البادية سحر خاص وجلسات ونسة في لياليها وهم يشربون لبن الإبل والقهوة ويتجادعون في الشعر الرباعي وهو ما يعرف بالدوبيت وقد أشتهر بذلك ود شوراني وقد جاءه الشيخ أحمد عوض الكريم أبو سن في نزله في أم شديدة ولم ٭ يجد ود شوراني فقال ود أبو سن:- جيت عد أم شديده عدمت ود شوراني صادفني أب علوة راح بي المنزل الوراني جاتني الذوقا للزمن العقب طراني بي حشمه وحداقه ومنطقاً سراني ٭ وعندما حضر ود شوراني وسمع أبو سن رد عليه:- في أوكات جيتك ألقت خلى ما أرجاني مرغم قم من اللي زولو باعد وداني قلبي ينوح ودمي يسوح ونومي جفاني فقت جميل وقيس ومحلق الحمراني ٭ وقد رد أحمد عوض الكريم أبو سن على رباعية ود شوراني ب:- ود شوراني شوره كان قبل ها ماني تغنى لي فوق الصدرهن رُماني مكلوف القدير في ساتعو خانو أماني لاكين الكبر لعب العسالي أحماني ٭ ويقول ود شوراني في المجادعة مع ود أبو سن:- إت يا الشيخ غناك الكلو حكمه معاني تشكر فيهو فوق العقلهن رباني ديرة القافيتن قايل عليها لساني كم وكم ليها سير جملاً مقلد عاني ٭ وود شوراني صاحب بديهة حاضرة وهو شاعر متمكن رغم أميته إلا أن له إلمام بالتاريخ وقصص وحكاوى الغرام في سالف الأزمان ويعرف النجوم والفلك ومنازل القمر وتعاقب الفصول وحركة البرق والسحاب والمطر وهو صاحب رؤية في الدوبيت ويستخدم الرمزية كما يستخدمها الشعراء المحدثين ويتضح ذلك لديه في شعر الغزل لأنه لا يذكر اسم المحبوبة لأن الأعراف والتقاليد تمنعه من ذلك لذلك نجده إنه لم يذكر شعر مبتذل إنما شعره في الشجاعة والمروءة والكرم والإبل وهو صاحب حظوة في أدب البطانة وهو المولود في قلبها في أم شديدة وهو من أسرة الشوارين ومن هنا جاءت التسمية ود شوراني لأن اسمه عبد الله حمد وقد كان ناظر قبيلته وقد برع في الشعر بلغة رفيعة وقد استشهد البروفسير عون الشريف قاسم بود شوراني في كتابه الشهير «العامية في السودان». وقد إهتم بود شوراني وجمع كثيراً من مرابيعه التي كانت شفاهية الباحث في التراث حسن سليمان محمد ود دوقة وقد ألف كتاباً في سلسلة أدب البطانة مسادير ورباعيات وقد تناوله كثيراً في برامج تلفزيون القضارف وتحديداً في برنامجه الشهير الرحلة والمسدار وقد قدم الاستاذ حسن سليمان ود شوراني كثيراً في مجالس الدوبيت بإذاعة القضارف وقد كتب ود دوقة كثيراً عن أدب البطانة.. وقد كتب ود شوراني وكان عالم في فصول السنة وتغلباتها وحركة الرياح والمناخ ٭ ويكتب عن الصيف:- غاب نجم النطح والحر علينا إشتد باينا وقمر ليلو ونهاره إمتده نظرة المنو للقانون بقيت إتحده فتمت عندي منطقة الفناء الانسده ٭ ويتحدث دائماً عن البروق والنجوم وإشاراتها ودلالتها وكأنه فلكي، ويقول: لي زنون التريه الحرو أزعج وضيق وين النادي لين وسير وشامو مزيق ذوقو اللي أمل دنيا وكتير ما فايق حرت مقلة القلع الرسانه وهيق ونجده يوضح في كل مرابيعه الفصول ويربطه بالغزل ويربطها براحلته التي يكتب ٭ عنها كثيراً ويصفها بالجمال ويصف البرق باللمعان:- ريد الجابلها الدبران بريقاً لامع هذا في رباعية ٭ وفي رباعية أخرى يقول: برق الهكعة رقه ولاح وفكه أرياحو ٭ ويصف قدوم السحاب ب: الهكعة أم هبايب قام سحابه مبدر ٭ ويصور الدعاش والمطر ب: دعاش برق الضراع الفي السحابه بلاوى ٭ وفي المطر يصف أحوال الطبيعة: نجم النترة في شفق الحمارات غزه وين الشاف حبيب ما هو وسحابو الرزه ٭ ولا توجد شاردة ولا واردة عن الفصول والمطر وإلا تناولها ود شوراني وصورها:- ظميانين ووابل الطرفة فوقنا يهطل ٭ وينقل إلى: الجبهة أم سواري سحابه بيت مالي ٭ ويربط ود شوراني الغزل بوصف فواصل العام وفواصل المطر والخريف:- برق الخير صان الفي سحابه بشلع أسهر نوم عيوني بي برقو البيبدي مقلع ٭ ويشبه هوى النفس بالرعد:- هوى نفس العوى البراقو رعدو يصيح ذكرني البيقدل وفي مشيهو بميح وقد تناول ود شوراني في مساديره رحلة النشوق في فصل الخريف وذلك بعد نزول المطر وامتلاء الحفائر والوديان بالماء وخضرة الأرض وفي مسدار النشوق ٭ يقول:- دور عرب أسماحه خاتمه جاها عصير سالوا وقالهن ديرتنا سمحه وخير خيرا جابو فوق الفردو قارن الدير بسط الديسا قادا وسر عقل الغير ٭ ويقول ود شوراني في مسدار النشوق:- اليوم كلو في ميز الختيت والشيل لامن جاهن المساء والدماس والليل دايرين نزله الضهر البدلي السيل بي الاسمح من الصيد والشتل والخيل ويصف ود شوراني الفريق الراحل في رحلة النشوق ومكان نزل الراحلين ٭وصوت الرعد من فوقهم ويعرفه بالرزمي:- معشوقتي أم طعم ست الضعوز الماده ناسا جميع نشاط والرحلة ليهن لاده فيهن خوفه من رزمي السحابه الهاده دايرين نزله القلعة الصعيد لي الساده ٭ ويصف ود شوراني الجمل في مرابيعه بأجمل الاوصاف:- الجضع البفكك محكر الباسور خليناهو في العقد الحمر مكسور يستاهل مهله وجاي من الدور بادياً لي ميتة أب ضلعه بالهسرور ٭ ويقول عن الجمل ووصفه ونوعه:- لي ود البياخد المحفل الحي شوقو حر عنافى ما هو فدن يغلب سوق أريت أب ضلعه كان مربوط وهمي علوقو جملاً يلقع الركاب وسرجو الفوقو ٭ وقد نظم ود شوراني المرابيع في رثاء أعيان المنطقة وفرسانها وقد نظم عن بدوي ود الشيخ علي:- ابن الزاكي والصافي وعلي اللحاق كريم وصميم وفارس خيل نحاساً داق عشاي الضيوف بعد انضمامة الساق إن طاب حالي وإن شئ مُر وما بنضاق ٭ وقد نظم في رثاء عمدة الكمالاب الشيخ أحمد عوض الكريم علي كرف:- الليله أنفقد خيراً كلمتو ملانه مفقود العموم أعداد وبحر وبطانه الخلاها من فرقتو القلوب حزنانه والدو أمير وجدو بيدخل الجبخنه ٭ وقد رثاء ناظر البشاريين أحمد كرار أجمل الأشعار، وهي من أبرز الأشعار التي كتبت في سهل البطانة:- الليله الفقد فقد أب بدايا طايل دخري رفيق طويلة القطعو ما هو عوائل على العدو والصليح ما بحرشنو قوايل إن دخل المكاتب رأس ملوك وأوائل صولة ألفى الحكم مقبول ولاق وخايل بره تشوفو في العشامه راكب وشايل هدمت بنانا يا الفانية أم عماراً زايل راسي وقاسي لي عين كل فارس كايل وقد أُشتهر ود شوراني بالمساجلات الوقتية ويرتجل الشعر في حينه وكان حاضر البديهة سريع الرد في نظم شعري ممتاز وفي واحدة من مساجلاته مع الشاعر عبد المنان عبد الماجد «ود الشيخ» الفادني الناجمابي فينظم ود الشيخ:- بت خيل القسيم اللي السبب نهافه عنقها صيد وهايفة نص وعالي أردافه يا سمحة الودعتك لي الشعوب عوافه مسيتي المقنج دومتو سايله مسافه ٭ ويرد ود شوراني:- سمحه اللي فؤادي مجرحات سايفه خلتني السماحه الغير كلها أعافه شتله قيف وجدية صيد ومهرة قيافه أمسى عليها جاري أب دومة سرافه ٭ ويعتبر ود شوراني من الشعراء القلائل الذين نظموا اشعر استناداً على أبجد هوز:- بي الألف التألف فوقا من شاحداهو ريده مخلي أنفسنا الصبر جا حداهو برت القلب بعد ما قلت شيبو هداهو سهران باكي ود عيني الغميد عداهو وبي بحرف الباء يدوزن:- بي الباء بابو قافل من سعوب وصعلق عفيف وغرامو جارح وقلبي فيهو إتعلق عاشقى العاد لي حاله «قيس وابن محلق» سمحاً ديسو نازل فوق قصارو مكلق رحم الله الشاعر عبد الله حمد ود شوراني وقد ترك لنا إرثاً من الشعر والدوبيت والمسادير وقد صارت مرجعاً للباحثين وقد صورت الحياة السودانية في البادية وقد كان صادقاً في نظمه مبدعاً في حروفه وكلماته وأسس لأدب البطانة فله الرحمة ولتبقى كلماته نبراساً يضئ طريق المسادير متنبئ البطانة ود شوراني. {}{