حاولت ان اكون مواطنا صالحا بعد ان شاهدت اعلانا تلفزيونيا من بنك السودان عن ضرورة الحفاظ على العملة ووضعها داخل المحفظة. رجع بي الاعلان الى الايام التي كان فيها الناس يستخدمون ( المحفضة ) المصنوعة من الجلد وهناك اخرى مصنوعة من الدمورية للكميات الكبيرة من النقود وتذكرت ايضا جدتي والتي تستخدم المحفضة الجلدية ذات الخيط الكبير والمزخرفة بألوان وطرز جميلة . تحركت باكرا لشراء محفظة لاضع فيها نقودي لاحافظ عليها من التلف خصوصا ونحن في اول الشهر ذهبت الى بائع المحافظ ووجدت تشكيلة رائعة من المحافظ وبكل الالوان وقال لي البائع « المحفظة ليست لحفظ النقود فقط وانما للاوراق الثبوتية والوثائق ايضا» وبعد قضاء 10 دقائق في اختيار المحفظة المناسبة لي سألت عن سعرها قال لي البائع المحفظة 6 جنيهات فقط « ادخلت يدي في جيبي لاجد ان كل ما معي هو 8 جنيهات فقط ترددت كثيرا في اتخاذ القرار واخيرا حسمت امري ودفعت للبائع خوفا من نظراته خاصة بعد ان اضعت وقته في الاختيار. اخذت المحفظة ووضعت فيها باقي المبلغ 2 جنيه وسرت منتشيا بالمحفظة الجديدة وبعد ان قطعت مسافة ليست بالقصيرة توقفت لتناول كوب شاي ادخلت يدي لاخرج محفظتي الجديدة لكني لم اجدها لقد نشلها لص مني ، لحظتها فقط عرفت سبب احجام الناس عن شراء المحفظة لانها تجذب ايادى النشالين المحترفة ويسهل السطو عليها بأساليب مختلفة خاصة اذا كنت ترتدى جلابيية بيضاء .