الإدارة العامة للموسيقى والدراما بالهيئة العامة للإذاعة القومية، تقوم بجهود ونشاطات مكثفة من خلال انتاج الدراما الاذاعية التى تحظى بقبول ومتابعة المستمعين.. للتعرف على عمل هذه الادارة كانت هذه المقابلة الصحافية مع مديرها الأستاذ كمال عبادي التى كانت ثمرتها هذه الجملة من الافادات. تواصل أجيال عمره سبعين عاماً: عن الاهداف والاسس التى تقوم عليها الدراما الاذاعية يقول عبادى «الدراما بالهيئة العامة للإذاعة القومية تقوم على أسس مؤسسية وتخصصية وتواصل أجيال في مجال التأليف الدرامي والإعداد والتمثيل والإخراج والموسيقى والنقد، وفي كافة أشكال ومكونات الدراما الإذاعية، وتجربة الاذاعة في مجال الدراما الآن بلغت السبعين عاما، وهي تنبع عن تجربة رائدة في مختلف المجالات الإذاعية. النصوص الدرامية تخضع لنظرة مهنية: وعن اختيار الأفكار والنصوص يقول «اختيار الافكار والنصوص الدرامية مسؤولية لجان متخصصة تعمل على النظر اكثر من مرة فى فضاءات النصوص التى ترد اليها فى إطار الخطوط والموجهات العامة لبرمجة الاذاعة، وتعتمد اللجان على الدقة والمهنية فى عملها». التثقيف والتوعية أهم عناصر الدراما الناجحة: وحول كيفية الموازنة بين الكم وجودة الانتاج فى ظل المعايير والقواعد التى تحكم عمل لجان الدراما، يقول عبادي «النصوص الدرامية يجب أن تحمل في طياتها مسؤولية التثقيف والتوعية في مختلف مجالات الحياة، وهذا يؤكد أن الدراما تلعب دورا أساسيا وتقوم على عمل مشترك بين مجموعة من الفنانين والمؤلفين والمخرجين ومختصين في مجال عمل الدراما الإذاعية، اللذين كثيرا ما يوجدون بالإذاعة، والإدارة العامة للدراما هي الجهة المعنية بإنتاج كل معينات فن الدراما الإذاعية لكل الخدمات الإذاعية التابعة للإذاعة القومية، وتخضع دراما الاذاعة لمعايير فنية بحتة تتمثل في مناقشة الفكرة والمعالجة الدرامية والبناء الدرامي والشخصيات وشكل العمل الدرامي إذا كان مسلسلا أو برنامجا دراميا، أو تمثيلية. وكل جانب من هذه الجوانب يخضع لدراسة وتمحيص للخروج بدراما خالية من أية أوجه قصور». استديو للموسيقى وآخر للدراما: وعن المعينات التى تعتمد عليها الإدارة يضيف عبادى «بالطبع فإن الانتاج المكثف للدراما التى تحتل مساحة مقدرة فى خارطة البرامج يحتاج الى معينات، فنحن نعمل من خلال استديو خاص بالدراما، وهناك ايضا آخر للموسيقى، وكلاهما مجهز بالأجهزة المطلوبة لانجاز الانتاج الدرامى والموسيقى». الدراما هى الأقرب لدعم مفهوم الوحدة وإشاعة ثقافة السلام: وعن دور الإدارة فى دعم الوحدة الوطنية وقضايا السلام، يؤكد عبادى قائلاً «قمنا بإنتاج اكثر من «60 70» عملا دراميا موجها لخدمة قضايا السلام والوحدة، اضافة الى انتاج فواصل واناشيد وطنية كلها تصب في اطار برمجة الاذاعة الداعمة للوحدة، ولنا السبق دائما في الإعداد المبكر وفق موجهات اللجنة الاستشارية للإذاعة السودانية، باعتبار أن الأعمال الدرامية تعرض على لجان نصيَّة، ومن ثم يخضع فريق العمل لبروفات مكثفة لتجويد العمل الدرامي». عكس التنوع الثقافي للوطن: ويختزل عبادى دور الدراما الاذاعية فى عكس التنوع الثقافى بالقول «الدراما الاذاعية من احب واقرب المواد المسموعة الى المستمع، وكثيرا ما نتلقى اتصالات من مختلف انحاء الوطن تطالب بزيادة مساحة الدراما عبر أثير الاذاعة، وهذا دليل على اننا لا نركز على الوسط فقط، وانما نقوم بابراز ثقافات الوطن المتعددة والمتباينة من خلال لغة مشتركة تجمع كل أهل السودان، وهي لغة اذاعة ام درمان العتيقة». ليس هناك تكرار: وينفى عبادى ما يذهب اليه البعض بأن الممثل يكرر نفسه فى الدراما الاذاعية، فيقول «لا يوجد تكرار، فالممثل فنان كالمغني الذي يملك عدداً من الأعمال تختلف في الالحان والكلمات وأساليب الاداء، كذلك فإن الممثل الدرامي لا يمكن أن نقول انه مكرر، لأن كل عمل له روحه ورسالته وأبعاده النفسية والاجتماعية، فهم نجوم بأدائهم المتميز ومؤهلاتهم وتجربتهم الطويلة في مجال الدراما، والمخرج هو الذي يقوم باختيار فريق العمل حسب أبعاد الشخصيات». ارتفاع تكلفة الانتاج مشكلة: وعن المعوقات التى تواجه انتاج الدراما الاذاعية وتلبيتها لاحتياجات ورغبات المستمع يقول «الدراما الاذاعية انتاجها مكلف للغاية، ولا بد من توفير المال والامكانات اللازمة للخروج بدراما مميزة عبر الأثير، فالدراما بطبيعتها من أكثر برامج الاذاعة من حيث التكلفة المالية، وما يؤكد تلبية الدراما الاذاعية لطموحات مستمعيها هو زيادة مساحة الدراما ومطالبة الجمهور بإعادة مسلسلات الاذاعة والبرامج الدرامية التي تنال رضاءه». الدراما الوثائقية مهمة صعبة: ويختتم عبادى حديثه عن أهم خطط الادارة بالقول «نعمل حاليا على إنتاج دراما وثائقية، وهي من اصعب انواع البرامج الدرامية، حيث تحتاج الى جمع المعلومات من قبل كوادر مؤهلة عن الاحداث التاريخية، وعن الأعلام الذين أسهموا في حياتنا، كما تقوم ادارة الدراما بقراءة تحليلة لمعالجة القصور في البرامج الدرامية التي قدمت من قبل والوقوف على أسبابها لتلافيها». توقيع أخير: شكراً.. وتحية ندية لكل مستمعي الإذاعة السودانية وعشاق الدراما وقراء الصحافة.