ظلت الحرائق التي تلتهم منازل أكثر من مائتي ألف أسرة بالقضارف قضية شائكة و ممتدة لفترة طويلة في ظل تعاقب الحكومات المتعددة، شرطة ولاية القضارف و شرطة الدفاع المدني بالولاية ظلت تقوم باجراء الدراسات الفنية لمواجهة الظاهرة وانتهى الامر بإستجلاب أربع سيارات إطفاء لمجابهة مخاطر الحرائق التي تنتشر في الولاية عامة و في فصل الصيف خاصة ،ساعد في تحقيق الحلم صندوق إعمار الشرق و جهود نفر من ابناء الولاية تابعوا اجراءات اكتمال هذا الحلم في تصميم ثلاث عربات ذات مواصفات فنية و هندسية وفق رؤية الدفاع المدني للمركز و الولاية، تسع السيارة الواحدة ثلاثين برميلا سرعتها ألفين لتر في الدقيقة و حيث يعمل القاذف بسرعة أربعة و عشرين ألف لتر في الدقيقة بسعة ألف و مائتين جالون حمولة عشرة ألف طن و هى من السيارات المتسوبيشي الحديثة و تبلغ تكلفة هذا المشروع مليار جنيه و يعتبر حماية للولاية من الكوارث الصيفية التي بلغت أكثر من ألف حادثة حريق و تشريد أكثر من ألفي مواطن، و هنا لابد من وضع الرؤية الفنية لتفعيل الأسطول الجديد بوضع نقاط إرتكاز في الأحياء الشعبية و المشيدة من المواد المحلية بجانب صيانة الآليات السابقة وتكثيف الجرعات التدريبية و تأهيل ضباط الصف و الجنود و استخدام الآليات الحديثة و مواصلة عطائهم حيث يرى الباحث محمد المعتصم أحمد موسى أن توفير و استجلاب أسطول سيارات الدفاع المدني الجديدة يعتبر إنجازاً كبيراً للولاية التي ظلت تعاني لفترات طويلة بسبب المساكن المشيدة من المواد المحلية وحاصرت فيه الحرائق معظم المحليات ملتهمة المنازل والاملاك وكم من اسرة قضت النيران على أمتعتها . لقد ادى البحث الذي ظلت تقوم به حكومات الولاية المتعددة ولأكثر من عقد نحو توفير اسباب الإستقرار للمواطن في وقت بلغ فيه عدد المنازل المشيدة من المواد المحلية القابلة للحريق أكثر من مائتين ألف منزل الى إنفاذ ما هو مدرج في اتفاق سلام الشرق ، من خلال سياسة التمويل و اعفاء رسوم مواد البناء حتى يتم التوسع و ادخال المساكن الحديثة ،خاصة انه ووفقا لرأي المعتصم يعتبر التمويل طويل الأجل و التقسيط خير وسيلة للفقراء لتشييد المنازل الحديثة و تحقيق الطفرة العمرانية و بلوغ الاستراتيجية القومية الشاملة و التي من غاياتها بناء أمة متحضرة و متطورة. إن استجلاب عربات اطفاء نقطة تحول للطريق الصحيح يحتاج لتضافر الجهود المحلية و الدولية لحماية المواطن من الخسائر الفادحة والتشرد و هي خير من أن لا تأتي ابدا وطالب الاهالي السلطات بوضع السيارات و مراعاة الأماكن الجغرافية وان تكون قريبة من المساكن الشعبية القابلة للإشتعال إذا هي محاولات فنية و إدارية برؤية شرطية و دراسات أعدت لواقع الولاية في الحرائق الصيفية التي أرهقت المواطن و أدت إلى تفشي الفقر بسبب ضياع معظم ممتلكاتهم و أمتعتهم و أصبحوا يفترشون الأرض و يلتحفون السماء ،ولكن لابد من شرطة الدفاع المدني اتباع البرامج التدريبية و الفنية و التأهيلية ليستوعب الأفراد الطفرة التي أقدمت عليها شرطة الدفاع المدني ، و على حكومة الولاية عامة و وزارة المالية خاصة توفير المال و الإهتمام بالبرامج التدريبية حتى تحقق العطاء المطلوب خاصة مع اقتراب فصل الصيف.