(فهل دفاعي عن ديني وعن وطني ذنب آدان به فلما ظلما فأغتربُ)...؟! الشاعر محمود سامي البارودي (1) العصافير تغرد فرحاً في ماليزيا: غردت عصافير السودان ورفعت اسم السودان والعلم عاليا بأجنحة الفرح الطفولي في فضاءات دول النمور الآسيوية ، فالتحية للابناء والبنات على النجاح الباهر وهذا النجاح هو رسالة للآباء من الابناء (الموهوبين) كي يبقى علم السودان عاليا وهو دعوة للوحدة دون الانفصال الذي سينكس بالعلم الراية ويرفع العلمين اللذين تم انزالهما في 1956/1/1م، فلا عاش من يعيد الاستعمار في ثوبه الجديد.. (1-2) عن اليوسماس نحكي: منذ ان ادرك العقل الانساني لأسرار الرياضيات ، والى ما قبل ان يطرق عالمنا الثالث لمشروع الذكاء المتفرد في علم الرياضيات (الحساب) والمتعارف عليه باليوسماس (usmass) ، كنا نعرف ان (سنة كبيسة وبسيطة) من تصاريف الميلاد للأعوام والسنة بسيطة اذا كانت تقبل القسمة على اربعة (وبدون) باقي..!! وكبيسة اذا كانت تقبل القسمة على اربعة بالباقي!! السنة الآن (2011م) هي الاستثناء في السودان ، لأن هناك ما يسمى بالاستثناء وتقرير المصير (لشعب حر) - فهذه السنة على غير العادة (شاء الغرب) لنا ان نقبل القسمة لشعبنا السوداني بمضاعفات الاعداد من (اثنين - اربعة .. وإلخ) مع تجاهلهم التام للباقي (البدون) علما بان يناير هو شهر (مفرد) لا يقبل القسمة على الاعداد الزوجية الا اذا كان هناك باقي اي (البدون)!! يبقى ليتم الفرح الحقيقي بالحساب لما احرزه الابناء في اليوسماس من نتائج باهرة رفعوا بها علم السودان خفاقا عاليا لابد من ان نلتمس جانب (العلم الحديث) ونشجع كل موهوب رفع اسم وعلم السودان عاليا في (ماليزيا) ضمن الكواكب المتميزة من اطفال العالم. ويبقى التناقض هو ديدن (السلطة الحاكمة)، والحزن لو رأينا (بأم أعيننا) والسودان يتقسم عمليا، وعندما يتفرس المرء في تلك اللحظة والوجوه الملائكية البريئة وهي تذرف الدموع فرحا يدرك كم ان هذا الوطن الجميل (الموحد) غالبا عند ابنائه، والمفارقة ان لا نشاهد لا ابنا ولا بنتا اسمر لسحنة (أبنوسي الملامح) من الجنوب الحبيب، لندرك بالتحسر والأسى لماذا يريد البعض ان يفصل (عنصريا) شمال السودان عن جنوبه؟! قسرا؟! وهل الهدف ان نحرم تلاقح شجر الأبنوس مع سبائط النخيل؟! معرة؟؟؟ ولماذا نحرم آذاننا من سماع مقطع الشجن الجميل حينما يشدو وردي (فنان افريقيا الاول) (لعبد اللطيف وصحبه)؟! وهل حقيقة ان يناير 2011م، هو (عام الحزن)، للشعب السوداني؟! علما بان يناير تاريخيا في السودان هو يناير (الفرح) يناير الاحتفالات بالنصر، ولكن ماذا نقول (غير) الاحتساب وان لا حول ولا قوة إلا بالله العلي القدير مما فعل (شذاذ الآفاق) بالسودن وشعبه، ولماذا يناير دون الشهور الاخرى؟! اهي الصدفة في تصاريف القدر ام تلك هي تدابير الانقلاب . و(التوالي) منذ قدوم الانقاذ في 30 يونيو 1989م. (2) الأنفصاليون وطبخة الاتفاقيات الانقاذية: يتحدث البعض بالاعجاب المفرط عن اتفاقيات (الانقاذ) مع (الحركات) المسلحة وفي حقيقة الامر ما هي الا عبارة عن طبخات سياسية وتطبيق عملي للشروع في تقسيم وتفتيت السودان الى (دويلات مجهولة الهوية) وما يؤكد ذلك ان عرابي (الخرطوم للسلام وفشودة للسلام) قد عادا بادراجهما الى (الحركة الشعبية) اقصد (الانفصالية) ليكتمل (مشروع الشراكة الذكية) مع (الحركة الاسلاموية) اقصد (المؤتمر الوطني)، فهذا على مستوى (الجنوب الحبيب) اما على مستوى دارفور فحدث ولا حرج . ٭ فأبوجا وما ادراك ما ابوجا - فما هي الا عبارة عن (حرب اهلية) واثنية عرقية مسيسة ، يدخل بعض قادتها الى (القصر مساعدين) كما حدث لقادة الجنوب في الحركة السابقين (مشار ، لاما اكول) فدخل (مناوي للقصر مساعدا) عبر بوابة اتفاقية حسكنيتة ليخرج غربا بجيشه، عائدا الى مربع الحرب ، ليكتمل بذلك سيناريو اللعب والتقسيم للجزء الثالث من السودان، وخير دليل لذلك الفشل الذريع لمفاوضات (الدوحة) وهنا لابد من ازجاء الشكر لدولة (قطر الشقيقة) وكيف ان الرئيس السوداني من (مدينة نيالا) قد اعلن اغلاق باب الحوار بنهاية 30 ديسمبر 2010م، كآخر فرصة (للاتفاق) مع حركات دارفور المسلحة (ليبدأ فصل جديد من المسرحية اسمه انفصال دارفور) . (3) هل عاصفة التقسيم بدأت ؟! هل سمة علاقة ما بين عاصفة الصحراء وعاصفة تقسيم السودان؟! نعم... نعم.. يبقى السودان بتلك الصورة القاتمة (مبشر) ومهدد بعد السنين العجاف من الحكم الشمولي بسنين (التفتيت الكباس) والشئ المحزن ان سيناريو التقسيم لا يتم والسودان دولة (مستعمرة) بل ان القائمين بأمره احرار يذهبون لمن كان مستعمرا لبلادهم وخرج في يناير 1956م، يلجأون له ليقسم وطنهم الى كيكة (شماله لحزب حركة انقلابية) و (جنوبه لحزب حركة عسكرية متمردة) والاثنان معا تجمعهما الذهنية الشمولية في التفكير ، بل الكل اليوم قد اصبح اسيرا لماهية المراسيم الانقلابية، بعد ان تم الالقاء جزافا بالشرعية الدستورية منذ ليلة الانقلاب في 30 يونيو 1989م، في اتون الذهنية الشمولية ، من واقع حديث الانفعال والاهواء الذاتية حول مستقبل السودان (الشمالي المستعرب) و (الجنوبي المتأفرق) ، ومن المفارقة ان نسمع من البعض تجديد الدعوة بالتبعية المطلعة لدولة الخديوية المجاورة، والتي سبق لشعب السودان بالاجماع رفض حكمها الثنائي، والاكثر غرابة ان يأتي على اعمدة وكتاب بعض الصحف (ذات الغفلة) و (القارعة على اجراس) الانفصال ، عبر وحجة ودعاوي تغيير اسم السودان الشمالي حال وقوع الانفصال. والشئ الذي (يهرد) الكبد و (يفجر المرارة) ، بعد ان نالوا احلامهم بدأوا يشككون في هوية السودان وارثه التاريخي، والذي روته دماء الشهداء منذ قدوم المستعمر في العام 1821م، والى التحرير الاول في يناير 1885م، على يد الامام المهدي عليه السلام وصولا (للصمود العذب) في حرب النهر في كرري ثم استشهاد رجل الدولة (الخليفة عبدالله وصحبه) في ام دبيكرات من اجل بقاء (الدعوة والدولة) ، ولكن الشئ المحزن ليس فيما حادث من سياسة امر واقع، ومعطيات الحاضر، ولكن الشئ المحزن التنكر للجميل والفرض المقصود من اجل طمس تاريخ السودان الحديث ومسح معالمه البطولية بهدف الغاء كل الذاكرة الوطنية والتي ما انفكت تمجد الشخصية السودانية وتكسبها الخصوصية بين الدول، منذ اعلان الاستقلال في 1956/1/1م ، علمان بان التنكر للتاريخ هو في الحقيقة تنكر (للاصل) ودولة لا تلقي بالا لتاريخ ابنائها الامجاد، لاتحلم في نهضة ولا يمكن ان تجد لها وضعا مميزا في عالم اليوم، والنماذج ماثلة امامنا بمنطق احياء ذكرى الثورات، فالثورة الفرنسية منذ العام 1979م، ما زالت والى اليوم تحيي ذكرى القائد العسكري نابليون ، وكذا امريكا ما فتئت تمجد (جورج واشنطن) اول رؤسائها وراسم استراتيجيتها لحكم العالم، بل وحتى القياصرة، لم يجهلهم الروس عند قيامهم لثورتهم البلشفية في العام 1917م، بقيادة الزعيم لينين وكذا الحال في كينيا وزعيمها جوموكنياتا ومصر عبدالناصر. فما بالنا نحن اليوم نسعى الى ضياع هوية الدولة السودانية بعد ان رهنا زمام امرنا واوكلناه لمن يفكر بالنيابة عنا (تارة بزعماء الايقاد) وتارة بالرؤساء الافارقة والامريكان القدماء او الاوربيين السابقين في الحكم فهل الاماني اضحت من اعمدة البناء للدول الجديدة..؟! اخيرا قد بدأت ارهاصات الندم والبكاء على ضياع (وحدة السودان) بعد التبني الطويل لدعوة الانفصال الكريهة، وبقينا في (الجرسة) والتنصل من المسؤولية، وهذا ديدن الذين (لا يختشون) لذا ما زالوا احياء يرزقون او (يرذلون) ، وحقيقة (الشينة منكورة) والاذكياء فقط هم من (يضعون للدهر حسابا) ام التتر والمغول من الاندلسيون الجدد، فهم عبر التاريخ ناجحون جدا في فعل (الحرائق) (فهناك حريق روما وبغداد... إلخ) واكثر الناس سعادة في فعل الاذية بالبشر والعباد بل متفوقون بامتياز دون غيرهم من (الاحرار) في صناعة استراتيجيات الحرب وفاشلون اكثر من ذلك في اكمال مشاريع السلام، وينفردون في افتعال الخصومات بكل اساليب البطش، خاصة مع من مدا لهم (يد المصافحة والعفو)... من اجل ان يبقى الوطن واحدا، فدونكم ما حدث لمسيرة حزب الامة في ظهر الجمعة 24 ديسمبر 2010م، يبقى ذرف الدموع بعد ما الفأس وقعت في الرأس ، لا يفيد ولا يُجدي ، طالما ان العالم كله يشهد ضياع السودان على يدي الانفصاليين بين شريكي الحكم في السودان، علما بأن يناير من كل عام في السودان هو فاتحة البهجة وفرحة شعبه برفع راية الاستقلال ولكن يناير 2011م، (طعمه مر) طالما ان اعلام الاستعمار سترفع من جديد وهذه المرة بالتقسيم احداهما (في المركز في الشمال) والثاني (في الهامش في الجنوب)..! وبرضو شراكة ذكية يا (جلابة الطرفين)..؟!!