*دروس الثورة التونسية ذات فائدة عظيمة لكل شعب مفجوع تحت قبضة الانظمة (الشمولية)... خاصة في البلاد العربية والافريقية... التي تخادع فيها تلك الانظمة الشعوب (باصلاحات مزعومة) ثمناً رخيصاً للمقايضة والتراجع عن (المعارك الفاصلة)... وهذا ماجربه زين العابدين في تونس فحصد الفشل والخزي... فانهار نظامه الشمولي القمعي أمام الزحف الشعبي في ساعات.. *فقد رأينا في كل الفضائيات كيف اجبر الشعب بن علي على الافراج عن قيادات الثورة بعد ساعات من اعتقالهم... وقد كان ذلك دليلاً على أن اجهزته قد ادركت أن لاسبيل (للقتال) دفاعاً عن النظام... وأنه لابديل عن الانحياز للشعب الثائر والكف عن الفتك به كما كان يريد بن علي... وكانت قيادات الاجهزة الحكومية واعية بكل تفاصيل المخطط لاجهاض الثورة بواسطة المليشيات... بالتخريب وترهيب الجماهير في الشارع وفي الاحياء السكنية... وقد كشفت المشاهد ذلك من خلال الحرائق وهجوم سيارات (الامن) ومليشيات الحزب الحاكم على المواطنين في الاحياء المختلفة في العاصمة وفي المدن التونسيه كلها.. *وفي الحين واللحظة كشفت القيادات الثائرة تلك (المؤامرة)... ودعت كل القوى الحزبية والمنظمات الجماهيرية لتكوين اللجان الشعبية في كل مكان... في احياء المدن وفي القرى لسد الطريق في وجه المتآمرين على الثورة... وابدى حزب العمال الشيوعي وكذلك القيادات النقابية الديموقراطية تحركات قوية في سبيل انجاز ذلك العمل (الثوري) العاجل... وحققت النجاح جنباً لجنب مع الفرق العسكرية والشرطة... فتمت مطاردة الفلول المخربة واعتقال قياداتها التي حاولت بعد فشل مخططها الهروب صوب الحدود الجزائرية. *وبذلك امنت ظهر الثورة وحققت لها الحماية تماماً لاستكمال مهامها بالكامل...وهذا قد حقق للقوى السياسية والقيادات الديموقراطية المناخ المطلوب لتأمين التحول الديموقراطي المنشود... لتكوين الحكومة الانتقالية المعبرة عن هذا التحول التاريخي الحاسم... ومازال كتاب الثورة التونسية يقدم للشعوب صفحات من الدروس والمؤشرات المطلوبة لنضالها المنتصر بإذن الله... والتحية والتجلة للتوانسة البواسل الذين بهروا العالم وأناروا الطريق للشعوب من اجل الديموقراطية والعدالة والحياة اللائقة بالانسان. أتابع