إننا نقول رداً على كثير من المتشككين الذين لا يرون الخدمات التنموية الهائلة التي قدمتها ثورة الإنقاذ للريف السوداني أن( من رأى ليس كمن سمع ) .وقد دهشت أثناء زيارتي للمنطقة الشرقية من بلادي على الحدود السودانية الأثيوبية مدى التقدم التنموي الذي تحقق في مجالات الخدمات للمواطنين والإنشاءات التنموية في القرى والريف والمناطق الحدودية كما يشهد ذلك على مدى نجاعة الحكم الفدرالي الذي وزع الأدوار على مستوى تنزيل السلطات ساعد في التنمية والتقدم . بين مدينة القضارف ومحلية (باسندة)مجموعة من القرى والبلدات الريفية تقع على طول جنبات الطريق الأسفلتي المؤدي الى الجارة أثيوبيا . السيارة (لاندكروزر بيكب دبل كاب )التي نمتطيها تقطع الطريق بسرعةعالية تجعل البلدات المتناثرة على جنبات الشارع تمر بالعين مثل لمح البصر هنالك مجموعة من القرى والبلدات الريفية منها (الكنارا- الصراف- ودالسنوسي- كساب-كوم شتا- ودالحلينقي - زريقا البير -زريقا الدونكي- صابونيي - الحمراء - تواريت - دوكة - سرف سعيد -علام - أم خراييت ) ثم يتفرع شارع ردمية الي محلية باسندة يمر بقري تمرة - جزولييه - أم مليحة - يس ثم باسندة .... أنشئت محلية باسندة في شهر 7/2010م ويعتبر هذا هو تاريخ تأ سيس المحلية وهي حديثة الأنشاء حيث أنشقت من محلية القلابات الشرقية مساحتها 7000كيلو متر مربع وعدد سكانها 67000نسمة والنشاط الغالب وحرفة السكان هي (الزراعة - الرعي -التجارة) وتمتاز بجوارها لدولة أثيوبيا وتحدها بحدود طويلة تمتد من جبل حلاوة الى جبال الحجار الزرق بمنطقة كنينة شمال مدينة القلابات الحدودية ..يتكون النسيج السكاني من قبائل مختلفة هي (المساليت - الفور - البرقو - بني عامر - القمز - المراريت - تاما - داجو - جعليين - هوسا - الفلاتة - رنقا )المواطنون مشتركون في مظاهر تراثهم الشعبي ويتشابهون في العادات والتقاليد مما خلق استعداداً فطرياً للترابط الاجتماعي والأنسجام علي مستوي الأسرة والمجتمع يتمثل في عادة (النفير) و(الفزع) كمثال للموروثات الشعبية حافظت على تماسك النسيج الاجتماعي وتراث الاجداد . تتكون حدود محلية (باسندة) شمالاً تحدها محلية القلابات الشرقية عند الكيلو 102 شمال غابة سرف سعيد ويحدها جنوباً وشرقاً الجارة أثيوبيا ويحدها من الغرب ميعة سان ترك (حدود محلية القلابات الغربية ) وجبال دوقناري . تتكون محلية باسندة من 42 قرية تسكن فيها قبائل مختلطة ..شهدت المنطقة هذه السنة أمطاراً تقدر ب 81م والمساحة الزراعية تقدر ب730000 فدان والمساحة المزروعة تقدر ب690000فدان والنشاط الغالب هوالزراعة .الزراعة تمارس بطريقتين (زراعة آلية وزراعة تقليدية )تلاحظ مشاركة المرأة في الزراعة عن طريق الأسرة في العمليات الفلاحية (أعداد الأرض - الفلاحة - الحصاد ) وتوجد جمعيات زراعية للمزراعين تختص بتنمية الشريط الحدودي ساهمت في توطين السكان ولهذا فقد منحت المحلية المزارعين آليات زراعية (تراكتورات)لتطوير العمل الزراعي والأنتاج كما أن هنالك مشروع التواصل والاخاء الزراعي في (أم دبلو) لتعزيز التواصل الشعبي بين الشعبين السوداني والأثيوبي ملحق به خدمات علاجية وتعليمية ...كما تشهد المنطقة أطول فترة إقامة للثروة الحيوانية وتنتظم حركة مرور الماشية بين الدولتين وتعتبر المحلية خالية من الوبائيات للماشية وهنالك محجر بيطري قيد الإنشاء بمدينة القلابات الحدودية آخر حدود المحلية .بعد قيام المحلية عملت لجنة أمن محلية باسندة واللجنة الفرعية للوحدة الإدارية القلابات في تناغم وأنسجام في كل القضايا الامنية والتنسيق المحكم مع المحليات الحدودية بولاية القضارف ومحافظة شمال قندر الأثيوبية أفرز وضعاً أمنياً جيداً في المنطقة من خلال الاجتماعات المشتركة بين المحلية والوحدات الإدارية التابعة لها ساعد ذلك في زيادة ترابط علاقات الشعبين السوداني والأثيوبي وقد تميزت هذه المحلية بأنتهاج أسلوب جديد في تقوية الصلات الشعبية بين السودان والجارة أثيوبيا تمثل في تسمية السيد جعفر حمد النيل عثمان ممثلاً للدبلوماسية الشعبية بمحلية باسندة كرسول شعبي بين محليته والجارة أثيوبيا وساعد في حل كثير من المسائل والخلافات وهو من السودانيين الذين عاشوا مع الاخوة الاثيوبيين فترة طويلة ويمتاز بعلاقات طيبة معهم وقد وضع أثر تفعيل العلاقات الرسمية والشعبية في مشاركة الأخوة الأثيوبيين في أحتفالات المحلية بعيد الاستقلال والسلام فقد حضر وفد من الوحدة الادارية الأثيوبية (الشهيدي)وخاطب مسؤول الأمن بالوحدة الادارية الاثيوبيةالشهيدي الحفل وكذلك ممثل الشباب الأثيوبي وأكدا في خطابهما متانة العلاقات الأزلية بين الشعبين والسعي الى تطويرها . وقد عمل معتمد محلية باسندة الوليدة على تمتين حسن الجوار وتفعيل دور الدبلوماسية الشعبية وتنشيط المناشط الاجتماعية تعزيزاً للتواصل وتكاملاً لأجهزة الدولة الرسمية ولإنزال مقررات مؤتمر الولايات الحدودية والأقاليم الأثيوبية الذي انعقد في سنجة عام 2010م .......هنالك اهتمام كبير من قبل المواطنين بالرياضة ويشجعونها يتوافد الجمهور من الجنسين الى ملاعب الرياضة والميادين في أيام الكرنفالات ومهرجانات الرياضة متشاركون في أجرة السيارات (العربات والتراكتورات ) ويكون هنالك تراث شعبي مصاحب في طريقة التشجيع أهازيج وزغاريد والنقارة .كما يصاحب احتفالات الحصاد مهرجانات شعبية الرقصات الشعبية المصاحبة للنقارات أشهرها (نقارة الرونقا- نقارة القنقف-نقارة الكرينق-آلة الزمر الشعبية التي تشبه الوازا) . تعتبر محلية منطقة باسندة نموذج باهر علي نجاح الحكم الفدرالي وتنزيل سلطات الدولة وقد ساعد قيام المحلية كما يحكي أهالي المنطقة في تقليص الظل الإداري وقربت من توفير الخدمات للمواطنين وربط المواطن بالسودان .كما ساعد إنشاء المحلية في بسط الأمن وتقويته وضبط الحدود مع الجارة أثيوبيا قلص من التجارة غير المشروعة(التهريب) كما أن هذه المحلية قادت تنمية غير مسبوقة في هذا الجزء العزيز من الوطن بفضل جهد وتضافر كل مكونات المحلية الإدارية والأمنية وتنسيق الأدوار وتعتبر هذه المحلية (بوابة السودان الجنوبية الشرقية)مع الجارة أثيوبيا وتعمل بتنسيق تام مع الأخوة الأثيوبيين مما زاد من ترابط الشعبين الشقيقين وأستتباب الأمن . وتمثل مدينة القلابات (آخر نقطة أدارية سودانية علي الحدود تتبع إدارياً لمحلية باسندة) نقطة تواصل حقيقي وقد زرت القلابات ورأيت التمازج الكبير بين السودانيين والاثيوبيين والتبادل التجاري الممتاز وتمتاز مدينة القلابات بالنسبة الأكبر من نسبة تحصيل الأيرادات الذاتية للمحلية أكثر من 70- من الايرادات (الصادر والوارد لتجارة الحدود )أضافة لرسوم المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية ... يقوم معتمد باسندة عثمان أدم ابراهيم الشهير بعثمان (جرو) ويساعده المدير التنفيذي للمحلية السيد آدم الطيب نور المدينة بجهد كبير في تطوير المنطقة وقد شهدت المنطقة خدمات تنموية كبيرة ونقلة نوعية يتحدث بها مواطن المنطقة تمثلت في بناء وحدات تعليمية في قري أم خراييت - سرف سعيد -علام - اضافة لحاضرة المحلية باسندة وتوفير مواد بناء لأنشاء مدارس بمبلغ 200 الف جنية وتعاقد مع شركات لبناء مدارس في مختلف قري المحلية (تحت الإنشاء لم تكتمل بعد ) ويبلغ عدد المدارس العاملة بالمنطقة 32 مدرسة علي النحو التالي 3مارس بنين 9مدارس بنات 20 مدرسة مختلطة (مدارس أساس) وهنالك مدرسة ثانوية واحدة اقتربت من مرحلة التسليم . قبل أنشاء المحلية يقول أهالي المنطقة ان عدد المعلمين يبلغ 14معلم فقط لكن الآن هنالك 210 معلم ومعلمة ويبلغ عدد التلاميذ والتلميذات عدد10438 تلميذاً وتلميذة ....قامت المحلية بحملات إصحاح بيئة في مدينة القلابات الحدودية وقرى أم خراييت ومدينة باسندة ساعدت في تغيير ثقافة السكان الصحية وأثمرت وعياً بالبيئة وقد أنشئت المحلية جزارة حديثة في مدينة باسندة وأخري في قرية جزوليية وأنشئ وأضيف عنبر وغرفة عمليات في مستشفي باسندة كما تمت تكملة منشآت صحية في قري (ود الطاهر - باسنقا) وإنشاء وحدات صحية اولية في عدد كبير من القرى وأفتتح مركز صحي قرية ود كسيبة كما تعاقدت المحلية لتكملة مشروع مستشفي القلابات (تعاقدت مع شركة )تبقى التسليم فقط .إضافة لهذا فقد تم إدخال عدد من المواطنين بعدد كبير من القرى تحت مظلة التأمين الصحي من هذه القري (أم خراييت - بابكري - رميلا - علام )إضافة لمواطني مدينة باسندة كم تم حصر أيتام 7قرى لادخالهم في مظلة التأمين الصحي وقد قامت المحلية بعمل اجتماعي تمثل في إعطاء النساء في القرى صيوانات مكتملة للمناسبات وتكوين جمعيات نسائية 20 جمعية مدعومة بصيوانات وكراسي وأواني طبخ ...والملاحظ أن هنالك وعي شعبي وإحساس بهذه التنمية فقد تطوع المواطنون في عدد من القرى بالمشاركة في التنمية مع المحلية تمثل في (نفائر) في أكثر من عشرة قرى مشروعات مشتركة 50- تمويل شعبي و 50- تمويل من المحلية (في مجال التعليم والمياه والصحة )من هذه القرى (المليحة- سرف سعيد - علام - ود ابو الطاهر ) إن وجود المحلية أسهم في هذه التنمية الظاهرة للعيان لزائر المنطقة كما انه أسهم في ضبط الأمن والعمل الإقتصادي تعتبر هذه المحلية حديثة الإنشاء محلية ناجحة جداً بكل المقاييس فهي من ناحية اقتصادية تعتبر ذات إيرادات وافرة ومن ايراداتها المحلية الذاتية تستطيع تقديم خدمات للمواطنين ويلاحظ أن إنسان المنطقة بعد إنشائها متفاعل مع مشروعات التنمية لدرجة مشاركته في النفير لأي عمل أو إنشاء تنموي جديد كم يتلمس الزائر رضاء المواطنين التام في باسندة وام خراييت وتايا لجهود المعتمد التي بذلها هو والطاقم الاداري للمحلية والأجهزة الامنية لتحقيق هذه الخدمات التنموية كما أن تفاعل الأهالي مع هذا المعتمد (عثمان جرو) يظهر في تقديرهم له ومشاركته الاجتماعية في الأفراح والأتراح ورعايته للمؤسسات الدينية (المساجد والخلاوي ) ..في شهر رمضان الماضي يقول أهالي باسندة إن معتمد باسندة شارك 23 قرية إفطار رمضان كل يوم يفطر في قرية كما انه أشتهر بزيارته للمرضى في بيوتهم خصوصا أهل باسندة وقد امتاز بالتواضع الشديد نعتقد أن هذه هي صفات المسؤول والراعي الصالح ورجل وصفه الأهالي بصفات الصدق والجدية في العمل والإخلاص .إن باسندة ومعتمدها دليل على تنمية الريف وحجة دامغة لكل من يروج في المدن لعدم اهتمام الدولة بإنسان الريف. إن هذه الرحلة نحوالريف أثبتت لي أن هنالك رجال مخلصون من أبناء السودان يعملون في صمت ليتقدم هذا البلد ومن حقنا أن ننصفهم ونعطيهم حقهم الادبي ولو من خلال هذه الإضاءة وتسليط الضوء حتى يكون ذلك دافعا ً للآخرين كما أن التحية ترفع لهؤلاء الشباب جنود وضباط الشرطة والجيش والأمن الوطني وهم منتشرون على طول الحدود يحرسون هذا الوطن ويساهمون في حماية إقتصاده . التحية لهم وهم يؤدون واجبهم الوطني بعيدا عن اسرهم وعائلاتهم ودمت أيها الوطن العزيز