أقرت الحكومة بتأزم الوضع الإنساني في نقاط تجمع الفارين من ليبيا على الحدود التونسية الليبية، نتيجة لتدفق العالقين بأعداد كبيرة بلغت مائة الف في منطقة جازان في تونس، وافادت بأن 30 ألف سوداني في طرابلس سجلوا للعودة الى البلاد. وكشف الامين العام لجهاز تنظيم السودانيين العاملين بالخارج، كرار التهامي، ل»الصحافة» عن سماح الحكومة المصرية بتفويج السودانيين عبر منطقة ابوسمبل العسكرية القريبة من ميناء وادي حلفا النهري. واضاف التهامي ان 450 من العائدين عبر ميناء حلفا وصلوا امس الى الخرطوم، بجانب وصول 261 عبر مطار الخرطوم. واكد المتحدث باسم وزارة الخارجية، خالد موسى، شروع الحكومة في تقديم طلبات لمنظمة الهجرة الدولية لتقديم العون اللازم للحكومة السودانية في عمليات الإجلاء المختلفة، كما تقدمت بطلبات مماثلة لعدد من الدول «الشقيقة والصديقة» لمساعدتها في إجلاء الرعايا السودانيين على جميع النقاط الحدودية مع الدول المجاورة لليبيا، كاشفاً عن زيارة وزير الدولة بوزارة مجلس الوزراء أحمد كرمنو لمنطقة جازان لتعجيل إجلاء العالقين في تونس عبر جسر جوي. وأعلن موسى عن إستئجار السلطات المختصة باخرتين سعة الواحدة ألفا راكب لإجلاء السودانيين المسجلين في طرابلس للعودة، منوهاً إلى أن عدد المسجلين فاق الثلاثين ألف سوداني. وقال انه تم الإتفاق مع السلطات المصرية على استكمال إجراءات الهجرة للعائدين عبر معبر السلوم في مدينة أسوان للمساهمة في تسهيل عمليات التفويج ومنع التكدس في السلوم. وفي الاثناء وصل امس، الفوج الأول من السودانيين العائدين من ليبيا عن طريق «الكفرة واحة سليمة دنقلا»، ويقدر عددهم ب 301 فرد يتمتعون بحالة صحية جيدة عدا حالة مرضية واحدة تم نقلها فوراً إلى مستشفى الخرطوم. وتمكنت السلطات من ترحيل الفوج الأول وحل أزمة العالقين على الحدود الليبية بعد تغيير المسار الأول الكفرة كرب التوم دنقلا، بسبب وعورة الطريق وبعد المسافة التي تقدر ب 850 كلم. وأفاد مراسل الشروق، أن العائدين يتمتعون بصحة جيدة ولكن كبار السن منهم يعانون التعب والارهاق، فضلاً عن تسجيل حالة مرضية واحدة تم نقلها فوراً إلى مستشفى الخرطوم لتلقي العلاج اللازم ولم يحدد طبيعة الإصابة. وأكد أن عدداً كبيراً من العائدين اشتكى من معاناة العودة إلى الوطن، وأن رحلتهم إلى المنطقة بدأت منذ الخميس الماضي وأنهم عالقون على الحدود الليبية لأكثر عشرة أيام. بالمقابل، أكد والي الشمالية فتحي خليل الذي كان في استقبال الفوج الأول، أن سلطاته لن تألوا جهداً في تقديم الخدمات اللازمة للعائدين وايوائهم وترحيلهم إلى ذويهم. يذكر أن هناك ما يقارب 1000 سوداني ينتظرون العودة على الحدود السودانية الليبية، وفي ذات الوقت وصل العائدون عبر منفذ السلوم المصري إلى حلفا، حيث ينتظر ان يكون 500 شخص وصلوا امس بجانب مثلهم اليوم. يشار الى ان الولاية الشمالية استقبلت خلال الأيام الماضية أكثر من (2000) من العائدين من ليبيا عبر منفذ وادي حلفا، ومن المتوقع ان تصل أعداد كبيرة لدنقلا خلال الأيام القادمة.