائجه، وابدى استعداد حزبه لقبول الحل إذا وافقت الحركة الشعبية على التصويت بنصف مدة الإقامة فما فوق، متهما الحركة بوضع العراقيل أمام قيام استفتاء المنطقة بعد إدراكها بأن تصويت المقيمين غير الدينكا ربما يذهب بها الى الشمال وقال " نحن مستعدون للذهاب الى نهاية المباراة وقبول الاستفتاء". ورفض الدرديري خضوع ابيي كمساومة مقابل إسقاط المحكمة الجنائية والحصول على مكافآت قائلاً " اذا ارادت امريكا مكافأتنا فيجب أن نكافأ على اجراء الاستفتاء باعتبار أنه لم يحدث من قبل في تاريخ افريقيا وربما يؤدي الى ذهاب ثلث البلاد"في السياق حذر نقيب المحامين د. عبدالرحمن الخليفة من أن الطرح الذاتي لقضية ابيي وتفسير النصوص بما اسماه التعسف لمصلحة طرف دون الآخر مما يدفع لتعسف الآخرين الذين وصفهم بأنهم "مقاتلون شرسون وأعين لقضيتهم وغير مستعدين للتنازل عنها". السوداني الدينكا يبدأون إجراءات استفتاء أحادي اليوم و«المسيرية» تتحدى أمبيكي يقترح ضم أبيي للجنوب ومشاركة المسيرية في سلطتها ومراعيها الخرطوم: أبيي: علوية مختار: يشرع أبناء الدينكا نقوك اليوم في تنفيذ الخطوات الاولى لتمكين منطقة أبيي من تقرير مصيرها بعد انقضاء المهلة التي منحها مجتمع الدينكا نقوك للشريكين لحسم الخلاف حول استفتاء أبيي، والتي انقضت أمس. وفي هذه الاثناء، استدعى الوفد الرسمي لمفاوضات أبيي من جانب المؤتمر الوطني، أعيان المسيرية لاجتماع حاسم اليوم للبت في المقترحات التي دفع بها الوسيط الافريقي ثامبو أمبيكي. وتحصلت «الصحافة» على أهم المقترحات الستة التي دفع بها أمبيكي لحل قضية أبيي، وعلى رأسها اتباع أبيي للجنوب بقرار رئاسي مع منح المسيرية حقوقا سياسية ورعوية وتمكينهم من المشاركة في سلطة المنطقة. وأبلغت مصادر موثوقة «الصحافة» ان مقترح أمبيكي حاول التوفيق بين المقترحات التي طرحت في أديس أبابا بشأن استفتاء أبيي، وذكرت ان أمبيكي اقترح اتباع أبيي للجنوب بقرار رئاسي مع اعطاء المسيرية حقوقا سياسية وحقا في الرعي، واشارت إلى ان المقترح نص على ان يمثل المسيرية بالثلث في ادارية أبيي وتكون لهم محافظة بالمنطقة بجانب مرونة الحدود وعدم فرض ضوابط صارمة تجاههم، وأكدت ان المقترح تطرق للجنسية المزدوجة وافادت بأن أحد مقترحات أمبيكي تبنت اطروحة الدرديري محمد أحمد في تقسيم أبيي لجزأين: شمالي يؤول للشمال، وآخر جنوبي يتبع للجنوب، اضافة لمقترح بالعودة للاجراءات الموجودة في بروتوكول أبيي واجراء استفتاء للمنطقة وفقاً للبروتوكول وقرار محكمة لاهاي. في ذات المنحى، قال القيادي المسيري بشتنة محمد سالم ل(الصحافة) ان وفد المؤتمر الوطني لمفاوضات أبيي استدعى وفد المسيرية الذي شارك في اجتماعات أديس أبابا الاخيرة لاجتماع اليوم لتبادل الرؤى حول مقترحات أمبيكي حول النزاع قبل انعقاد مؤسسة الرئاسة غداً الخميس. وسخر بشتنة من القرارات التي اتخذها مجتمع الدينكا نقوك في اللقاء التشاوري لأبناء المنطقة في منتصف نوفمبر الجاري والتي جاء على رأسها منع المسيرية من الرعي في ابيي اعتبارا من ديسمبر الجاري، ووصفها ب»التهريج السياسي»، مؤكدا ان الدينكا لا يستطيعون تنفيذ تلك القرارات، واشار لقيام المسيرية بالرعي الآن داخل ابيي. واضاف «تلك القرارات عليهم ان يهددوا بها المجتمع الدولي والحكومة والحركة الشعبية،» وشدد على ان المسيرية مستعدة للمواجهة وفي انتظار ان يبدأ الدينكا بالشرارة- على حد قوله- وزاد اتحدى ان ينفذوا 1% فقط من القرارات التي اتخذوها ونحن سننفذ ال 99% الباقية». من جانبه، اكد ناظر دينكا نقوك، السلطان كوال دينق كوال، ان الخيارات مفتوحة امام مجتمع قبيلته لتنفيذ القرارات التي اتخذوها في اللقاء التشاوري بجوبا اخيرا، وعلى رأسها تمكين المنطقة من تحقيق تقرير مصيرها، واشار لانقضاء المهلة التي منحت للشريكين لحسم الخلافات حول استفتاء المنطقة. وقال كوال ل «الصحافة» من اليوم ستبدأ المجتمعات المدنية في المنطقة في اتخاذ الاجراءات والمقترحات المناسبة لتمكين ابناء ابيي من حقهم في تقرير المصير. في السياق ذاته، عقدت اللجنة الخاصة بمتابعة تنفيذ قرارات اللقاء التشاوري لابناء الدينكا نقوك بجوبا، اجتماعا امس بشأن انقضاء المهلة المحددة للشريكين لحل قضية ابيي. وقالت مصادر موثوقة ان اللجنة ناقشت الخطوات التي ستتخذها ابتداءً من اليوم لتنفيذ قرارات الملتقى التشاوري والتي جاء على رأسها اجراء حق تقرير مصير احادي لمنطقة ابيي ومنع المسيرية من الدخول للرعي في اراضي ابيي اعتبارا من ديسمبر. واكدت ان تصورا متكاملا وضع لاجراء تقرير مصير بالمنطقة بعيدا عن الشريكين وبمراقبة دولية. واشارت الى ان اللجنة اقرت عدم تمديد المهلة للشريكين والمضي في عملها، وافادت بأن هناك آليات ستتبع لاجراء حق تقرير المصير دون اجراء تسجيل او تشكيل مفوضية استفتاء، قاطعا بأن العملية ستتم قبل التاسع من يناير المقبل.