أوضح عدد كبير من مزارعي مشروع الجزيرة، أن محاصيل العروة الشتوية تسير بشكل جيد، لا سيما المحصول الرئيس فيها القمح. وأرجعوا قوة نمو المحصول إلى توفر الري بجانب توفير مدخلات الإنتاج من قبل البنك الزراعي، إلا أنهم شكوا من غياب إدارة المشروع عن الذي يجري بالغيط، وطالبوا أن يمتد توفر مياه الري حتى نهاية العروة الشتوية، فيما انقسموا بين مؤيدين ومناوئين للعرض الذي تقدمت به إدارة مشروع النهضة الزراعية لتولي أمر تمويل والإشراف على محاصيل المزارعين في الموسم القادم بقسم وادي شعير، اسوة بالتجربة السابقة للنهضة مع مزارعي القسم الشمالي، حيث توفر النهضة كل مدخلات الإنتاج بالتعاون مع البنك الزراعي، بجانب القيام بكل العمليات الفلاحية أو الزراعية آليا، على أن يتولى المزارع الإشراف على الري ونظافة الحشائش إن وجدت بعد الرش بمبيد الحشائش من قبل النهضة الزراعية، على أن تخصم تكلفة جميع العمليات والمدخلات التي توفرها النهضة الزراعية من إنتاج المزارع الذي له الخيار في سداد قيمتها نقدا أو عينا من إنتاجه بالسعر الموازي. واشترطت النهضة الالتزام بنظام الدورة الزراعية التي غابت ملامحها في الفترة السابقة جراء استغلال المزارعين للحرية التي أتاحها لهم قانون المشروع لسنة 2005م. وقال المساندون للفكرة إن الخطوة من شأنها إعادة البريق للمشروع إن تمت وفق ما هو مخطط له، وأنه بفضلها سيرجع مزارع مشروع الجزيرة إلى زراعة القطن بعد أن هجره نسبة لكم الخسارة الذي ينزل عليه في كل موسم جراء عدم توفير المدخلات والتمويل في الوقت المناسب. وطالب المزارعون بالالتزام بكل ما جاء في العرض الذي تقدمت به النهضة الزراعية، غير أن بعضهم تخوف من علو تكلفة فدان الذرة الذي قدرت النهضة أنه سيكون في حدود 400 جنيه. وقال المزارع بترعة أم جريس التابعة لمكتب الكتير بقسم وادي شعير معاوية يوسف، إن نمو القمح بالمشروع عامةً يسير بصورة طيبة، وإن موجة البرد الأخيرة اضافت إليه الكثير من النمو الواضح. وأضاف أن مياه الري متوفرة، وطالب بضرورة استمرار تدفقها بنفس الوتيرة حتى نهاية الموسم، حتى لا يشرب المزارعون من كأس العطش الذي دائما ما يواجههم في نهاية العروة الشتوية من كل عام. وعن روابط مستخدمي المياه ومشرفي شركة الهدف على قنوات الري بالمشروع، يقول معاوية إنهما تحسنا بعض الشئ، إلا أنه مازال أمام القائمين على أمر المشروع والزراعة بالبلاد دور كبير في تدريبهم وتأهيلهم، حتى يتمكنوا من أداء مهامهم بالصورة المرجوة. وأبان أن الموسم الزراعي القادم سيشهد في عروته الصيفية والشتوية تحولا كبيرا بقسم وادي شعير، بناءً على العرض الذي تقدمت به الإدارة التنفيذية لمشروع النهضة الزراعية، بتكفلها بتوفير كافة مدخلات الإنتاج والقيام بكل العمليات الفلاحية عدا الري والإشراف عليه داخل الحواشة حيث يقع على عاتق المزارع. وأشاد معاوية بالعرض، إلا أنه ربط موافقته عليه والالتزام به بتوفير المدخلات والقيام بالعمليات الفلاحية في وقتها المحدد، لأن الزراعة مواقيت كما يقولون. وغير بعيدٍ عن حديثه وفي دوائر مكتب الأمير ود البصير بنفس القسم، يقول طلحة إبراهيم أحمد إن القمح نموه جيد، والعرض الذي تقدمت به النهضة الزراعية بشأن توفير المدخلات والقيام بالعمليات الفلاحية آليا عرض جيد في تقديره، إذا ما التزمت النهضة بما يليها من دور، غير أنه أوضح أن بعض المزارعين وافقوا على شرط الالتزام بالدورة الزراعية القديمة بأن تكون هناك أرض بور، وان يلتزموا بالزراعة في مسلسل زراعي واحد «نمرة»، غير أنهم تخوفوا من زراعة القطن الذي طالما أوردهم بحور الخسارة الكبيرة. وختم حديثه إلينا بأن الالتزام من قبل المزارعين والنهضة الزراعية هو المحور في نجاح العرض الذي تقدمت به النهضة الزراعية. وفي دوائر رابطة مستخدمي المياه بترعة الحصاحيصا بحري، أبان الزين بخيت رئيس الرابطة، أن نمو القمح بالقسم وبكل المساحات المزروعة بالمشروع يعتبر جيدا، وأن الأحوال المناخية السائدة هذه الأيام ساعدت في أن يكون القمح جيدا، وكذا المحاصيل الشتوية الأخرى مثل البقوليات. وابان أن مياه الري متوفرة، وأعرب عن سعادته بتولي النهضة الزراعية التمويل والإشراف على العمليات الزراعية ببعض اقسام المشروع، وتمنى أن يتم تعميم الفكرة على كل الأقسام بالمشروع، إلا أنه تساءل عن النهضة الزراعية وهويتها، ولماذا تكون برامجها انتقائية، غير أنه عدل عن رأيه بأن اتباع سنة التدرج في كل مشروع تكون عنواناً لنجاحه. وفي ترعة ود آدم بمكتب حمد النيل بجنوب الجزيرة، يقول المزارع خضر العوض، إن القمح يسير بصورة طيبة، وإن مياه الري متوفرة، غير أن قلة وسوء تصريف مياه الري تسببا في إتلاف كثير من المحاصيل. وطالب إدارة الري بتوفير مياه الري للمحاصيل الشتوية حتى نهاية الموسم لكي لا يتكرر ما حدث في العروة الصيفية. وقال الخضر إن العروة الشتوية تبشر بإنتاج وفير بمشيئة الله، إذا ما سارت الأمور وفق ما هو مرسوم وخطط له.