شرع المكلف بتشكيل الحكومة التونسيةالجديدة، محمد الغنوشي، في مشاورات تشكيلها، وشملت المشاورات «حقوق الإنسان» و»المحامين» و»اتحاد الشغل». وكان فؤاد المبزع القائم بأعمال الرئاسة التونسية قد كلف أمس السبت الوزير الأول محمد الغنوشي بتشكيل حكومة. وأكد المبزع في كلمة أذاعها التلفزيون الحكومي التونسي أن مصلحة البلاد العليا تقتضي تشكيل حكومة وحدة وطنية. وبعد الإعلان الرسمي عن انتهاء نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وتولي رئيس البرلمان المبزع مقاليد السلطة بشكل مؤقت إلى حين إجراء انتخابات رئاسية خلال 60 يوماً، في يوم وصفه التونسيون ب»التاريخي» بعد 23 عاماً من الحكم «الدكتاتوري»؛ بدأ القلق والتساؤل يلف الشارع التونسي بمختلف أطيافه السياسية والشعبية عن البديل، وعن ملامح الحكومة المستقبلية. وفي سياق متصل نقلت رويترز عن زعيم حزب الاتحاد من أجل الحرية والعمل مصطفى بن جعفر قوله إن الغنوشي أجرى معه محادثات ووافق على اقتراح من أحزاب المعارضة من أجل تشكيل حكومة ائتلاف. وأفادت تقارير أمس بمقتل عشرات في حريق بسجن مدينة المنستير شرق تونس ومحاولة اقتحام آخر بالمهدية وسط البلاد، وذلك في ظل حالة الانفلات الأمني التي تلت خلع الرئيس زين العابدين بن علي. وفي تلك الأجواء انتشرت عمليات السلب في بعض المناطق مما أثار ذعر السكان، في حين خيم هدوء يشوبه الحذر والترقب في العاصمة التونسية ومعظم مناطق البلاد. وقالت مصادر طبية إن 57 جثة محترقة وصلت حتى الآن إلى المستشفيات جراء حريق شب في السجن المدني بالمنستير. وكشفت معلومات أن المواطنين اعتقلوا بمنطقة بن قردان على الحدود الليبية مدير الأمن الرئاسي الجنرال علي السرياتي وعلي سليم شيبوب صهر الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وقبل أن تعلن الحكومة السعودية ترحيبها بقدوم الرئيس التونسي الهارب وأسرته إلى المملكة، قدمت له لائحة شروط، وهو لا يزال بعدُ على متن طائرته. ومن بين الشروط التي فرضتها السعودية على بن علي وعائلته أن يتجنّب أي تحرك سياسي خلال إقامته في المملكة وعدم الإدلاء بحوارات صحافية أو ممارسة أي نشاطات سياسية أخرى، إضافة إلى عدم قيامه هو أو أفراد عائلته بتحريك الأموال إلى السعودية. ورجحت المصادر أن تكون الاستضافة أقرب إلى لجوء سياسيّ وبدأت الأحزاب المحظورة في ممارسة نشاطها العلني وأعلن زعيم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية المحظور منصف المرزوقي نيته الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة. وقال المرزوقي (56 عاماً) إنه سيعود الثلاثاء المقبل إلى الأراضي التونسية، وسيقدم ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة، بعد أن أمضى بالمنفى في فرنسا عشر سنوات. كما أعلن رئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي أنه سيعود إلى تونس، وقال الغنوشي من لندن حيث يعيش منفياً، «أحضر لعودتي». ورداً على سؤال عن موعد عودته المحتملة اكتفى بالقول «قريباً». وأضاف الغنوشي أن «الانتفاضة التونسية نجحت في إسقاط الديكتاتور». ورداً على سؤال عن احتمال تشكيل حكومة وحدة وطنية، اعتبر الغنوشي ذلك «أمراً ممكناً».