مع إعلان نتيجة الشهادة السودانية ظهيرة أمس، انداحت فى البيوت السودانية أجمل عبارات التهانئ للطلاب المتفوقين، وحمل الينا اثير المذياع الاغنية الوحيدة التى تعبر عن فرحة التفوق «مبروك النجاح» التى تعيد للاذهان سيرة صاحبتها الفنانة الراحلة امانى مراد. وتدفعني هذه الأغنية لتسليط الضوء على بعض ملامح التجربة الفنية للراحة امانى مراد، التى لا يعرف الجيل الحالى إلا نزراً يسيراً. وقد تبدو حصيلة امانى قليلة من حيث الكم لكنها عميقة ومؤثرة، ومنها اغنية «مبروك النجاح»، «بلقي الدنيا فرحة» «نور السعادة»، «بكرة تكبر» إلى جانب أغنية أبو داؤود الشهير «من زمان» التي أبدعت حين تغنت بها. ولم تحل إعاقتها الجسدية دون المُضي بدأب في درب الفن والاشتغال في القضايا الاجتماعية، خاصة في ما يتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة، حيث كانت عضوا نشطا في الجمعية السودانية لرعاية وتأهيل المعوقين، وعبرها حققت «أماني مراد» ما لم يحققه الآخرون. وما بين «صفا» الغناء و «مروة» العمل الإنساني والاجتماعي ظلت «أماني» تسعى وتحقق النجاحات الباهرة والمميزة، حتى رحلت عن عالمنا الفانى مخلفة وراءها سيرة انسانية وفنية ناصعة البياض، وبعض صدى الأغنيات التى مازالت تصدح بها من حين لآخر عبر وسائل الاعلام خاصة الاذاعة السودانية. ويقول عنها الصحافي الراحل سليمان عبد الجليل «لم يُلاقِ فنان تجاهلاً وألقي حتى بسيرته الذاتية في «غيابة» جُب نسيان الصُحف وأجهزة الإعلام، والقائمين على الأندية والمنتديات الثقافية، كذاك الذي لاقته الراحلة أماني، رغم ترديد العديد من المطربين الشباب لأغانيها. وتجدر الاشارة الى أن امانى رحلت عن عالمنا فى عام 2006م. أغنية «مبروك النجاح» كتب كلماتها الشاعر بشير محسن ولحنها شقيقها نبيل مراد. فوتوغرافيا ملونة: مبروك النجاح زاد قلبي انشراح وسرورنا اكتمل بفرحة وأمل [email protected]