ابلغت الحركة الشعبية، الصين والشركات الصينية بمراجعة عقود النفط وفتح الباب للمنافسة العالمية في مربعات البترول الجديدة حال انفصال الجنوب، بينما طلبت بكين من حكومة الجنوب والحكومة المركزية تشديد الاجراءات الامنية بحقول الانتاج وانشاء نظام للانذار المبكر اثناء الاستفتاء، بجانب توفير 400 كلم مربع لاجراء بحوث زراعية. ونقل القيادي في الحركة الشعبية، وزير مجلس الوزراء، لوكا بيونق، للصين، ان رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت بالتنسيق مع وزير البترول بالاقليم سيدفع بدعوة خاصة لكل الشركات الاجنبية العاملة في حقول البترول بالجنوب لاجتماع مهم بغية تأكيد التزامات الحكومة بسلامة العاملين والحفاظ على ممتلكاتهم. واختتم لوكا بيونق سلسلة اجتماعات مع المسؤولين في استراليا والصين حول التحديات التي تواجه السودان وعلى رأسها الاستفتاء. وقال لوكا ل«الصحافة»، انه ركز خلال لقاءاته بالمسؤولين في الصين واستراليا على قضايا الاستفتاء وضرورة دخول تلك الدول في مجال الزراعة والتعدين بالجنوب ومساهمتهم في رفع قدرات الاقليم. واكد لوكا، التزام الحكومة الاسترالية بدفع مساعدات اضافية تقدر بتسعة ملايين دولار استرالي لدعم اجراء الاستفتاء منها خمسة ملايين دولار لدعم خدمات الصحة والتعليم بالجنوب. واكد لوكا ، انه ابلغ المسؤولين في الحكومة الصينية وكبرى الشركات الصينية العاملة في مجال البترول على رأسها الشركة الصينية الوطنية للبترول CNTC انه في حال الانفصال فان المجال سيكون مفتوحا لخلق منافسة حرة في مجال البترول بالمناطق الجديدة لتطوير البترول وايجاد افضل وسائل التكنولوجيا مع الاحتفاظ بالتزام واحترام حكومة الجنوب لعقودات البترول التي ابرمت ابان الحرب، واكد ان تلك العقودات ستخضع للمراجعة في حال الانفصال بغرض التجويد، وزاد «لا نتوقع ان الشركات الصينية ستواصل حتى في المناطق التي لم يظهر فيها البترول الا عبر المنافسة الحرة». واشار الى انه اكد للصينيين ان مصلحة الشمال والجنوب العمل المشترك في مجال البترول وعدم تضرر المرافق بأي أذى ، قاطعا بان وضع العراقيل في طريق البترول لن يكون صحيا للطرفين. وافاد لوكا ، بان الجانب الصيني ابدى التزاما بمواصلة العمل في ايام الاستفتاء ، واشار لاتفاق الطرفين على ايجاد آلية لتوفير المعلومات اللازمة في الوقت المناسب، لا سيما بعد ان طلب الجانب الصيني من حكومة السودان والجنوب اتخاذ اجراءات امنية ملموسة في مجال امن وحماية الصينيين في الشمال والجنوب، بجانب ايجاد آلية ونظام لزيادة التعاون والثقة المتبادلة بتكثيف الاتصالات وخلق نظام للانذار المبكر والتحذير لحل المشكلات التي تطرأ. وأوضح ان الشركة الصينية الوطنية للبترول، اكدت ان لديها 11 فريقا فنيا وألفي صيني منتشرين في انحاء السودان لتقديم الخدمات الفنية في مجال البترول. واكد ان الشركة اثارت قضية ضرورة المحافظة على المربعات التي خصصت لهم حتى لا تتأثر. وذكر لوكا ان الحكومة الصينية اكدت ان نتائج الاستفتاء مهما كانت لن تؤثر على علاقة الصين بالسودان، واشار لرغبة الشركة الصينية CNTC للاستثمار في مجال الزراعة بالسودان، وذكر انها طلبت توفير مساحة تقدر ب 400 كلم مربع لاجراء بعض الدراسات في مجال الزراعة. واضاف بأن الشركة اكدت تقديم خدمات باكثر من 50 مليون دولار، واضاف لثقتها انها لا تخشى المنافسة لتفردها في مجال البترول، وقال انها كشفت عن خطة وضعتها لفترة ما بعد الاستفتاء «2011 - 2015» للاستثمار في السودان، واشار الى انه طلب من الصين تعزيز وجودها الدبلوماسي لخلق سودان مسالم بعد الاستفتاء، لا سيما وان بكين لديها اغراض سياسية واقتصادية، وتهتم بقضايا الاستقرار والامن.