مرام مرقت على الجيران ومرن ديل كم ساعات غابت نجمة الضيفان واكتست الأرض ظلمات مرام ما جات…!! رواق ليست طفلةً بريئةً كمرام، إنما هي جمعية سودانية تعنى بالشأن الأدبي والفني والثقافي عموماً، ولديها شهادة تسجيل رسمية من سفارة السودان، وتضم عضويتها لفيفاً من كبار الشخصيات التي تعنى بالأدب والفن في العاصمة السعودية الرياض. ودرجت رواق على تقديم فعاليات متنوعة في مجالها. ومن الذين استضافتهم الأستاذ حاتم الدابي صاحب الأبيات التي في صدر هذا المقال. وباختصار كان من الممكن أن تمثل رواق متنفساً راقياً لعشاق الأدب والفن من أفراد الجالية السودانية في رياض الخير. إذ شاركت رواق في مناسبات كثيرة وأخرجت للناس مبدعين مثل وفاء سعد عمر صاحبة «حصاد الغربة» وهي القائلة «لقد دفنوا الفرح في محراب قلوبهم وتعربدت الأشجان في أوصالهم تكتبهم وتخطهم وترسمهم هياكل تسير دون هدى وبلا عنوان». وعرفت رواق النشء المهاجر ببعض الجوانب المشرقة والجميلة في الثقافة السودانية عبر فعالياتها. ومن الشعراء أبرزت رواق علي الفحل الذي تغنى للوطن وللحياة. هذا وقد شاركت في أنشطة رواق شخصيات ذات وزن ثقافي وعلمي من أمثال الدكتور عبد الرحمن الخانجي والدكتور عمر الأمين من جامعة الملك سعود بالرياض والدكتور عبد الرحمن أحمد إسماعيل كرم الدين نائب رئيس الجمعية. ومن أجمل ما قدمته هذه الجمعية حلقة خاصة عن العيد في الشعر العربي، بمشاركة عدد من الأساتذة ذوي الاختصاص في الأدب العربي، تخللتها فقرات عن تأريخ السودان وثقافته أفاد منها الحضور خاصة من الشباب. وقد نشأت رواق بمبادرة من الأستاذ عبد الكريم محيي الدين والأستاذ صلاح برناوي، ونفر كريم ممن رأوا في رواق مولوداً ثقافياً من شأنه أن يقدم الأدب والفن والثقافة السودانية في قالب ملتزم، ووجدت تشجيعاً من السفارة بالحضور والمشاركة خاصة من الأستاذ أسامة محجوب الذي كان يحرص على حضور كافة فعالياتها. ومن المؤسف أن تغتال رواق في عنفوان شبابها، وهذا هو وجه الشبه بين رواق ومرام. ونحن الآن نسعى لإحياء هذه الجمعية في ثوب جديد لكي تواصل ما بدأته من مشوار في مجال الإبداع ولتقديم المزيد من المبدعين والموهوبين من أبناء وبنات السودان. فهل يا ترى ستعود رواق لسابق عهدها وتستقبل روادها بذات الألق والرونق الذي عهدناه فيها؟ هذا ما نتمناه، ولذلك نمد أكفنا بيضاء لكل من وقف مع رواق سابقاً أن يساعدها على النهوض من هذه العثرة. [email protected]