على امتداد السنوات ازدهت ذاكرة الفن السودانى بالكثير من الاصوات النسائية التى نفذت الى وجدان الناس طوعا بعذوبتها واعمالها الرصينة، ولاتزال الساحة عامرة بالمواهب اليافعة التى تغرد باجمل الالحان. والحديث يقودنى هذه المرة لتسليط الضوء على بعض ملامح تجربة الفنانة الراحلة امانى مراد، التى لا يعرف الجيل الحالى الا نزراً يسيراً. وقد تبدو حصيلة امانى قليلة من حيث الكم لكنها عميقة ومؤثرة، ومنها اغنية «مبروك النجاح»، «بلقي الدنيا فرحة» «نور السعادة»، «بكرة تكبر» إلى جانب أغنية أبو داؤود الشهير «من زمان» التي أبدعت حين تغنت بها. ولم تحل إعاقتها الجسدية دون المُضي بدأب في درب الفن والاشتغال في القضايا الاجتماعية خاصة في ما يتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة، حيث كانت عضوا نشطا في الجمعية السودانية لرعاية وتأهيل المعوقين، وعبرها حققت «أماني مراد» ما لم يحققه الآخرون. وما بين «صفا» الغناء و «مروة» العمل الإنساني والاجتماعي ظلت «أماني» تسعى وتحقق النجاحات الباهرة والمميزة حتى رحلت عن عالمنا الفانى، مخلفة وراءها سيرة انسانية وفنية ناصعة البياض، وبعض صدى الاغنيات التى لاتزال تصدح من حين لآخر عبر وسائل الاعلام خاصة الاذاعة السودانية. ومن منا لا يذكر اغنية «مبروك النجاح» التي كتب كلماتها الشاعر بشير محسن ولحنها شقيقها نبيل مراد. ويقول عنها الصحافي الراحل سليمان عبد الجليل إنه لم يُلاقِ فنان تجاهلاً وألقي حتى بسيرته الذاتيه في «غيابة» جُب نسيان الصُحف وأجهزة الإعلام، والقائمين على الأندية والمنتديات الثقافية، كذاك الذي لاقته الراحلة أماني، رغم ترديد العديد من المطربين الشباب لأغانيها. ونحن نستشرف انطلاقة نسخة أماسى بحرى الموسيقية التى تنظمها وزارة الثقافة الاتحادية، نتطلع بأمل لن يخيب الى الوزيرالسموءل خلف الله ونسأله رد الاعتبار بالوفاء والعرفان للفنانة الراحلة التى عاشت سنوات بحى الشعبية ببحرى بتكريمها، الى جانب رموز بحرى الراحلين خضر بشير وعبد العزيز داؤود وخوجلى عثمان وعبد العظيم حركة.. اللهم هل بلغت. فوتوغرافيا ملونة: عزّ على فراقك وفاضت بى شجونى يا ما أشتقت ليك ويا ما بكت عيونى ولسه دموعى تجري تسأل عن غيابك فايضة أسى ومحنة غايرة على شبابك شوف كيف طال أسانا آلامنا وبكانا عمر أيام فراقك وإنت مشيت دابك