الابن العزيز الاستاذ محمد سليمان دخيل الله.. تحياتي لقد طالعت باهتمام زائد وفهم شديد ما خطه يراعكم وكتبته يدكم من مقال مطول بجريدة بالصحافة عدد الجمعة الموافق 2011/2/11م عن الغناء الهابط الذي يهدد الامن الثقافي والقيم والاخلاق والمفاهيم. وأجدني في اتفاق تام معك في كل ما ذهبت اليه ولا عجب في ذلك فما كتبته الأصل فيه ان لا يختلف عليه اثنان ولقد سبق لي ان كتبت في هذا الموضوع كما اتصلت بالاخ عبد القادر سالم الذي اوضح لي انه لا يمكنهم محاربة ذلك الا بعد صدور قانون المهن الموسيقية، ونسأل الله ان يلهمنا الصبر الى حين صدور هذا القانون الذي اصبح صدوره محل تساؤل واستفهام كبير مع التساؤل حول اسباب التردي العام في هذا الغناء الذي عاصرناه وعملنا فيه منذ ان كانت هناك رابطة تسمى رابطة الفنانين عام 1951م ثم الى نقابة الفنانين ثم اتحاد الفنانين ثم اخيرا اتحاد المهن الموسيقية، وقد كان لنا شرف العمل مع فطاحلة الغناء السوداني ورموز الفن ابتداء من المرحوم ابراهيم الكاشف وزملائه من القمم الذين رحلوا، نسأل الله لهم المغفرة والاحياء منهم أمد الله في ايامهم. لذلك تجدونا لا نحتمل ان يؤول الغناء السوداني الى ما آل اليه اليوم، كما يسعدنا جداً أن نجد أي شخص يجند نفسه في الكتابة في هذا الصدد. واني لأعلم علم اليقين أن هنالك أصواتا جميلة جداً من الشباب إلا أنها لا تجد الكلمات الجيدة والالحان المميزة وعلى الفنانين الشباب أن يحافظوا على ما وجدوه من إرث والاستفادة منه. كما طالعت في نفس الصحيفة أن هنالك ظاهرة جديدة لدى الفنانين الشباب وهي الصعود الى خشبة المسرح وهم محمولون على كراسي او اوناش، وهذا عاد بذاكرتي الي افتتاح المسرح القومي عندما أصر السيد وكيل وزارة الثقافة حينذاك بأن يتم افتتاح هذا المسرح في العيد الاول لثورة 17 نوفمبر ولم تكتمل كل التجهيزات ولضيق الزمن تم عمل مدرج للاوركسترا بشوالات الرمل وعندما ازيحت الستارة وبوجود الرئيس الاسبق الفريق ابراهيم عبود انهارت الشوالات بعدد نصف الفرقة الموسيقية خلف المسرح والحمد لله كانت سليمة ولم يصب من الفرقة أحد الا شخصي الضعيف، ولو كنت أدري حينها ان المسرح سيصير الى ما صار اليه من عبث وفوضى لما صعدت عليه. عقيد «م» محمد الحسن بابكر «السنجك» عازف الكمان والساكسفون بالاذاعة والتلفزيون منذ الخمسينات قائد شرطة موسيقى ولاية الخرطوم وعمل بالاذاعة 1957م