يبدو أن مواطني محلية الدويم مكتوب عليهم أن يظلوا طيلة عمرهم يدفعون ثمن أخطاء بعض المسؤولين بالمحلية وعدم مبالاتهم ، وذلك بخسارة صحتهم وأموالهم وبطريقة تؤكدمدى التساهل وعدم الإهتمام بقضايا وهموم المواطنين، ويظهر ذلك في الكثير من الأمور التي تتعلق بحياة المواطن وأمنه والحفاظ على ممتلكاته فقبل عدة اشهر وقع حادث حريق بأحد المحلات داخل السوق وأدى إلى خسارة مالية كبيرة لصاحبه، بسبب إنتقال النيران من مخبز ملاصق للمحل ، وقد أثار الحريق حفيظة التجار والمواطنين عامة،حيث ناشدوا المسؤولين باتخاذ إجراء سريع وحاسم بخصوص المخابز الموجودة بالسوق حتى لايحدث حريق آخر وتتكرر المأساة، إلا ان الجهات المختصة لم تعر المناشدات والمطالب أى إهتمام، وظل الوضع كما هو و إتضح أن قرارات المسؤولين بالمحلية والوحدة الإدارية كانت كلامية فقط. وأمس الأول تكررت نفس المأساة وربما بصورة أفظع وأكثر إيلاما من المرة السابقة،وذلك عندما أتى حريق ضخم لم تشهد الدويم مثله على أحد المحلات التجارية المعروف ببيع المواد التموينية، وقد قدرت البضاعة التالفة بمئات الملايين من الجنيهات بعدأن قضت النيران المستعرة على كل شىء، حيث بدأ الحريق منذ مساء الثلاثاء وإستمر حتى صباح أمس الأربعاء. (الصحافة) وقفت على حجم الدمارالذى حدث للمحل ،كما إستفسرت بعض شهودالعيان عن أسباب الحريق والتي أرجعاها البعض للمخبزالذي يجاورالمحل والذي يعمل بالغاز، حيث يعتقدون ان سخونة (القبوة) أدت لإشتعال البضائع بالمحل ،فيما ذكرآخرون أن الأسباب ربماتعود لإلتماس كهربائي، مستدلين بسرعة إشتعال النيران ،وهناك إتهام موجه لبائعات الشاي والمطاعم التي تقع خلف المحل، ظنا منهم أن الحريق نتج عن نيران تركت بالقرب من الباب الخلفي وإنتقلت إلى داخل المحل بفعل الرياح . بغض النظر عن الأسباب الحقيقية وراء هذا الحريق ،إلا انه كشف عن قصور كبير في ناحية إستعدادات المحلية والدفاع المدني في السيطرة على الحرائق، بدليل إستعانة شرطة الدفاع المدني بعربة إطفاء من أحد مصانع السكرالمجاورة، حيث لم تتمكن العربة الموجودة بالمحلية من القضاء على الحريق بسبب ضيق سعتها التخزينية للمياه والتي لاتتعدى الست براميل. لقد استغرب الكثير من المواطنين عندما علموا بضعف حمولة عربة إطفاءالمدينة من المياه ، وتساءل البعض إذا كانت هذه العربة عاجزة عن إطفاءحريق أصاب دكانا واحدا، فماذا سيحدث إذا لا قدرالله أن شب حريق فى أكثرمن محل ؟ وحقيقة إنه سؤال مشروع ،ولاينتظرالمواطنون المسؤولين أن يجيبوا عليهم بالحجة والمنطق، وإنما بالعمل والسعي الجاد لوضع حد لهذا القصور، فإما أن تستجلب عربة إطفاء بسعة تخزينية أكبرمن الموجودة،أو يتم إحضارعربة أخرى تعمل بجانب الموجودة، وبذلك يكون هنالك نوع من الإحتياط . إن عدم الإكتراث من بعض الجهات المسؤولة بالمحلية والولاية لمثل هذ الأمورالمهمة والخطيرة جدا هو مايؤدي إلى حدوث كوارث كما شاهدنا في حادثة الحريق ، ولست أدري متى سيتحرك المسؤولون للحيلولة دون تكرارها،وذلك أولا بإتخاذ قرارعملي ليس تخديريا كما حدث سابقا بنقل جميع المخابز الموجودة داخل السوق إلى مكان آخر تتوفر فيه السلامة للمواطن وممتلكاته، وثانيا ضرورة حل مشكلة عربة الإطفاء الوحيدة والتي تعجزعن إطفاء ولو حريق صغير، ترى هل سيتحرك المسؤولون أم سيسفهون الأمر مثل كل مرة؟