السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مدونات ضابط إداري في البحر الأحمر مايو 1978 ديسمبر 2010م (1)
نشر في الصحافة يوم 17 - 03 - 2011


* البحر الأحمر منطقة شدة :
من الأشياء المتعارف عليها في مجال الادارة .. أن منطقة البحر الأحمر تعتبر منطقة غير مرغوب فيها .. ولهذا حينما تعطي مسوده رغبات النقل للضباط الاداريين لايختارون البحر الأحمر لعلمهم أنها منطقة صعبة ولهذا يتحاشى الكثير التقدم للعمل فيها .. ومن ينقل اليها قسراً يجد التعازي من بقية الزملاء والمواساة باعتبار أنه قد نقل إلى منطقة ( شدة) كما يقولون 0
* في 30/4/1978م وانا في مأمورية في ريفي النهود بكردفان لتكوين المجلس الشعبي التنفيذي لكردفان الكبرى والتي تضم عدة مناطق سمعت في نشرة الثالثة ظهراً من المذياع الذي لا يفارقني 00 سمعت كشف تنقلات الضباط الاداريين في كافة انحاء السودان 00 وقد نقلت من كردفان الى البحر الأحمر 00 وذهلت لهذا النقل الذي لم أطلبه من قبل 00 حيث ان كل الاستمارات التي قدمت لى من قبل لرغبات النقل لم اذكر الاقليم الشرقي والذي يضم البحر الأحمر 00 وحينما ابديت دهشتي وتخوفي من هذا النقل القسري 00 امام لجنة الانتخابات التي كانت معي 00 طمأنني بعضهم وعزاني البعض 00 وقال لي الاستاذ بكري مكي النذير 00 ياجنابو 00 عسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم 00 وفي قرية ظيطة شمال النهود حيث سمعت كشف التنقلات شعرت بإحباط وضيق 00 حيث انني كنت أمني نفسي بالنقل الى الخرطوم التي كتبتها في رغباتي الثلاثة في الاستمارة الاخيرة لرغبات النقل خاصة وانا قادم قبل ثلاثة أعوام من منطقة شدة في دارفور الكبرى 00
* وداع كردفان 00
في 11/5/1978م كانت رحلة وداعنا الاخيرة في المنطقة الغربية بالنهود حيث ضم كشف التنقلات عدة ضباط إداريين إلى مختلف مناطق السودان 00 أذكر منهم الزميل 00صلاح الصادق جحا 00الزميل شوقي عوض محمود 00فاروق العبيد عمر 00محمد خير صالح 00عوض الله الجاك عبيد 00 كانت رحلة الوداع لمنطقة (( ام مراحيك )) شمالي ريفي الخوى التابع لمنطقة النهود 00 فهي منطقة شبه صحراوية ولكنها تتمتع بوجود اعداد كبيرة من الغزلان وطيور الحبارى 00 ولهذا فهي دائماً ما تكون هدف رحلات الصيد 00 قضينا نهارين اصطدنا فيهما الكثير من الغزلان وطيور الحباري ذات اللحم الشهي 00وضمت رحلة الوداع بجانب الضباط المذكورين آنفاً 00 الدكتور بشرى التوم مدير مستشفى النهود والسيد عبد الجبار صلاح بخاري رئيس مجلس ريفي ابو زبد والسيد أحمد إبراهيم عديل واحمد عبد الحميد ابو شنب والاستاذ الحافظ دفع الله والزميل قسم الله الامين ام بده والزميل عبد الحليم محمد ابراهيم 00 وكلنا كنا في ضيافة كاتب دونكي ام مراحيك حمد النيل بابكر 00 ودونكي ام مراحيك هو الدونكي الوحيد في تلك المنطقة التي تعتبر منطقة حزام العطش في كردفان ولهذا فالدونكي دائماً يعج بالانعام من أبل وابقار تأتي للسقيا من اصقاع بعيدة 00 في الليل شنف آذاننا واطربنا الفنان أحمد الفكي ( حموده) بالدوبيت الذي يخرج من حنجرنه الذهبية 00 انه فنان مجهول ككثير من فناني هذا البلد الواسع 00 واعقبت رحلة الوداع هذه رحلات صغيرة اخرى كثيرة مع بقية الزملاء وأهالي النهود 00
* بورتسودان لأول مره 00
في 19/5/1978م نزلت بنا الطائرة البوينج 737 في مطار بورتسودان وذلك بعد رحلة استغرقت ساعة من الخرطوم حيث تركنا درجة الحرارة بالخرطوم (31) وفي بورتسودان كانت (38) درجة وهي حرارة تعتبر مرتفعة جداً بالنسبة لي 00 ولهذا كان استقبال المدينة لي للمرة الأولى إستقبالاً حاراً 00 كان معي السيد / أسامة حسن خالد وهو شاب ظريف من حي الموردة أم درمان تعرفت به في الطائرة 00 وهو مدير شركة حجار بطاريات (ابو كديس) 00 لاأدري اين هو الآن لان في ذلك الوقت لاتوجد موبايلات تربط الناس مثل ماهو حادث الآن 00 ذهبت معه إلى فندق أولمبيا بارك ويبدو أنه من زبائن الفندق 00 استقبلنا مدير الفندق ((جمعة)) وهو يحمل في يده شمعة نسبة لانقطاع الكهرباء 00 حاول ان يعتذر لنا وهو يوضح أن الماء والكهرباء لها عدة أيام مقطوعة 00 إلا اننا لن نجد بديلاً ولهذا نزلنا في تلك الغرفة المظلمة 00 وكانت عدة غربان تنعق على سور الفندق مع الغروب 00 وهي المره الأولى كذلك التي أرى فيها غراب صغير الحجم أسود اللون ، حيث ان الغربان في كل مناطق السودان الأخرى بها بياض وسواد وذات احجام كبيرة 00كانت ليلة فندق اولمبيا ليلة رهيبة حيث طار النوم وبللنا العرق 00ولكن الشمس أشرقت على وجوه باسمة وترحاب من الناس الذين كانوا بالفندق 00 أنها الحياه لا تخلو من تكشيرة وبسمه 00
* بلدية بورتسودان :
في صباح 20/5/1978م ذهبت لرئاسة مديرية البحر الاحمر 00 حيث قابلت السيد/ الامين عبد الماجد نائب المدير التنفيذي 00 الذي علمت منه بانني في كشف الضباط المنقولين الى بلدية بورتسودان 00 تفاءلت خيراً رغم حرارة المدينة حيث رحب الزملاء 00 احمد محمد ابو آمنه 00 علي كرار 00 جعفر خورشيد 00صلاح محمد علي 00 ميرغني حسين بطري 00 محمد عبد الله الازرق 00 عبد الله عبد الولي 00 ابو القاسم شريف 00 كلمنت ايجو 00 في البلدية وجدت السيد مساعد المحافظ محمد طاهر جيلاني ونائبه علم الدين 00 اللذان رحبا بي ترحيباً حاراً 00 ومع ذلك كانت حرارة الجو تنضح من العرق 00 وقد وضح انني قد اتيت الى المدينة في وقت غير مناسب 00وكان كثير من الزملاء يبشرني بجو جميل قادم في نوفمبر حيث الشتاء الجميل والنسيم العليل 00ولكن اين انا من الشتاء الآن ونحن في بداية الصيف 00 ولهذا فكرت في الهرب من هذه الحراره0
* محاولة ترك بورتسودان :
الزميل صلاح محمد علي الخياط 00 من أبناء بورتسودان وتربطه بالمدينة أعمال تجارية ورثها من أبيه بجانب اشتغاله بالكره في نادي حي العرب 00 هذا الزميل تم نقله من البحر الاحمر للنيل الازرق 00 وهو كاره لهذا النقل 00ولهذا إلتقت رغباتنا 00 هو لايريد النقل من بورتسودان وأنا لا أريد البقاء فيها 00 كتبنا خطاب مبادله وعرضناه على السيد/ عبد الرحمن سلمان محافظ المديرية وشرحنا له أسباب الخطاب 00وافق ولكن اشترط موافقة السيد/ وزير الحكومة المحلية بالخرطوم لان كشف التنقلات الاخير للضباط الاداريين خرج من مكتب الوزير ولا يسمح بالتعديل فيه الا من الوزير شخصياً 00 حملنا خطابنا وكلنا فرح بهذا الحل الذي دبره لنا القدر 00 في الخرطوم قابلنا السيد/ دفع الله محمد ناصر رئيس اتحاد الضباط الاداريين الذي وجهنا بدوره الى السيد / الشيخ بشير الشيخ وزير الحكومة المحلية 00 عند دخولنا على الوزير 00 وكان الخطاب امامه في تلك اللحظة 00 كان الوضع غير مطمئن 00 رفع رأسه بعد ان رد علينا السلام 00 وقال بالحرف الواحد 00 الطلب مرفوض 00 حاولنا ان نشرح له اسبابنا الا انه رفض 00 خرجنا 00 وقد هبطت بنا طائرة الآمال في الصحراء بعد أن نفذ منها الوقود 00 قال لي صلاح الخياط ونحن نخرج من سور الوزارة 00 هذا آخر يوم لي في هذا العمل 00 وقدم صلاح استقالته من السلك الإداري منذ ذلك التاريخ وفيما بعد هاجر الى اليمن حيث له جذور هناك في اليمن السعيد 00 اما انا فعدت الى البلدية في بورتسودان حيث لا حيلة لي غير الوظيفة0
* بلدية بورتسودان والثلج 00 يوليو 1978م
بعد رجوعي لبلدية بورتسودان بعد فشل المبادله مع الزميل صلاح الخياط 00طلبت اجازتي السنوية التي حان موعدها 00 وسافرت أوائل يونيو 78 هارباً من الحرارة الخانقة والغربان الناعقة 00 ولم تكن الاجازة طويلة بحيث تجنبني أيام الصيف في بورتسودان 00 فقد كانت شهراً واحداًحيث رجعت لبورتسودان في أوائل شهر يوليو 78 لمباشرة عملي في البلدية 00 وقد وصلت في فترة عصيبة تجتاح المدينة ، لان موسم توزيع الثلج قد حل 00 وكان السيد مساعد المحافظ محمد طاهر جيلاني ينتظر عودتي بفارغ الصبر كي استلم التموين الذي يشمل توزيع الثلج وتوزيع السكر والكروسين وهي المهام التي توكل دائماً للضباط من الرتب الصغيرة 00
* في البداية كنت أظن ان المسأله لا تتعدى جلسة قصيرة توزع فيها كميات السكر والثلج والكروسين 00 ولكني فوجئت بجيش جرار من البشر يقتحم على المكتب والعرق يغمر اجسادهم 00 والكل يزاحم ويصارع في الوصول أمامي ماداً بورقة تحوى مطالبه من الثلج 00 حاولت ان اشرح لهم بانني حتى الان لا اعرف عن الثلج شيئاً ، الا انهم استنكروا قولى هذا وقال كثير منهم بأنهم ظلوا اسبوعاً كاملاً في انتظاري 00 وان مقاهيهم ومطاعمهم معطلة بسبب ندرة الثلج 00 وعدتهم انني سوف ابدأ غداً في التوزيع 00 وضعوا أمامى تلك الطلبات المبتلة بالعرق على أمل ان يحظوا غداً بالثلج 00 وخرجوا 00
في مكتب السيد / مساعد المحافظ محمد طاهر جيلاني استلمت قائمة بكل مستحقي التموين من سكر وكروسين وثلج 00 الا ان الثلج به جانب مزعج وهو الطلبات الفردية 00 وللناس عذرهم حيث أن الماء لايمكن أن يطيب بغير الثلج 00
في الصباح التالي مررت على مصانع الثلج بالمدينة 00 بداية بمصنع صدقي في مخازن هدل وانتاجه 400 لوح ثم مصنع الياس فحام في نفس المنطقة وانتاجه 300لوح 00 ثم مصنع المؤسسة بالقرب من كبري الخشب القديم وانتاجه 500 لوح الا انه متوقف لاسباب فنية ، مصنع البرهانية بالمنطقة الصناعية وانتاجه 280 لوح ثم مصنع التوم عيد الله بالمنطقة الصناعية وانتاجه 288 لوح 00 هذه الكمية من الثلج التي لاتتعدى الالف وخمسمائة لوح لايمكن ان تكفي المطاعم والمقاهي والفنادق والأفراد 00 ولهذا واجهت مشكلة كبيرة في بداية عملي بالبلدية 00 فعلي أن أوازن وأرضي كل هذه الطلبات المتراكمة 00 وقد شغل الثلج كل يومي منذ الصباح وحتى ساعة متأخرة من النهار 00 أمر على المصانع أراقب التصاديق والانتاج اليومى وافك مشاكل الافراد بالمصانع 00 زحام وعراك واتهامات ومشاجرات يومية طيلة شهور الصيف 00 وفي تلك الفترة من حياة الناس في بورتسودان وهي عام 1978م لم يكن الطريق القومي قد افتتح 00 ولهذا لاتصل الى المدينة الشاحنات التي تحمل الثلج من الخرطوم وود مدني وحاج عبد الله وكسلا ولهذا عز الثلج وكثر الطلب عليه 00 وكان سعر اللوح رغم ذلك لايتعدى الجنيه 00
* وهناك تموين آخر إلا أنه هادئ لا مشاكل فيه وهي عربات الجاز الابيض ( الكروسين ) التي تجرها ( الحمير ) هذه العربات لها أهمية قصوى في تواجد الجاز الابيض بالمنازل للأضاءه والطبخ 00 حيث أن كثير من احياء المدينة لم تصلها الكهرباء بالأضافة إلى غالبية الأحياء الشعبية تستعمل الجاز الأبيض في الطبخ لأن البوتجاز لاينعم به إلا القليل من بيوت الأحياء القديمة في العظمة وديم المدينة ومنطقة السوق 00 ولهذا فالبلدية تحدد مسار هذه العربات والكميات التي تصل لكل مجلس حي لتوزع على البقالات واكشاك التوزيع لتصل إلى المواطن00
أما السكر فله قنوات معروفه وتوزيعه يتم كل أسبوع على المقاهي والاكشاك والأحياء بأنتظام 00 حيث يبلغ سعر جوال السكر زنة 100كيلو خمسون جنيه لاغير00
* أزمة مياه الشرب 00
في 23/ 7/1978م 00 إجتاحت السيول محطة مياه أربعات 00 وهي المحطة الرئيسية التي تغذي المدينة بالمياه 00وانعدم الماء وندر إلا في بعض الخزانات الاحتياطية بالمدينة 00 وكان العبء الأكبر في إيجاد الماء للمواطنين يقع على عاتق هيئة مياه المدن 00 ولكن مياه المدن طلبت منا في المجلس يد العون 00 خاصة وان العطل كبير جداً قد يستغرق عدة أيام 00 وهذه المده كافية لارباك وخلق كثير من المشاكل الاسرية والاجتماعية والسياسية 00 ولهذا انتدب مساعد المحافظ محمد طاهر جيلاني الضابط الثاني السيد/ أحمد سعيد غريب ومن شخصى أن نتولى مهمة البحث عن الماء وتوصيله إلى الأحياء 00 ولم يكن هنالك مخرج الا اصلاح العطل والذي تكفلت به شركةاستراباق الالمانية التي كانت تعمل في ذلك الوقت في الطريق بين بورتسودان وهيا 00 وهذا الاصلاح قد يحتاج لعدة أيام نسبة للضرر الكبير الذي أصاب أربعات 00 واشتدت الازمة وتحلق بنا الناس العطاش وضيقوا علينا الخناق واخذنا نفكر في حل مؤقت لحل هذه الأزمة الطارئة 00
ولم يكن هناك مخرج غير ( ماء المطر ) الذي ملأ منطقة هوشيري وهو حل مؤقت لا بديل له 00 وعندما طرحنا هذا الحل في إجتماع لجنة الطوارئ وجد القبول 00 وبدأنا في ارسال فناطيز كبيره لهوشيري لجلب المياه ذات الطمئ 00 وقد اضطر المواطنون لاستعمال تلك المياه لآنها البديل المتاح في تلك الايام 00 وحتى مصانع الثلج أصبحت تنتج الواحاً ملونه بالطمئ واستمرت هذه الكارثة سبعة ايام ورغم ذلك كانت العناية الإلهية تغطي على الناس 00 فلم يصب إنسان من جراء هذه المياه الملونة 00 وقال كثير من الناس أنها صحية اكثر من مياه المواسير لأنها من السماء مباشرة والسماء لاتضر الناس ابداً 00 واستطاعت شركة استراباق مع الإمكانات المحلية أن تصلح ذلك العطل وتحل الازمة 00
* 18/8/1978م تسعيرة اللحوم00
* بعد أن انفرجت أزمة المياه في المدينة باصلاح محطة أربعات 00 أوكل لي الأشراف على مجلس السوق أيضاً 00 وكانت هنالك مشكلة مزمنة تتعلق بتسعيرة اللحوم ? ظلت مده طويلة معلقة 00 وقد أخذ الجزارون يرفعون أسعار اللحوم بصورة كبيرة إلى أن وصل سعر كيلو اللحم إلى مائة وخمسون قرشاً 00 وضجت المدينة من هذا السعر المرتفع ، وكان لزاماً علئ أن أكون لجنة لتحديد سعر اللحوم المختلفة 00
في 21/8/1978م كونت لجنة لعمل ششنه لتحديد الاسعار 00 وقد زرنا موقع الجزاره بالسوق العمومي 00 وقد توصلت اللجنة بعد أن قامت بوزن خروف وحددت عدة خيارات من الأسعار لتحديد متوسط سعر يرضى الجميع 00 وبعد أخذ ورد وقياس ووزن توصلت اللجنة إلى أن تكون الأسعار كالآتي 00
120 قرشاً كيلو الضان
100 قرشاً كيلو العجالي
90 قرشاً كيلو البقر بعظم
100 قرشاً كيلو البقر شرموط
80 قرشاً كيلو الماعز
وقد وافقت لجنة الجزارين على هذه الأسعار ومن ثم صادق السيد / عبد الرحمن سلمان محافظ المديرية على هذه الأسعار التي أصبحت سارية المفعول وحسمت الخلاف في أسعار اللحوم 00
* مداخلات تاريخية 1979م :-
* بمناسبة الأسعار فقد وصلتني اليوم 25/6/1979 ساعه سيكو (5) جديده أحضرها لي الباشمهندس خوجلي احمد موسى مهندس البلدية ، احضرها من جده بسعر (200) ريال أي ما يعادل 40 جنيه سوداني بسعر الجنيه (5) ريالات سعودية كاملة 00 واين نحن الآن في 2010م
* أعلنت اليوم شركة شيفرون 12/7/1979م عن أكتشاف البترول في السودان وذلك في بئر ابو جابره بدارفور بمعدل 500 برميل يومياً بدرجة كثافة 40% وهي نسبة جيده ، وبهذا يدخل السودان عالم البترول 00 ثم ذهبت شيفرون وجاءت الصين 00
* وقع اليوم 26/3/1979م الرئيس محمد أنور السادات والرئيس الاسرائيلي مناحيم بيجن اتفاقية كامب ديفيد بالولايات المتحدة التي تنهي الحرب بين مصر واسرائيل 00 وقد وقع معهما كشاهد الرئيس جيمي كارتر 00 وقد ادت هذه الاتفاقية فيما بعد لمقاطعة كل الدول العربية لمصر 00 وتحويل مقر الجامعة العربية إلى تونس 00 ( والآن 2010 ماهي المواقف العربية )
* شنق اليوم 4/4/1979م الرئيس الباكستاني المخلوع ذو الفقار على بوتو في كراتشي بعد أن صدق على إعدامه الرئيس الحالي ضياء الحق الذي تزعم انقلاب اطاح بذو الفقار قبل فترة وهكذا العالم الثالث يقتل الناس بعضهم بعضاً 00
* 10/8/1979م 00 تم أختياري عضواً في مجلس ادارة نادي هلال بورتسودان لدورته الجديدة00
* 19/12/1979م 00 في حفل كبير ودع نادي الهلال بورتسودان السيد/ ادريس الحاج رئيس النادي المنقول لرئاسة الجمارك بالخرطوم 00 وقد شمل حفل وداع السيد/ ادريس تكريم اللاعب ( علي قاقرين) لاعب الهلال العاصمي السابق الذي عاد من سفارة السودان بساحل العاج 00 وقد كان الحفل كبيراً قدمت فيه الهدايا للمحتفى بهما 00 وشارك في المباراه المقامة بين هلال بورتسودان ومريخ بورتسودان لاعبو الهلال العاصمي / ابراهومة والريشة وحافظ عبيد وتخلف لاعبو مريخ العاصمة عن الحضور للمباراة وهم سامي عزالدين وعبده الشيخ وعلي عبد العزيز 00 وفي نفس اليوم تم افتتاح عمارة نادي الهلال بورتسودان والتي تضم أربعة عشر مكتباً على سور النادي الجنوبي00
* 31/12/1979م 00 وضع اليوم الرئيس نميري بالثوره مربع (13) ببورتسودان حجر الأساس لمعهد التدريب المهني 00 المقدم هدية من حكومة المانيا للسودان لرفع كفاءة المهن والمهارات اليدوية00
* 2/2/1980م 00في نهاية مؤتمر الاتحاد الاشتراكي السوداني 00 أقر هذا المؤتمر تقسيم السودان الى ستة أقاليم بدلاً عن تسعة مديريات هي الاقليم الاوسط 00 اقليم دارفور اقليم كردفان الاقليم الشمالي الاقليم الشرقي الاقليم الجنوبي 00 على ان تكون الخرطوم عاصمة قومية 00 وقد صادق الرئيس نميري على هذا التقسيم 00
* رفع اليوم 18/2/1980م العلم الاسرائيلي في القاهرة بداية لعهد جديد بين مصر واسرائيل التي وقعت معها مصر اتفاقية كامب ديفيد وهذا العلم المرفوع هو أول علم يرفع في دولة عربية منذ قيام اسرائيل 00
* 8/3/1980م عاد هلال بورتسودان للدرجة الأولى بعد تعادل مع تحرير بورتسودان بهدف لكل فريق 00 احرز هدف الهلال المهاجم حسن سيد أحمد 00 وقد عمت الفرحة جماهير الهلال مما حدى بالسيد عبد الفتاح حسن أمين خزينة النادي إطلاق الزخيره النارية من بندقيته طرباً لهذا النصر 00 وطافت السيارات المدينة فرحاً 00
* توفي اليوم 25/3/1980م الشاعر الكبير ادريس محمد جماع بعد معاناة طويلة مع المرض وهو من مواليد 1922م بحلفاية الملوك وقد كتب الشعر الجميل الذي تغنى به كثير من الفنانين00
* توفي اليوم 15/4/1980م الفيلسوف الفرنسي المشهور جان بول سارتر عن عمر ناهر 64 عاماً 00 وكان سارتر من أشهر الكتاب والفلاسفة الأحياء في العالم 00
* 16/4/1980م 00 تم اليوم تحريم وبيع الخمور في مديرية كردفان وذلك بتوصية من مجلس مدينة النهود 00 وهو اول تحريم للخمور في السودان منذ المهدية 00
* أفتتح اليوم 29/5/1980م مصنع الاطارات الأول في السودان بمنطقة فلمنجو ببورتسودان 00 مصنع أطارات ناشونال وهوضمن شركات رجل الأعمال محمد عبد ربه 00 كما أفتتح في نفس اليوم مصنع الغزل بنفس المنطقة لرجل الأعمال محمد عبد ربه ايضاً 00 تم ألافتتاح على يد الرئيس جعفر محمد نميري 00
* في 31/10/1980م 00منع الرئيس الليبي معمر القذافي المواطنين الليبين من الحج هذا العام بحجة أن الامريكان يحتلون السعودية 00 ويجب ان تحرر السعودية منهم ثم يسمح للناس بالحج إلى مكة 00 وقد شنت السعودية عليه هجوماً عنيفاً اتهمته فيه بالزندقة والكفر 00
* أفتتحت اليوم 14/11/1980م دورة التحدي المقامة في بورتسودان كمدينة ثانية 00دورة التحدي لدول شرق ووسط افريقيا 00 وتضم مجموعة بورتسودان ? كينيا ? يوغندا ? ملاوى ? زامبيا ? وزنزبار 00 وقد كلفت بمرافقة بعثة زنزبار التي تسكن بفندق تاجوج 00 وقد كانت البعثة كلها من المسلمين 00 حيث ان زنزبار من الجزر التي استعمرها العرب والمسلمون منذ عهود بعيدة 00 وقد سعدت كثيراً بمرافقة البعثة وتعرفت على عادات وتقاليد تلك الجزيرة من افواه مدربها حسن الطيب 00 ورئيس البعثة السيد/ سيد سالم مقرم 00 ومساعده سيف النصر محمد والدكتور المرافق سليمان علي 0 وقد وجدت بعثة زنزبار التشجيع والموازره من جماهير مدينة بورتسودان باعتبارهم مسلمين 00 وقد قدمت فرقة الكره مباريات جميلة وقوية تجاوباً مع جمهور المدينة الذي شجعهم ورغم ذلك لم تصعد زنزبار للمرحلة الثانية 00 ولكنهم خرجوا بانطباع جميل عن مدينة بورتسودان وجماهيرها التي وقفت معهم وشجعتهم 00 مما يجدر ذكره أن السودان فاز ببطولة الدوره في النهائي بعد ان انتصر على تنزانيا في المباراة النهائية بالخرطوم 1- صفر احرزه إبراهيم هرون ( الدسكو) لاعب الهلال 00
* 15/1/1981م 00 أصدر المجلس الشعبي التنفيذي للأقليم الشرقي امراً اليوم بمنع وصنع الخمور في الأقليم الشرقي 00 وقد أغلقت جميع البارات بمدينة بورتسودان أمتثالاً للأمر 00 وتم استثناء بعض الأماكن بالمدينة كفندق البحر الأحمر وبعض استراحات الاجانب 00 هذا ولا يزال الشق الآخر من القرار قيد التنفيذ وهو المتعلق بأغلاق أماكن الدعارة بالإقليم 00
* 3/2/1981م 00 أدى اليوم حكام الأقاليم الشمالية القسم امام رئيس الجمهورية جعفر محمد نميري وهم :
1/ الفاتح محمد بشاره 00 إقليم كردفان
2/ حامد علي شاش 00 الاقليم الشرقي
3/ عبد الرحيم محمود 00 الاقليم الاوسط
4/ أحمد إبراهيم دريج 00 اقليم دارفور
5/ ب/ أحمد عبد الله 00 الاقليم الشمالي
* رفض اليوم أتحاد الضباط الاداريون 21/2/1981م رفضوا القبول بسد النقص الحادث في السلك القضائي بعد ان نفذ القضاة في السودان اضرابهم وتقديم استقالاتهم عن العمل بسبب الظلم الذي يقع عليهم لعدم تحسين أحوالهم المهنية 00 وكان رفض الضباط الاداريون العمل في اماكن القضاة المعتقلين له أثر كبير في حل مشكلة القضاة وتحقيق مطالبهم وعودتهم للعمل 00
* 2/3/1981م 00 افتتح اليوم الرئيس نميري بكنانة اكبر مصنع للسكر في العالم وهو مصنع سكر كنانة الذي يبلغ انتاجه السنوي 300الف طن 00
* تسلم اليوم نادي هلال بورتسودان 17/3/1981م تسلم عقد ايجار القطعة الواقعة بالقرب من النادي البالغة مساحتها 12 الف متر مربع والتي ستكون نواة لميدان النادي 00 وقد مرت القطعة بعده مشاكل قبل التصديق عليها من قبل السيد / مصطفى علام مدير المواصلات والسيد / كمال مدير تلفونات بورتسودان اللذان يدعيان ملكية القطعة لمصلحة المواصلات السلكية واللأسلكية 00 هذا وقد بذلت مجهودات مكثفة من قبل أعضاء نادي الهلال لاقناع المحافظ عبد الرحمن سلمان لاعطاء المواصلات قطعة بديلة0 ومن ثم وافق مدير المواصلات على التنازل من القطعة لنادي الهلال0 وكان رئيس النادي في ذلك الوقت المقدم بشير العبيد وامين خزينة النادي السيد/ محمد أحمد وداعة الله النيل وسكرتير النادي السيد/ أحمد عبد اللطيف مدير الاراضي الذي كان له باع طويل في التصديق بالقطعة» وشخصي الضعيف في اقناع لجنة الاغراض العامة بمجلس مدينة بورتسودان في التصديق بالقطعة لنادي الهلال» ومن الذين كان لهم الاثر الكبير في التصديق بالقطعة الخال عبد الفتاح حسن رئيس وقطب النادي السابق ? وخيري سعيد ? بالاضافة الى رئيس النادي الفخري / محمد علي كير0
* توفى اليوم بلندن 5/5/1981م السيد / بوبي سانس عضو البرلمان البريطاني وعضو الجيش الايرلندي 00 الذي كان يطالب بان يعامل الجيش الايرلندي على اساس جيش يحارب من اجل الحرية والوطنية وليس ارهابيا0 وقد اضرب سانس لمدة (92) يوماً عن الطعام ورفض كل الوساطات والرجاءات لفك الاضراب00 ولكنه اصر على مطالبه00 وقد ضرب مثلا لقوة الشكيمة وإرادة الإنسان الصارمة التي تترفع عن الشهوات والحياة في مقابل المبادئ 00 وقد رفضت مارغريت تاتشر رئيسة الحكومة البريطانية انذاك مطالبه واعتبرته منتحرا ومجرما 00 ومات بعد ان رفضت والدته اعطائه طعاما وهو في غيبوبته الطويله لان مبادئه لم تلبى00


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.