خيب الرئيس المصري حسني مبارك امال الملايين من المصريين الذي احتشدوا في ميدان التحرير بالقاهرة وعدة مدن أخرى واكتفى في خطاب بثه التلفزيون المصري بنقل سلطاته إلى نائبه عمر سليمان، واكد عزمه البقاء على سدة الحكم حتى حلول الانتخابات في سبتمبر المقبل، مضيفا انه سيظل ببلاده حتى الممات. وفور انتهاء مبارك من خطابه ضج ميدان التحرير الذي ضم ثلاث ملايين محتج، بالهتافات الرافضة للخطاب والمطالبة برحيله، رافعين احذيتهم، وتعهدوا بمواصلة الاحتجاج الى حين خلعه من الحكم.،وهددوا بالزحف اليوم إلى القصر الرئاسي. وهتف المحتجون أيضا "يسقط يسقط حسني مبارك" و"ارحل.. ارحل" تعبيرا عن غضبهم من الكلمة التي لم يتنح فيها الرئيس. وتوجه مبارك بالاعتذار لاهالي الضحايا في الاحداث التي شهدتها مصر والتي قدرتها الاممالمتحدة باكثر من 300 قتيل، وتعهد بالاسراع في التحقيقات حولها تمهيدا لتقديم المتورطين للعدالة. واضاف انه وجه بالغاء المادة 176 من الدستور ما يمهد لاغاء حالة الطوارئ المفروضة منذ سنين، متى ما استقرت الاوضاع في مصر. وشدد الرئيس المصري انه لن يقبل باي املاءات خارجية مهما كان مصدرها وذرائعها، مؤكدا انه لا يجد حرجا في الاستماع لمطالب شباب بلاده، ولأول مرة يوجه مبارك حديثه للشباب المحتجين بميدان التحرير قائلا انه يعتز بهم باعتبارهم رمز لجيل مصري جديد. وعقب خطاب مبارك مباشرة بث التلفزيون المصري خطابا لسليمان، أكد فيه أن التغيير قد بدأ بفضل حركة شباب 25 يناير، قبل ان يطالب الشباب المحتجين في ميدان التحرير بالتوجه الى منازلهم واعمالهم وعدم الاستماع للفضائيات والاذاعات المغرضة. ومع نهاية خطابه هتف المحتجون في ميدان التحرير "يا سليمان يا سليمان.. ارحل ارحل انت كمان". وظل المجلس العسكري مجتمعا حتى وقت متاخر من ليل امس، بينما كان الجيش قد استبق خطاب مبارك ببيان امس اعلن فيه انحيازه التام لمطالب الشعب المصري. وفرض المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية سيطرته على الدولة التي تعصف بها احتجاجات لم يسبق لها مثيل منذ أكثر من اسبوعين فيما قال البعض انه انقلاب عسكري. وأعلن الجيش المصري الذي أصدر ما أسماه "بيان رقم واحد" أنه يتحرك للحفاظ على الوطن وتطلعات الشعب بعد اجتماع للمجلس الاعلى للقوات المسلحة، ولم يكن مبارك وهو قائد سابق للقوات الجوية موجودا في اجتماع المجلس. إلى ذلك قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما مساء أمس إن مصر تشهد كتابة تاريخ جديد، مشيراً إلى عملية الانتقال تتم لأن الشعب المصري يطالب بالتغيير, وإن الشباب كان في الصدارة وانضمت إليه بقية طوائف الشعب. وأكد أوباما في خطاب ألقاه في ولاية ميتشيغان أن الولاياتالمتحدة ستفعل كل ما في وسعها لانتقال ديمقراطي حقيقي في مصر، وشدد أوباما على أن ما يحدث في مصر سيكون له تأثير كبير. كما أعلن مدير الاستخبارات الأميركية أمس ان الانتفاضة الشعبية في مصر وصلت الى نقطة حاسمة وستكون لها "آثار على الاجل الطويل" على شمال افريقيا والشرق الاوسط. وقال جيمس كلابر ان "حالة عدم الاستقرار الناجمة الى حد كبير عن الاوضاع الاقتصادية والسياسية المتردية وصلت الى نقطة حاسمة في الاسابيع الماضية وستكون لها آثار طويلة الاجل على شمال افريقيا والشرق الاوسط". واعلن جيمس شتاينبرغ المسؤول الثاني في الخارجية الاميركية في اعلان في الكونغرس ان الولاياتالمتحدة ستعمل بما لا يسمح للاضطرابات في مصر ان تسبب "خطرا جديدا على اسرائيل والمنطقة". وقال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية في كلمة امام مجلس النواب "ان احدى الثوابت في هذه المنطقة التي تشهد تغيرات هي دعمنا الراسخ لامن اسرائيل".