مازالت موجة الغلاء تواصل اجتياحها للأسواق، فزادت أسعار كل السلع تقريبا بلا استثناء، فسادت حالة من الهلع والجزع وسط المواطنين، وأرجع التجار زيادة أسعار السلع إلى الزيادة الجمركية على الواردات، بجانب انخفاض سعر صرف الجنيه في مقابل العملات الحرة، جراء سياسة التعويم التي اتبعها البنك المركزي، فارتفع سعر صرف الدولار وتبعا له زادت أسعار السلع لا سيما المستوردة، فيما يرى الخبراء أن ما زاد الأمر سوءا تناقص عجلة الإنتاج المحلي، وأن المخرج الوحيد من جحيم ارتفاع الأسعار وجنون الأسواق يكمن في اتباع سياسة تسعير واضحة المعالم، لا سيما للسلع الأساسية التي يتوجب على الدولة العمل على توفيرها بتقديم الدعم المباشر لها حتى تستقر أسعارها. ويقول التاجر محمد الأمين عثمان، إن ارتفاع أسعار معظم السلع المستوردة مرده إلى زيادة قيمة التعرفة الجمركية المفروضة على السلع المستوردة، بجانب انخفاض سعر صرف الجنيه في مقابل العملات الأخرى، علاوة على غياب الرقابة اللصيقة لما يجري في الأسواق. وشكا من تراجع حركة البيع والشراء بالسوق جراء ارتفاع الأسعار، وقال إن الوضع إذا استمر بهذه الوتيرة فإن المستهلكين على موعد مع ضائقة معيشية كبرى. وأوضح أن الزيادة في سعر رطل زيت الفول تمت من 3 جنيهات إلى 5 جنيهات، ورطل الشاي من 7 جنيهات إلى 8 جنيهات، ورطل الأرز من 4 جنيهات إلى 6 جنيهات، وعلبة التانج الأمريكي الكبيرة من 25 جنيها إلى 28.5 جنيهات. وأبان الفكي أن عبوة دقيق القمح ارتفع سعرها من 18 جنيها إلى 23 جنيها، ورطل الثوم من 4 جنيهات إلى 11 جنيها، ورطل البن الحبشي من 6 جنيهات إلى 7 جنيهات، وقطعة معجون الأسنان السعودي من 3 جنيهات إلى 3.5 جنيهات والمتوسط 1.5 إلى 2 جنيه، وصابونة لوكس إنتاج السعودية من 1.5 جنيه إلى 2 جنيه، وكيس لبن الودرة ماركة الوادي من 36 جنيها إلى 45 جنيها، وكرتونة كلا من المكرونة والشعيرية من 20 جنيها إلى 30 جنيها، وكذا سعر عبوة زيت السمسم زنة 36 رطلا من 95 إلى 110 جنيهات وأشار إلى ارتفاع سعر كرتونة لبن البودرة ماركة المدهش من 270 جنيها إلى 310 جنيهات، وكرتونة الماركة كابو من 228 جنيها إلى 238 جنيها، وكرتونة حلاوة بقرة من 95 جنيها إلى 110 جنيهات، وبسكويت قشطة من 69 جنيها إلى 72 جنيها، وحلاوة قزقز من 55 جنيها إلى 63 جنيها، والتايقر من 95 جنيها إلى 100 جنيه، وبسكويت رويال من 10 إلى 1.5جنيهات، وكرتونة صابونة لوكس من 85 جنيها إلى 108 جنيهات. وإلى جواره متجره بالسوق العربي يقول التاجر حسن الهادي، إن الأسعار بالسوق أصبحت لا تطاق، والتجار ليست لديهم حيلة أمام مد ارتفاعها سوى مجاراتها جراء ارتفاع الرسوم الجمركية العالية المفروضة على السلع المستوردة، بجانب قلة الإنتاج المحلي وعلو تكلفته. وخلص إلى أن التاجر ليس متضررا من ارتفاع الأسعار من حيث الخسارة، لجهة أنه يضع أية زيادة على السلع من قبل السلطات بصورة مباشرة أو غير مباشرة على سعر الشراء، ومن ثم يضع أرباحه عليها، ومن ثم يعرضها على المستهلك الذي لا يجد مناصا من القبول والإقبال عليها جراء عدم استغنائه عنها، وقال إن المنحة التي خصصتها الحكومة للعاملين بالقطاع الحكومي على قلتها، ستعين المستهلكين والسوق على إعادة توازنه، لأنه فقد كثيراً من حركته في الفترة الأخيرة.