*في جوبا سالت دموع الفرح بانفصال جنوب (السودان) عن (الشمال)... ظناً بأن ذلك باب انفتح لينعم الشعب هناك بالحرية والسكن المريح والرخاء والمدارس والمستشفيات ومياه الشرب النظيفة وهلمجرا... *وفي الشمال... في امبدة سالت دماء الثيران تبركاً بزوال وحدة الجنوب والشمال وهلل زعيم الانفصال الطيب مصطفى واتباعه (للنصر المؤزر) الذي حققه بكلامه (المشاتر) في جريدة (الانتباهة الغراء) الناطقة بلسان فرسان العروبة والاسلام (النقي) من دنس التعددية ووحدة (الكيان القومي السوداني) بكل قومياته وثقافاته واديانه... بما يعني (تنظيف البلاد) من قبائل الجنوب والفور والبجا والأنقسنا... وكل من لاينتمي (للعروبة النقية)... وكل من لاينتمي للاسلام بمفاهيم (ومعاملات) مشروع (الانقاذ الحضاري)... وعلينا جميعاً أن نهنئ كل من دعا وعمل للانفصال ونبارك له (الانتصار) على دعاة (الوحدة والتعددية)... ومافي اعتراض اذا سلك آخرون ذات الطريق في دارفور والشرق والشمال من الذين (لايؤمنون) بما جاء به (المشروع الحضاري)!! (الرسالي)!! *في الشمال... في أم درمان عبر الشباب (الديموقراطي الاتحادي... الوحدوي) عن احزانهم بالصاق قماشة سوداء على اسوار منزل الزعيم اسماعيل الازهري... وحتى هذه (العملية) البسيطة في شكلها والكبيرة في معناها لم تعجب حكومة المؤتمر الوطني القابضة... وتمت الازالة وقبضها على حفيدة الازهري... ولاندري بأية تهمة واي قانون... فهل اصبح الحزن على تقسيم السودان (وفرزعة اراضيه وتقسيم مواطنيه جريمة تستدعي العقاب)؟ في حين ان كل ماقام به الطيب مصطفى وامثاله من الداعين لانفصال الجنوب كان الواجب محاكمتهم بأحكام الدستور الانتقالي والقوانين التي (تحرم) التبشير والعمل على (تقويض) الوحدة الوطنية. أم أن (دعاة الوحدة ومعارضي حكومة المشروع الحضاري التي قادت السودان لانفصال ثلثه ارضاً وشعباً ) من الآن فصاعد مجرمون ملاحقون من الشرطة ومهددون من فلول (السلام العادل(كذا) بقيادة الطيب مصطفى وامثاله من اصحاب الاقلام (المكرية)؟ في الصحف الصفراء التي وصفها شاعر العراق الفحل الجواهري بأنها صحف (صفراء الضمير كأنها سلع تباع وتؤجر وتعار)! *المهم أن للسودان رباً يحميه وشعباً بالغ الرشد يعي كل ماهو حادث بفعل القهر السلطوي (المتآمر) على الوطن و المواطنين... والجماهير بكل فصائلها... وبكل حجمها الغلاب مؤهلة وقادرة على تحقيق هبة وطنية قومية شاملة تنتشل السودان العزيز الجميل بأهله الانقياء الاتقياء من (الحفرة)... بحكومة وطنية ديموقراطية... ومؤتمر دستوري شامل يعيد الكيان القومي للسودان على طريق الوحدة... ارضاً وشعباً... وبالله التوفيق والسداد.