لعل التواصل بين مشرق الوطن العربي ومغربه هو الآن في اضعف حالاته.. والسودان الذي يفصله عن المشرق البحر الأحمر - ويجاور ليبيا وهي بداية المغرب العربي ويربطه النيل الخالد بمصر - في حاجة إلى هذا التواصل مع المغرب والمشرق، تساعده على ذلك وسطية أهله وجغرافيته بين جناحي الوطن العربي.. والمتابع لما يكتبه الاخوة في الجزائر يلاحظ ان هناك حضوراً جزائرياً قوياً في مجال الكتابة السردية.. فالقراء هنا يعرفون: الطاهر وطار - رشيد بو جدرة - واسيني الاعرج - احلام مستغانمي زهور ونيسي...الخ - وقبل هؤلاء كان مالك حداد - محمد ديب - كاتب ياسين ثم جاءت آسيا جبار - وكان هناك صاحب ريح الجنوب عبد الحميد هدوفة. ويفخر الملف الثقافي (للصحافة) انه قد بادر لفتح هذه الكوة ليطل منها القارئ السوداني في الداخل، والمتابع للصحيفة عبر الموقع الالكتروني على بعض الاشارات لهذه الثقافة المهمة - ولما تحتله الجزائر والمغرب العربي كله في وجداننا.. وازاء العجز العربي الرسمي في تحقيق التواصل فان الصحافة الثقافية مطالبة بأن تسد هذا الفراغ، وان يتكامل الجهد الرسمي والشعبي لايصال المعرفة، والتي تحقق تفاهماً أفضل بين مواطنينا. ونأمل أن تتطور هذه المبادرة، وان تقدم الصحافة العربية في كل قطر بتعريف القراء بنتاجات الاشقاء في الاقطار العربية المختلفة.. ولعله مما يدهش ان مجلات كالرسالة (القاهرة) و(الآداب) بيروت، كانت تقوم بهذا الدور في الاتصال منذ عقود، وقبل أن تستقل معظم الأقطار العربية. وقبل أن ترتفع الشعارات السياسية عن الوحدة والاتحاد!! وها نحن نحاول ان نبادر بهذه المحاولة وبين ايدينا العديد من المواد التي سنقدمها في مرة قادمة، حتى يصبح الأمر الطبيعي أن نقرأ لبعضنا من المحيط إلى الخليج.. ونعتقد ان الثقافة هي التي تقرب بيننا، ولا تفعل بنا كما تفعل بنا السياسة وما شابهها!!