أعرب عدد من مزارعي مشروع الجزيرة عن ارتياحهم لسير العروة الشتوية، لا سيما محصول القمح الذي وصل إلى مراحل متقدمة من النمو جراء توفر مياه الري والمناخ الشتوي المنساب والمساعد على نموه بصورة جيدة، غير انهم لم يخفوا تخوفهم من موجة ارتفاع درجات الحرارة الاخيرة، وكشفوا عن استعدادهم لتقبل فكرة تبني النهضة الزراعية للتمويل والإشراف على المحاصيل في العروة الصيفية القادمة. وقال المزارع بترعة مكوار التابعة لمكتب الكتير بقسم وادي شعير عبد الإله عمر إن نمو القمح يمضي بصورة طيبة في الفترة السابقة، إلا أن الارتفاع الطفيف الذي طرأ على درجات الحرارة في الأيام الماضية جعل المزارعين يضعون أياديهم على قلوبهم خشية تأثيرها على نمو المحصول قبل بلوغه مراحله النهائية التي شارف على الوصول إليها في بعض المناطق والمساحات التي زرعت مبكرا. وأضاف عبد الإله إن نمو القمح لا يعاني من أية أمراض ظاهرة عليه، وربما كان السبب في ذلك رشه مرة واحدة، وأن كثيراً من المزارعين أنجزوا عملية الرش يدويا وليس بالطائرات كما كان يحدث في السابق. وعلى صعيد الاستعداد للموسم الجديد في عروته الصيفية أعرب عبد الإله عن تأمينه على المقترح الذي تقدمت به إدارة البرنامج التنفيذي لمشروع النهضة الزراعية بتنبي التمويل والإشراف على كل العمليات الفلاحية لمحصولي الذرة والقطن في العروة الصيفية. وأبان أنه إذا ما تم ذلك وفق ما هو منظور له فإن الموسم القادم سيشهد إنتاجا مختلفا عن المواسم السابقة، نسبة للاهتمام المتزايد بتوفير المدخلات وإنجاز العمليات الزراعية في مواعيدها. ودعا إلى ضرورة المتابعة الإدارية على الغيط وما يجري فيه، بجانب تفعيل دور روابط مستخدمي المياه بالمشروع عن طريق تأهليهم ورفع درجة وعيهم بما هو مطلوب منهم. وغير بعيد عن حديثه يقول المزارع بترعة الوعيرة بمكتب الكتير الفاتح ميرغني أحمد، إن القمح ينمو نموا جيدا، وأن الري متوفر والمشرفون من شركة الهدف يقومون بواجبهم على الوجه المطلوب في ظل الإمكانيات المتاحة لهم. ونادى الفاتح بتأهيل أعضاء روابط مستخدمي المياه وتبصيرهم بدورهم الذي يفترض أن يلعبوه في خدمة قواعدهم. وقفز الفاتح إلى ضرورة توفير الحاصدات للقمح، والبدء في ذلك الأمر منذ الآن حتى لا تحدث ضائقة في حصاد المساحات المزروعة، مما يعرض المحصول لفاقد في الإنتاجية بسبب تأخر الحصاد. وفي دوائر رابطة مستخدمي المياه بترعة الحصاحيصا بحري، أبان الزين بخيت رئيس الرابطة أن نمو القمح بالقسم وبكل المساحات المزروعة بالمشروع يعتبر جيدا، وأن الأحوال المناخية السائدة هذه الأيام ساعدت في أن يكون القمح بالصورة الحالية. وأكد سعادته بتولي النهضة الزراعية التمويل والإشراف على العمليات الزراعية ببعض اقسام المشروع. وتمنى أن يتم تعميم الفكرة على كل الأقسام بالمشروع، إلا أنه تساءل عن النهضة الزراعية وهويتها، ولماذا تكون برامجها انتقائية؟ غير أنه عدل عن رأيه بأن اتباع سنة التدرج في كل مشروع تكون عنوانا لنجاحه. وفي ترعة ود آدم بمكتب حمد النيل بجنوب الجزيرة يقول المزارع خضر العوض إن القمح يسير بصورة طيبة، وأن مياه الري متوفرة، غير أن قلة وسوء تصريف مياه الري تسببا في اتلاف كثير من المحاصيل. وطالب إدارة الري بتوفير مياه الري للمحاصيل الشتوية حتى نهاية الموسم لكي لا يتكرر ما حدث في العروة الصيفية. وقال الخضر إن العروة الشتوية تبشر بإنتاج وفير بمشيئة الله، إذا ما سارت الأمور وفق ما هو مرسوم وخطط له. وقال المزارع بترعة أم جريس التابعة لمكتب الكتير بقسم وادي شعير معاذ يوسف، إن نمو القمح بالمشروع عامة يسير بصورة طيبة، وأن موجة البرد الأخيرة اضافت إليه الكثير من النمو الواضح. وأضاف قائلا إن مياه الري متوفرة، وطالب بضروة استمرار تدفقها بنفس الوتيرة حتى نهاية الموسم. وعن روابط مستخدمي المياه ومشرفي شركة الهدف على قنوات الري بالمشروع، يقول معاذ إنهما تحسنا بعض الشيء، إلا أنه مازال أمام القائمين على أمر المشروع والزراعة بالبلاد دور كبير في تدريبهم وتأهيلهم، حتى يتمكنوا من أداء مهامهم بالصورة المرجوة. وأبان أن الموسم الزراعي القادم سيشهد في عروتيه الصيفية والشتوية تحولا كبيرا بقسم وادي شعير بناءً على العرض الذي تقدمت به الإدارة التنفيذية لمشروع النهضة الزراعية بتكفلها بتوفير كافة مدخلات الإنتاج والقيام بكل العمليات الفلاحية عدا الري والإشراف عليه داخل الحواشة، حيث يقع ذلك على عاتق المزارع. وأشاد معاذ بالعرض، إلا أنه ربط موافقته عليه بالالتزام به وتوفير المدخلات والقيام بالعمليات الفلاحية في وقتها المحدد.