سجلت أسعار مواد البناء أعلى معدل ارتفاع لها خلال السنوات الأخيرة ،وشكا عدد من التجار من حالة الركود التامة التي انتظمت الأسواق جراء عزوف المواطنين عن الشراء بدواعى الارتفاع غير المسبوق لمختلف اسعار مواد البناء والتشييد،وشاطر الحرفيون التجار في الشكوى مؤكدين تأثرهم السالب بتوقف اعمال البناء والسباكة لذات السبب ،وخلال جولة قامت بها (الصحافة)أمس كشف التاجر محمد الخير سيد مبارك بسوق بحري عن ارتفاع كافة انواع البوهيات والطلاء ،حيث اشار الى ان سعر البوماستك عبوة عشرين كيلو قفزت من 65جنيه الى 90 جنيها(المهندس ) ،والجالون عبوة 15 كيلو من 35 إلى 40 جنيهاً (المهندس) ومن 45إلى 55 لماركة أيوب ،و قال ان الزيادات طالت عبوات البوهيات الصغيرة بواقع 3 جنيهات للعبوات الكبيرة وجنيه للصغيرة ،وأكد تأثر السوق بارتفاع الاسعار وقال ان المواطنين احجموا تماما عن الشراء وتوقفت عمليات البيع والشراء ،وكشف عن تغير تعاملهم مع المواطنين الذي كان يستند على نظام (الدين) والدفع على اقساط وذلك بسبب المصانع وكبار التجار الذين اصبحوا يفرضون على اصحاب المغالق التعامل بالدفع المقدم عكس ماهو كان سائداً قبل ازمة الزيادات الأخيرة ،وقال إن هذاالأمر ادخلهم في حرج مع الزبائن الذين اصبحوا لايثقون في التجار لسبب آخرايضا وهو الارتفاع المتواصل للاسعارويعتبرون ان التجار هم السبب وراء هذاالارتفاع . وعلى صعيد مواد السباكة والكهرباء فقد اجتاحتها ايضاعاصفة ارتفاع الاسعار ويقول صاحب مغلق العاديات ببحري النور محمد حسن ان الاسعار لاتعرف الثبات وتشهد زيادات شبه يومية ،وقال إن لفة سلك توصيل الكهرباء الداخلي (مجوز) مقاس واحد ونصف التي يبلغ طولها تسعين متراً ارتفعت من 28 جنيهاً الى 42 ،وان مقاس اثنين ونصف ارتفعت لفته من 85 الى110جنيه ،وان سعر السلك (الفرادي) مقاس واحد ونصف ارتفع من 33 جنيهاً الى42 ومقاس 4 ملم من 255 جنيه الى 293 ، اما اسعار الاسمنت فقد شهدت انخفاض متواصل بسبب دخول مصنعين الى الخدمة وبلغ سعر الطن 490 بعد ان كان خلال الفترة الماضية 550 جنيه،بيد ان اسعار السيخ الذي يستعمل في اعمال البناء المسلح قد شهدت ارتفاعاً قياسياً بحسب التاجر عثمان احمد بالخرطوم الذي اشارالى ان السيخ لم يشهد من قبل ارتفاعاً مثل الذي حدث مؤخرا حيث وصل سعر الطن الى اربعة مليون وقال ان (السيخة ) الواحدة مقاس 3 ملم ارتفع سعرها من20 جنيهاً الى 30 جنيهاً ومقاس 4 ملم من 30 الى 45 جنيهاً ..ولم يختلف سعرالطوب عن المواد الاخرى فقد ارتفع الى ارقام وصفها عثمان الطيب تاجرالطوب بغير المسبوقة وقال إن لوري الطوب ارتفع من 460 جنيه الى 650جنيهاً، وارجع الزيادة الى جملة من الاسباب ابرزها شح العمالة الذي ضرب قطاع صناعة الطوب (الكماين) وذلك بسبب عودة أعداد مقدرة من ابناء الجنوب الى ولاياتهم، وذهاب الكثير من العمال الى مناطق التنقيب عن الذهب ،علاوة على ارتفاع اسعار الحطب و(الزبالة) وتوقع ان يرتفع سعر الطوب الى مليون جنيه للاربعة الف طوبة خلال الفترة القادمة .وبمثلما تأثر تجار مواد البناء والتشييد بارتفاع الاسعار شكا عدد كبير من الحرفيين وعمال البناء من توقف سوق، العمل وقال فني الكهرباء محمد عبدالله الياس إنهم اصبحوا بلا عمل بسبب توقف عمليات التشييد في معظم المواقع بالعاصمة والولايات وقال إن المقاولين والمهندسين والعمال في مختلف المجالات ذات الصلة بعمليات البناء تأثروا بزيادات اسعار موادالبناء من ناحية ،ومن ناحية اخرى أثر توقفهم الاجباري عن العمل في دخولهم في معاناة مع متطلبات الحياة المختلفة خاصة في ظل ارتفاع اسعارالمواد الغذائية ،اما السيد عبد اللطيف الطيب (فني طلاء ) فقد أكد توقف عملهم تماما وقال ان معظم عمال مجال التشييد باتوا عطالة لايجدون العمل الذي يوفر لهم الحد الأدنى من الاجر الذي يعينهم لمواجهة متطلبات الحياة.