لاحديث لمواطنى ولاية النيل الأبيض فى مدنها واريافها هذه الأيام سوى عن الارتفاع الكبير وغير المسبوق فى أسعارالسلع الغذائية ،والذى بلغ فى بعضها نسبة كبيرة وصلت لأكثرمن 50%،مما أحدث حالة من الغليان وسط الناس والذين عبروا عن إستيائهم لهذه الزيادات. وقد كشفت جولة الصحافة فى الأسواق ودكاكين الأحياءعن ارتفاع سعر رطل السكر من «1,40» جنيه إلى«2» جنيه والجوال من«140»ج إلى «180»ج، وسعرالخبز من «20» قرش إلى «30» قرشا،مع ملاحظة أن أوزان الرغيف قد تقلصت عن السابق، أما سعركرتونة الشعيرية فقد زاد من «20»ج إلى «27»ج، وسعرجوال الدقيق من «95» ج إلى «120»ج،وكرتونة صابون الغسيل من «9»ج إلى «11» ج. ومعروف أن هذه ليست الزيادة الأولى خلال هذا العام حيث تعتبرالثالثة فى فترة عشرة شهور،فمثلا سعررطل السكرفى بداية هذا العام كان فى حدود«120» ج ،ليرتفع إلى «140» ج ثم إلى «180»ج، وكذا الحال بالنسبة لجوال الدقيق ، الزيوت وغيرهما من السلع الأساسية. أصحاب المخابز عزوا زيادة أسعارالخبز إلى ارتفاع اسعار مدخلاته من الدقيق والخميرة، وأن السعرالسابق أصبح لايغطى حتى تكلفة صناعته، مشيرين إلى أنه لاذنب لهم فى هذه الزيادات. وزيرالمالية بالولاية الأستاذ حافظ عطا المنان تطرق خلال استعراضه لموازنة حكومة الولاية للعام 2011م إلى الزيادات المخيفة للسلع المهمة، حيث أرجعها إلى زيادة سعرالصرف وارتفاع سعرالدولار،مشيرا إلى أن بعض السلع تستجلب من الخارج ،وكذلك بعض المدخلات مثل الخميرة المستخدمة فى صناعة الخبز والتى وصل سعرالكرتونة منها إلى«195» ج . شكاوى كثيرة وردت إلينا من المواطنين حول الزيادات المضطردة للمواد الغذائية، ووجه بعضهم اللوم للحكومة لعدم مساعدة على الأقل الشرائح البسيطة فى التغلب عليها. بعض المواطنين الذين استطلعتهم «الصحافة» وصفوا زيادة أسعارالسلع الغذائية بالكارثية ،خاصة أصحاب الدخل المحدود والمعاشيين ،حيث ذكرالمواطن الطيب حمد«موظف» ويعول أسرة تتكون من 6 أشخاص ،أنه أصبح يحتاج إلى زيادة ميزانية الخبزاليومية بنسبة «25%» ، مشيرا إلى أنه كان يحتاج إلى خبز فى حدود«4» جنيهات والآن أصبح يشترى ذات الكمية بخمسة جنيهات، وأضاف بأن هذه الزيادات ضاعفت الأعباء عليه وأنه سيغرق فى بحر من الديون بسبب ضعف المرتب. أما المواطنة سمية الشاذلى «معلمة» فقد أوضحت بأن أصحاب الدخل المحدود إزدادت معاناتهم أضعاف ماكان يحدث فى السابق وأن توفيرلقمة العيش لأبنائهم أصبح مهمة صعبة ،ودعت وزارة التربية والنقابات للبحث عن حلول تساعد شريحة العاملين فى السلك الوظيفى والتعليمى للتعايش مع هذه الزيادات المتوالية . أحد المواطنين تحدث بحسرة عما تشهده أسعارالسلع التموينية من تضاعف ،حيث قال انه وضع آمالا عراضا على من انتخبهم فى الانتخابات الأخيرة بأن يتغيرالحال إلى الأفضل ، مستشهدا بالوعود التى تلقوها من المرشحين الذين احتلوا الآن مناصب عديدة بأن يهتموا بالمواطن فى معاشه وضرورياته، إلا أن أملهم فيهم خاب، على حد قوله. التاجرمحمد عمر والذى يعمل فى مجال المواد الغذائية ،قال ان زيادة الأسعارأثرت تأثيرا مباشرا على القوة الشرائية،حيث قال ان بعض السلع شهدت تراجعا كبيرا فى المبيعات بعد الزيادات الأخيرة وقد أصبح الوضع بالنسبة للعديد من الأسر وبعض هذه الزيادات غاية فى الصعوبة والخطورة،ويحتاج إلى تحرك سريع من قبل الجهات المختصة لمعالجته والعمل على التخفيف من آثاره والتى لن تكون سهلة إذا لم يتم تداركها بالسرعة المطلوبة وبالكيفية المناسبة.