٭ بدعوة من الهيئة العامة للتلفزيون القومى، زار البلاد اخيرا وفد رفيع المستوى من شبكة «الجزيرة» برئاسة د. عبد العزيز محمد الحر مدير التطوير المؤسسى بالشبكة، ومدير مركز الجزيرة الاعلامى للتدريب والتطوير، وضم الوفد الاعلامى السودانى الدكتور عمار الشيخ رئيس قسم التطوير والاستشارات بالمركز، والتقى الوفد بوزير الدولة بوزارة الإعلام والاتصالات الدكتور كمال عبيد، ووكيل الوزارة عبد الدافع الخطيب، ومدير التلفزيون محمد حاتم سليمان و وزير الدولة بوزارة الاستثمار سلمان سليمان الصافي ومدير منطقة قرى الحرة مدثر عبد الغني عبد الرحمن. وبحث الوفد بناء شراكة استراتيجية بين شبكة الجزيرة الفضائية والهيئة العامة للتلفزيون القومي للاستثمار في مجالات الإنتاج والتدريب الإعلامي والخدمات الإعلامية والتوظيف التجاري للمحتوي الإعلامي.. «الصحافة» التقت ب د. عبد العزيز الحر بمقر اقامته ببرج الفاتح بالخرطوم.. وكانت هذه حصيلة المقابلة: ٭ كيف كنت ترى صورة السودان وانت لم تزره من قبل؟ - حقيقة لدى علاقات قديمة مع الاخوة السودانيين العاملين فى قطر فى المجال الشرطى والتعليمى والاعلامى، لكن بعض الزملاء القطريين الذين تخرجوا فى الجامعات السودانية قبل سنوات أعطونى معلومات حقيقية عن الخرطوم وقتها، وكانت حول البنية التحتية غير المتطورة وغيرها من الأمور غير الايجابية. ٭ ما هو شعورك بعد الوصول؟ - حقيقة شعور جميل جدا، وسررت جدا بحفاوة الاستقبال والكرم الاصيل والبساطة فى التعامل والابتسامة الواسعة، وشهدت خلال تجوالى فى العاصمة التقدم المعمارى الكبير الذى سيؤتى ثماره فى الفترة القادمة، واتصلت بزملائى بقطر وعكست لهم هذه الصورة المشرقة. ٭ سمعتك تسأل عن دارفور هل تخطط لزيارتها؟ - قضية دارفور تحتل مكانة خاصة عند الحكومة القطرية، لحبها للسودان وافريقيا، وقد بذلت جهدا مقدرا فى تحقيق التوافق بين الحكومة والمعارضة. وتجد دارفور عناية خاصة من قبل قناة «الجزيرة» سواء العربية او الانجليزية، بحكم انها قناة تخصصت فى الخبر السياسي الذى له تداعيات وارتدادات. ونأمل أن يعقب الاتفاق الاطارى اتفاق اكثر تفصيلا يحقق السلام والاستقرار. ٭ يقال إن «الجزيرة» هى التى ضخَّمت مشكلة دارفور باستضافتها الحركات المسلحة؟ - شعارنا فى «الجزيرة» نحن لا نصنع الاحداث لكن نحن دائما فى قلب الحدث. وقبل ايام اتهمنا مسؤول آخر باننا سبب الفوضى فى العالم العربى، وقلنا له نحن لا نصنع الفوضى لانها موجودة، ونحن فقط نقوم بعكس الصورة الحقيقية، ونتبنى شعار الرأى والرأى الآخر، وهذه المهنية قد ترضى الاحزاب وتغضب الحكومات او العكس. ونحن كما نستضيف قادة الحركات المسلحة نستضيف الحكومة ايضا، ونتعامل بتوازن حتى لا نتهم بالتحيز ونفقد مصداقيتنا. ٭ لكن تعاملكم مع قضايا قطر يختلف عن تعاملكم مع بقية الدول؟ - قطر ليست دولة حدث مثل فلسطين والصومال وغيرها، فنحن نتعامل مع الخبر حسب أهميته وحيويته، و«الجزيرة» بحكم علاقتها غير المرتبطة رسميا بالحكومة القطرية، شكلت منعطفا مهما فى تاريخ الاعلام العربى. وظهرت قنوات كثيرة تحاول ان تمارس جزءاً من مهنيتنا، لكن تفوقنا عليها باعلام العمق الذى يحتاج الى غواصة «الجزيرة». ٭ يقال ان قناة «الجزيرة» فى قطر بسبب سياستها اصبحت قناة «الجزيرة» فى خطر؟ - صحيح.. فقد تعرضت مكاتبنا فى العراق وافغانستان الى هجوم مسلح واطلاق نار، وتعرض مراسلونا فى للضرب والاعتداءات حتى فى الدول الهادئة التى ليست بها نزاعات مسلحة. وسنة 2009م كانت سنة دامية بالنسبة للصحافيين، لكن نحن نتحمل هذا من اجل اعلان الحقيقة، ولن نتراجع عن التصاقنا بالشارع، وسنتواصل معه فى الافراح والاتراح. ونأمل من الانظمة والاحزاب والحكومات ان تنبذ العنف فى التعامل مع المؤسسات الصحفية، لأن الصحفى الصادق لا يخاف، وسيواصل رسالته من أجل السلام وآمال الانسان، واذا كانت اليوم جزيرة واحدة ستكون هناك عدة جزر. ٭ وما هى أبرز ملامح استراتيجتكم فى الفترة القادمة؟ - اضافة عدد كبير من المشاهدين، مع اهتمامنا بالنيو ميديا. ورفعنا شعار محتوى واحد لثلاث شاشات هى شاشة التلفزيون والكمبيوتر والموبايل. ٭ واهم نتائج زيارتكم الى السودان؟ - زيارتنا كانت استطلاعية، اجرينا خلالها مباحثات ومفاوضات ونقاشات مهمة مع المسؤولين، ودرسنا مجموعة خيارات لتوسيع نشاط مركز «الجزيرة» الاعلامى للتدريب والتطوير، وأمنا على إقامة مشروعات كبيرة تصب فى مصلحة السودان والوطن العربى وافريقيا، وعلاقة مركزنا بالسودان قديمة خاصة مع مركز اثير للتدريب، ووصلت نسبة السودانيين المتدربين بالمركز الى 20% مقابل بقية الدول. ٭ حسب دراساتكم الى اى مدى تهتم المؤسسات الاعلامية العربية بتدريب كوادرها؟ - اجرينا دراسة علمية وصفية بحثية بنادى دبى برعاية من جهة استشارية اعلامية، اكدت ان هناك مشكلة كبيرة من ناحية الكمية والكيفية، فعدد المراكز قليل ومحتوى البرنامج المطروحة ضعيف، واكدت وجود فجوة حقيقية فى المؤسسات فى عام 2011م لا يمكن ردمها الا بالتدريب، فهناك اكثر من «500» قناة فضائية جديدة، وآلاف الاذاعات والصحف تعتمد على كادر ضعيف. ٭ الكوادر السودانية المؤهلة وجدت تهميشاً فى قناة «الجزيرة» بسبب العنصرية، فاظهرتم الصوت وأخفيتم الصورة؟ - اليوم تعمل معنا ب «الجزيرة» اكثر من «55» جنسية، و«الجزيرة» تجاوزت قضايا العنصرية واللون والجنسية، ونحن نعزو الظهور وعدم الظهور الى المهنية والمنافسة والاحترافية، وليس لأن هذا قطرى وهذا مصرى او هذا سودانى وهذا اردنى، والاخوة السودانيون ساهموا كثيرا فى قيام ونجاح قناة «الجزيرة». ٭ برنامج «الاتجاه المعاكس» يراه البعض اكثر جماهيرية، بينما يعتبره البعض نقطة ضعف بتقديمه للجانب المظلم للمسؤول والمواطن العربى.. ما هو تقييمكم له؟ - «الاتجاه المعاكس» وكل البرامج المتخصصة مثل «الشريعة والحياة» و«بلا حدود» وغيرها تم تقييمها بدراسات علمية شاملة آخرها دراسة اجرتها شركة نيلسن، وهى من افضل الشركات العالمية فى مسألة استطلاع الرأى، واعطتنا نتائج عن نسبة مشاهدة اى برنامج فى أية دولة ونسبة الذين يشاهدونه باستمرار او من حين لحين، ونسبة الرجال الى النساء والفئات العمرية وغيرها.. واعتمدنا على هذه الدراسة فى مظهر وشكل ومضمون الشاشة الذى دشناه فى نوفمبر الماضى، كذلك اعتمدنا عليها فى ادخال برامج ومواضيع جديدة، مثل «الملف» و «فى العمق» وغيرها.. واعتمدنا عليها فى استمرارية برنامج «الاتجاه المعاكس» الذى نعتز به كثيراً.