٭ قامت الجزائر في السنوات الأخيرة بمبادرات ثقافية مهمة، تنادى لها المثقفون من بقاع شتى من الكرة الارضية، وفي مقدمتهم المثقفون العرب.. وفي العام الماضي كانت التظاهرة الثقافية الأفريقية الكبرى التي احتضنتها الجزائر والتي هي في ذاكرة أبناء جيلنا أرض الشهداء والأبطال الذين قدموا أغلى التضحيات في مواجهة استعمار فرنسي استيطاني دام لعقود من الزمن (0381 2691). والقراء العرب، ومن ضمنهم أهل السودان، ربما كانوا رغم العوائق كانوا يتابعون كتابات الرواد الأوائل: محمد ديب، كاتب ياسين، مولود فرعون، مالك حداد، ثم جاء جيل آخر بلغ مستوى جيداً في كتابة الرواية فكانت إبداعات الطاهر وطار: العشق في الزمن الحراشي، عرس بغل، الحوات والقصر الخ.. وهي روايات أثارت الانتباه الى عوالم روائية مختلفة ولغة تخرج عن قواعد الكلام.. وجاءت روايته الشمعة والدهاليز التي عالجت ظاهرة الحركات الدينية في التسعينات، والتي سنقدم قراءة لها في اعدادنا القادمة. وهناك أيضاً: رشيد بوجدرة (التفكك ألف عام من الحنين) وواسيني الأعرج (مصرع أحلام مريم الوديعة، طوق الياسمين، نوار اللوز) وهؤلاء الثلاثة هم الذين تتوفر اعمالهم في مكتبات السودان، وهذا مؤشر لخلل في العلاقات الثقافية بين قطرين شقيقين، وكذلك الحال مع أقطار عربية أخرى. فانسياب حركة الكتاب بين قطر و آخر يحتاج الى مبادرات رسمية وشعبية، ومن تنظيمات الكتاب والادباء.. هل نسأل عن دور اتحاد الناشرين العرب؟. وفي الخرطوم معرض للكتاب يقام سنويا من النادر ان نجد فيه كتاباً من الجزائر.. هل يحل الاشكال انشاء مركز ثقافي جزائري بالخرطوم، ومركز ثقافي سوداني بالجزائر؟ أم ان الأمر أكبر من ذلك؟!.. دعونا نأمل في المبادرات الرسمية والأهلية.