على مدار فصول العام يفترش « اوهاج » ، وهو رجل فى خريف العمر ، بضاعته من مساويك الاراك الخضراء على احد ارصفة شوارع السوق العربى بقلب الخرطوم، اقتربنا منه ابتسم ظنا منه باننا من زبائنه الذين يحرصون على استخدام هذا النوع قطع الاراك، واتسعت ابتسامته عندما علم بانه فى حضرة « الصحافة »، سألناه اولا عن شجرة الارك أوراقها ملساء دائمة الخضرة طوال فصول السنة وتنتشر والشجرة الواحدة تشبه الغابة، لها ازهار صفراء مخضرة، وثمرة أكبر من حبة الحمص يميل لونها الى الخضرة، ثم تحمر ثم تسود وعند ذلك يصبح طعمها حلواً. وهى شجرة تنمو في الأماكن الحارة والاستوائية وتكثر في أودية الصحارى وتكون قليلة في الجبال وهى متوفرة فى شرق السودان بصورة واسعة، والمسواك عود من شجرة الأراك يؤخذ من جذور الأراك البالغة من العمر بين السنتين والثلاث ومن الأغصان، ويكون طعم النوع المأخوذ من الجذور حارا في أيامه الأولى أكثر منه عندما يجف ويكون سعره مرتفعاً في أيامه الأولى، ويقل سعره عندما يجف، وسوق مساويك الاراك ينتعش فى موسم رمضان. ويرى اختصاصيون فى مجال الاسنان، ان فى الاراك فوائد متعددة فهو يعمل على ازالة الروائح الكريهة، ويقوى اللثة، وينشط الدورة الدموية بالفم ،ويزيل الاصفرار، والصداع ،و يستمرمفعوله من 8 إلى 12 ساعة بعد الاستعمال. ومن اروع ماقيل فى الاراك ان سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه رأى السيدة فاطمة وهي تضع السواك في فمها فأنشد: حظيت يا عود الأراك بثغرها أما خشيت يا أراك أراك لو كان غيرك في القتال قتلته ما فر مني يا سواك سواك