معالم الحضارة والرقي الانساني من الاشياء الضرورية جداً وهي بلاشك هم اجتماعي لا يقوم به شخص واحد وانما الدولة بأكملها وبكافة قطاعاتها تكون مسؤولة عن ذلك. في معظم المدن السودانية تستوقفك دائماً الآن الانشاءات والردميات والآليات المتوقفة في الطرقات العامة. أول ما يتبادر الى ذهنك عندما ترى علامات الانشاء والآليات ان العمل يجري على قدم وساق خصوصاً انك احياناً تجد لوحة مكتوب عليها (الطريق تحت التشييد). ولكن الذي يستوقفك أيضا انك تمر اليوم وغداً وبعدها فتلاحظ انه لا أحد يعمل وليس هناك عمال وان الآليات تتخذ نفس الوضع الذي كانت عليه منذ عدة ايام. يمر الشهر والشهران والثلاثة بل والسنة والسنتان في معظم مدننا السودانية والطريق تحت التشييد وفي الآخر تضيع اللوحة المكتوب عليها الطريق تحت التشييد او تمحى معالمها او تصدأ او تزال لأنها هي ايضاً تضاف الى قائمة معوقات الحركة الكثيرة من ردميات وحفريات الى غير ذلك. معظم طرقات العاصمة السودانية تعاني الآن من هذا الداء العياء الذي لا مبرر له أبداً سوى الجشع والاهمال والاحتكار الحرام ،حيث تحتكر الكثير من الشركات العطاءات المطروحة لصيانة الطرقات اكثر بكثير من طاقاتها الفعلية ثم ان الضحية في النهاية هو المواطن وهي أناقة ورقي البلد ونظافته. بل قد يكون الانشاء الذي تتبناه بعض الشركات صغيراً جداً وتافهاً ولا يحتاج انجازه لأكثر من يوم او يومين كأن تكون صينية حركة أو حديقة صغيرة ولكن ايضا لا يتم انجازه الا على مر الشهور والسنين. رأينا في البلدان المتطورة او المهتمة ان الطرقات العامة دائما يكون العمل فيها لمدة اربع وعشرين ساعة ودون توقف يتساوى في ذلك الليل والنهار. هذا من ناحية اما من ناحية اخرى فانه في تلك البلدان المهتمة لا يسمح بعمل الحفريات والردميات بقصد الصيانة لمسافة اكثر من مائة متر في المناطق الحاكمة، ولأكثر من نصف كيلومتر في المناطق غير الحاكمة فاذا تمت صيانتها انتقلت الشركة المسؤولة الى المسافة التي تليها. كما لاحظنا كذلك كثرة المسؤولين السودانيين الذين يتجولون في تلك البلدان فلماذا لا يأخذون النقلة؟ ولماذا يتركون الوطن والمواطن لجشع الجشعين وطمع الطامعين؟!.