أثبتت قطر الشقيقة عبر تصميم قيادتها الرشيدة ان العرب يمكن ان يكسبوا كافة التحديات التي يواجهونها بمحض ارادتهم او تواجههم هي بحكم الاقدار ، ففوزها بنيل الحق في تنظيم مونديال كرة القدم للعام الفين واثنين وعشرين ليس انتصاراً لها فقط بل هو انتصار لكل العرب والمسلمين في عصر تضافرت فيه كل الظروف على حشر العرب في زاوية ضيقة وحبسهم داخل عبارات هلامية هم برآء منها مثل الارهاب والتخلف والتحجر ومعاداة العولمة وكراهية الآخر وغيرها من عبارات التشويه المتعمد ، إنه الانتصار الكبير حينما تفلح قطر في تبديد اوهام العالم المتحضر وتغيير صورة العرب في مخيلة سكان كوكب الارض عبر نيل الثقة الكاملة من ( الفيفا ) بؤرة تجميع قلوب محبي كرة القدم قاطبةً . ان قطر وسمو امير قطر والشيخة موزة ونجلهما وشعب قطر يستحقون هذا التكريم وهذه الكلمات نتيجة الفرح الكبير الذي صنعوه اول من امس وسكن قلوب الملايين في شتى بقاع الوطن العربي الكبير الممتد من الخليج العربي الى المحيط الاطلسي بل عمت الفرحة قلوب اصدقاء كثر في مختلف بقاع العالم كانوا على ثقة وافرة بأن قطر تستحق كل ما تصبو اليه ولذلك بدت امسية الخميس الفائت اجمل ليلة في الوجود ، واعادت الى الاذهان حكايات الف ليلة وليلة حينما صعد سموالامير حمد بن خليفة آل ثاني امير قطر وقرينته الشيخة موزة بنت ناصر الى المنصة ليتسلما كأس العالم في موقف تتعطل عنده الكلمات ، نعم كانت ليلة الخميس لا يدانيها شئ ولن تدانيها ليلة مماثلة ما خلا تلك الليلة القادمة من رحم الغيب لترسل فيها الاعلانات الى الكافة بأن مونديال كأس العالم لكرة القدم سينطلق اليوم بقطر بعد اكتمال كافة الترتيبات اللازمة . ان نجاح القطريين في نيل ثقة العالم يقف وراءه التصميم الفريد لقيادة قطر في دعم ودفع المجهودات التي ظلت تقوم بها الفعاليات والمؤسسات الرياضية القطرية باستضافة المنافسات العربية الخليجية والآسيوية في كافة ضروب الرياضة ولذلك نجحوا واثبتوا للعالم اهمية تلاحم القيادة مع الجماهير في كافة القضايا بما في ذلك المناشط الرياضية والاجتماعية عوضاً عن الاجتهاد في تدبير عالم السياسة سواء على المستوى الداخلي او الاسهام في دفع جهود السلام والاستقرار في المحيط الاقليمي والساحة العربية الاسلامية . ان علاقة اهل السودان بقطر الشقيقة متينة وراسخة ولها حضور دائم ولن يفوتنا ان نقول لهم مبروك وشكراً لكم ، مبروك وشكراً لكم لانكم رفعتم رأس العرب في المحافل الدولية وشكراً لكم ثانيةً لانكم تبذلون قصارى جهدكم من اجل السودان ، ومن المهم الاشارة الى الجهود التي تبذلها قطر من اجل استتباب الامن والاستقرار ورعاية المفاوضات بين ابناء السودان الوطن الواحد هي جهود مقدرة وتجد الاحترام من كافة السودانيين وهم يتمنون ان تكلل هذه الجهود بالنجاح ليتم التوقيع على اتفاق سلام شامل بكل ما تعنيه الكلمة ينهي ازمة دارفور المتطاولة ويكف ايدي الاشرار الذين يريدونها ازمة مستمرة تأكل الاخضر واليابس - ان لم تكن قد فعلت - ويهيبون بجميع اطراف الصراع ان تضع في الحسبان اهمية انجاح جهود قطر وعدم الركون الى الاهواء الشخصية التي تعطل مسار التفاوض وتفشل العملية السلمية ، لقد رأيتم كيف دفعت قطر بوزير الدولة بالخارجية احمد بن عبدالله آل محمود ليجوب بقاع السودان ويصل الى ارض دارفور في مسيرة البحث عن تجميع كلمة السودانيين فلا تخيبوا ظن الرجل وظن القطريين كافة في وقت يحتفي العالم بهم ويمنحهم الثقة المطلقة في تنظيم المونديال الدولي.