قطع الفنان حمد الريح بتفرد الفن السوداني وتميزه عربيا وافريقيا من حيث اختيار الكلمة الراقية واللحن المموسق والاداء الجميل، مشيرا الى انتشاره في كل قارات العالم وترديد عدد من المطربين للاغاني السودانية مثل الفرق الاثيوبية وفرقة ميامي الكويتية ومحمد منير ومحمد فؤاد ونجوى كرم واخيرا السورية زينة افتيموس وغيرهم، وقال حمد الريح الذي ادهش بصوته القوي الحضور العربي والافريقي والاوروبي الكبير في حفل ختام اجتماعات اتحاد اذاعات الدول العربية (الاسبو) بالخرطوم، قال ان الفنانين السودانيين لحنوا وتغنوا لاكبر الشعراء العرب في كل العصور، وانا شخصيا كنت سباقا في تلحين كلمات الشاعر العراقي نزار قباني الذى يشكل معه الان الفنان العراقي كاظم الساهر ثنائية مختلفة، وانا سبقت الساهر ولحنت وغنيت له قبل 41 عاما : (حبيبتي : إن يسألوك عني يوما، فلا تفكري كثيرا قولي لهم بكل كبرياء . يحبني...يحبني كثيرا ) وكان حمد الريح من الاوائل الذين لحنوا وغنوا كلمات الشاعر التونسي ابو القاسم الشابي حيث غنى له في حفل (الاسبو) الاخير اغنية (الصباح الجديد) التي وجدت الاستحسان والقبول، وتفاعل الحضور الكبير مع: (اسكني يا جراح .. واسكتي يا شجون مات عهد النواح .. وزمان الجنون واطل الصباح .. من وراء القرون). واكد حمد الريح للصحافة ان الفنان السعودي محمد عبدو لم يكن الاول في ترديد الغناء للشابي وسبقه الفنان السوداني حسن سليمان فى اغنيته: (عذبة أنت كالطفولة ، كالأحلام كاللحن ، كالصباح الجديد كالسماء الضحوك كالليلة القمراء كالورد ،كابتسام الوليد يا لها من وداعة وجمال وشباب منعم أملود يا لها من طهارة، تبعث التقديس في مهجة الشقي العنيد). وكان من اللافت للانظار والمثير لدهشة العرب والفرنجة التفاعل الكبير لرئيس الجمهورية المشير البشير مع غناء الفنان حمد الريح في حفل الاسبو بقاعة الصداقة، حيث كانت الكاميرا تنقل للحضور من المنصة الرئيسية ترديد البشير مع حمد الريح اغنية الشاعر السوداني عبد الواحد عبد الله : (أحبابنا ... أهل الهوى رحلوا وما تركوا خبر بالله يا طير المشارق هل عرفت لهم أثر بيض الوجوه كأنهم رضعوا على صدر القمر سود العيون كأنها شربت ينابيع السحر) وقال حمد الريح في ختام الحفل انه شاهد الاثر الكبير للاغنية السودانية خارجيا من خلال ترحاله وحفلاته الجماهيرية خارج الحدود، وابرزها المشاركة في مهرجان الشباب العالمي التاسع في بلغاريا والاسبوع الثقافي في سويسرا، ومهرجان الاغنية القومية السياسية في العراق حيث اهداه الرئيس الراحل صدام حسين في ختام المهرجان ساعة ذهبية. وقال حمد الريح تمنيت ان اقدم للعرب تجربة الشاعر الكبير صلاح احمد ابراهيم واغني: (يامرية ليت لي ازميل فدياس وروحا عبقرية وامامي تل مرمر لا نحت الفتنة الهوجاء في نفس مقاييسك تمثالا مكبر وجعلت الشعر كالشلال بعضُُ يلزم الكتف وبعض يتبعثر وعلى الأهداب ليلاً لا يُفسر وعلى الخدين نوراً يتكسر وعلى الأسنان سُكر وفماً كالأسد الجوعان زمجر يرسل الهمس به لحنا معطر ).