اقترحت شركة تويوتا تشوشو اليابانية للمسؤولين الكينيين إنشاء خط أنابيب بطول 1400 كلم «870 ميلاً» لنقل النفط الخام من جنوب السودان إلى ميناء لامو بكينيا على المحيط الهندي. وبحسب موقع سودان تربيون، فإن الخط اذا قدر له أن ينشأ فسيكون بديلاً لبورتسودان التي تعتبر ميناء تصدير النفط الوحيد الحالي بالبلاد، والتي لها آثار اقتصادية وسياسية كبيرة على السودان كله، وسبق ان طرح مسؤولو هيئة أنابيب النفط الكينية الفكرة لمسؤولي حكومة جنوب السودان ،بزعم ان الوضع الإقليمي لكينيا سيمنح جنوب السودان ميزة لا مثيل لها من حيث الوقت، وإنهاء الصفقات التجارية. ويشار الى إن حوالى 75 % من احتياطات السودان البالغة 6.3 بليون برميل توجد في الجنوب ،ولكن خط الأنبوب الذي ينقل النفط إلى محطات ومصافي التصدير يسير عبر الشمال، فالجنوب يحتاج لتعاون الخرطوم لبيع نفطه، والشمال يحتاج للعائدات من موارد الجنوب. وكشف مدير تنفيذي بالشركة اليابانية في عرض قدم للصحفيين أمس، في نيروبي ، ان أنبوب النفط سيكون بطاقة قدرها 450 ألف برميل في اليوم، وتبلغ تكلفة إنشائه 1.5 بليون دولار، وستقوم شركة تايوتا بعد عشرين عاماً من ملكيته بتسليمه للحكومتين الكينية وحكومة جنوب السودان. وزار رئيس الوزراء الكيني ريلا أودينقا اليابان الشهر الماضي، ونقل لها ان كينيا تؤيد الاقتراح وسيكون هناك أصحاب مصلحة آخرون مثل الصين التي تريد استثمار ميناء وبنى تحتية في ميناء لامو على الساحل الكيني،وان خط أنبوب النفط المقترح سيقلل كثيراً من الحاجة لتعاون اقتصادي وسياسي بين حكومة الجنوب والحكومة المركزية في الخرطوم، وذلك في الفترة التي تلي الاستقلال. وقال مسؤول كبير في حكومة جنوب السودان الشهر الماضي، إن الجنوب قد يستمر في اقتسام العائدات النفطية مع الشمال لزمن محدود عقب الانفصال، وذلك لمنع انهيار اقتصادي في الشمال. وأكد صحفي بصحيفة الفاينانشيال تايمز، الذي شهد تنويراً مع مسؤولي شركة تايوتا في مكتب رئيس الوزراء الكيني، إن مستر هاتوري أوضح أن إنشاء أنبوب النفط سيموله البنك الياباني للتعاون الدولي إذا وافق البنك على ذلك. ونقل عن مستر هاتوري قوله «لم ندرس المقترح تفصيلاً ، ولكن الشراكة مع المستثمرين والحكومات والشركات الأجنبية الأخرى تعتبر بالطبع واحدة من الخيارات، وربما يكون التعاون مع إحدى الشركات الصينية هو احد الخيارات». ولم يبدُ أن شركة تايوتا قد صاغت أية اتفاقية مع مسؤولي حكومة جنوب السودان، بيد أن الحركة الشعبية التي توجد داخلها بعض العناصر الانفصالية ربما تقبل هذا الاقتراح باعتباره فرصة لتخفيض رسوم أنبوب النفط التي سيتم دفعها لحكومة الخرطوم بموجب الاتفاقية القائمة حالياً. ويجدر بالذكر أن شركة تويوتا تشوشو هي الشركة التجارية لمجموعة سيارات تويوتا وهي مجموعة أنشطة تجارية مقرها اليابان، وواحدة من أكبر الشركات العالمية، ولديها مكتب في نيروبي، وربما تخلق مكتسبات إضافية في قطاع الطاقة في كينيا.