٭ اعتباراً من التاسع من يناير القادم سوف يعاقب ب «الجلد!!» كل من ينطق باسم «السودان».. ٭ فالاسم هذا الذي يقدح في النقاء العرقي لما «بقى!!» من بلادنا سوف يضحى من «المحرمات!!» التي تستوجب «التعزير!!».. ٭ فالاسم الجديد لبلادنا «المترومة!!» هو دولة «بني يعرب!!» حسب أحد المقترحات قيد التداول الآن.. ٭ أو هي دولة «العُربان!!» عوضاً عن «السودان» في مقترح آخر.. ٭ أو هي وفقاً لاقتراحٍ ثالث دولة «بني العباس!!».. ٭ واعتباراً من التاسع من يناير هذا يُحظر على أي مواطن كتابة اسمه، أو نطقه، أو السماح لأحد بمناداته به حسب صيغة العهد «الدغمسي!!» ٭ فالصيغة المثلى التي ستكون عليها الأسماء هي على شاكلة «أبو محمد الطيب بن مصطفى الحوشيِّ».. أو «أبو علي إسحق بن أحمد بن فضل الله العيلفوني».. ٭ أو «أبو إيهاب صلاح الدين بن عووضة بن عويس الهوشمَّاري».. ٭ فالكُنية شرط أساسي من شروط الاسم، وكذلك الانتساب إلى «البطن» أو «الفخذ» أو «المضارب».. ٭ ثم من المحظورات أيضاً عقب ذلك التاريخ التشبُّه ب «الفرنجة» و«العلوج» و«بني الأصفر» في الملبس.. ٭ فلا بناطلين ولا قمصان ولا بدلات ولا ربطات عنق بعد التاسع من يناير.. ٭ فإما إزارٌ وعمامة، أو جبّة وقلنسوة، أو بُردة وعصابة.. ٭ أما النساء فلا يجب أن يبدين إلا كالغرابيب السود.. ٭ و«البيجاما» بالذات من المكروهات التي تستوجب الجلد تعزيراً لأنها تُوحي ب «الشروع!!».. ٭ والأقدام لا يجب أن توضع إلا في نعلٍ أو خفٍّ أو «مركوب» ويُنظر إلى ما عدا ذلك على أنه مفارقةٌ لثقافة «بني يعرب!!» في «الانتعال».. ٭ واعتباراً من التاريخ المذكور كذلك سوف تكون بلادنا بما بقى منها قد أكملت دورة «المنعطف التاريخي!!» الشهيرة وعادت سيرتها الأولى بعد كثير «جغمسة!!».. ٭ فيتوجب على تلفزيون «العُربان» الرسمي والحال هكذا أن يعمل على تثقيف الناس «عروبياً!!» عبر المسلسلات والأفلام والتمثيليات.. ٭ عليه أن يُجسِّد شجاعة عنترة العبسي مثلاً أو كرم حاتم الطائي، أو شاعرية أبي الطيب المتنبيِّ.. ٭ وإذا كان تجسيد شخصية عنترة لا يمثِّل مُعضلةً «لونية!!» فإن أمثال الطائي أو المتنبيِّ يسهُل إيجاد فتوى «تجسيدية» لهما من فتاوى الضرورة تبيح استخدام كريمات البشرة والمساحيق والبودرة للممثلين لهذه الأدوار مع جواز وضع كلِّ منهم ل «باروكة» على رأسه ناعمة الشعر.. ٭ كما يُحظر على الممثلين هؤلاء استخدام مصطلحات الغضب السودانوية البائدة من قبيل «بلا يخمك» و«يا زول أعمل حسابك» والاستعاضة عنها بنظائر عروبية مثل «ثكلتك أمك» و«تبت يداك» و«خسئت».. ٭ والتأريخ نفسه عقب ذاك التاريخ لن يكون ذا صلة بما درج عليه الغربيون وإنما عربياً إسلامياً خالصاً.. ٭ فتقول مثلاً إن فلاناً قُبض لستٍ خلون من ذي الحجة من العام اثنين وثلاثين وأربعمائة وألف من الهجرة.. ٭ أو تقول إن زيداً بنى على زوجه لعشر بقين من ذي القعدة.. ٭ وكل من «يتفرنج!!» عقب ذاك التأريخ سوف يُجلد تعزيراً «خمسين!!» جلدةً على أن تكون اثنتان منها على «الرأس!!» وواحدة على «الوجه!!» مع «تصوير» العقوبة هذه لتكون باقيةً في «عقبه!!» إلى يوم الدين.. ٭ وبقى أخيراً أمر مهم سوف يضع واقع البلاد السياسي على «الصراط المستقيم» عقب التاسع من يناير.. ٭ فالدولة سوف تضحى دولة «خلافة» إسلامية الحكم فيها بأمر الله مما يستوجب إلغاء كل «بدعة!!» سياسية «دخيلة!!» لم يألفها بنو يعرب من قبل ولا المسلمون الأُول.. ٭ فلا أحزاب بعد ذاك التأريخ ولا انتخابات ولا معارضة ولا برلمانات ولا يحزنون.. ٭ وكل من «يتجرأ!!» على معارضة الحاكمين باسم الإسلام سوف يُعدُّ «مارقاً» و«مرتداً» و«زنديقاً».. ٭ وأمثال هؤلاء عقوبتهم أن يُقتلوا، أو يُصلبوا، أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، أو يُنفوا من الأرض.. ٭ فقد انتهت فوضى أيام «السُودان» ذات «الجغمسة».. ٭ ودان الأمر لدولة «العُربان»..