يعود الفضل في بداية صناعة السينما الى ليوناردو دافنشي، الذي لاحظ أن الانسان اذا جلس في حجرة مظلمة اثناء سطوع الشمس وكان هنالك ثقب بحجم رأس الدبوس، فإن الجالس في تلك الحجرة يمكنه أن يرى على الحائط المواجه للثقب ظلالا وخيالات لما هو خارج الحجرة، على أن الاخوين اوجت ولويس لومير التقطا الفكرة واخترعا جهازا يمكن من عرض الصور المتحركة على الشاشة، وفي فبراير 1895م ما لبث الاخوان ان قدما اول عرض سينمائي في القراند كافي بباريس. وفي السودان كانت أولى دار عرض سينمائي هي سينما كلوزيوم بالخرطوم التي أنشئت في 1937م، ومنذ ذلك التاريخ بدأت دور السينما تنتشر بطول البلاد وعرضها، فكانت دور كوبر، الوطنية، الصافية، الحلفايا بحري، وفي أم درمان سينما أم درمان، الوطنية، العرضة، الثورة، قصر الشباب والأطفال. وفي الخرطوم قاعة الصداقة، الخرطوم غرب، النيل الأزرق، جنوب وكلوزيوم. ولازال جمهور السينما يتذكر العديد من الافلام التي شغلت الناس منها عمر المختار، الرسالة، الفك المفترس، ليلة الجنرالات، زد، محاكمات نوريمبيرج وريتشارد قلب الاسد. وافلام رعاة البقر والخيال العلمي، اضافة للافلام العربية خاصة أفلام اسماعيل يس ويوسف وهبي، اضافة للأفلام الهندية. وكانت أغلب الأفلام أميركية وعربية وفرنسية وروسية وهندية. وكانت مؤسسة الدولة للسينما هي المسؤولة عن استيراد وتوزيع الأفلام السينمائية. ويقول محمد إبراهيم الحاج وهو خبير اقتصادي إن المؤسسة كانت تقوم بمساهمة فاعلة، وتعتبر أحد الموارد المالية منذ الخمسينيات، وظلت مساهمتها تتصاعد بتصاعد عدد دور العرض. وبشأن تراجع جماهيرية السينما في ظل انتشار الفضائيات، قال الحاج إن جماهيرية السينما لم تتأثر في الولاياتالمتحدة واوربا، ماضيا في القول إلى أن تجفيف دور السينما بسبب الجهل والتخلف كان وراء انفضاض سامرها، فانهارت الدور ولم تعد الا تلك التابعة للقطاع الخاص. ونادى محمد المصطفى الحسن بإعادة الحياة الى دور السينما بإقامة المهرجانات والمسابقات العالمية للنهوض بالسينما والاهتمام بالإنتاج، لأنه سيترك أثرا إيجابيا على الاقتصاد، وأشار إلى أن دولة مثل الهند تنتج سنويا أكثر من «850» فيلما تتجاوز عائداتها المليار دولار. وأشار الى قدرة الموروث الثقافي السوداني على تقديم سينما قادرة على المنافسة في ظل وجود عدد لا يستهان به من دور العرض في كل المدن الكبرى، وكانت تقدم خدماتها للجمهور، وكانت من أهم وسائل الترفيه للناس، ولكن معظمها دمر وتوقف عن العمل بسبب تعطيل النشاط السينمائي وإلغاء مؤسسة الدولة للسينما. ونأمل أن يعاد تأهيلها لنبدأ من جديد في العمل، ونساهم في الفعل الثقافي. الأستاذ السموءل خلف الله وزير الثقافة الاتحادية، أكد حرص الوزارة على تفعيل دور السينما في المجتمع، ومراجعة اللوائح والقوانين لمزاولة أعمالها، مع إعادة افتتاح دور السينما غير العاملة. وفي تصريحات صحفية قال إن الإنتاج السينمائي في السودان بدأ مبكرا، مشيرا إلى أن بيئة السودان مهيأة لتصوير الأفلام، دون الحاجة لتصميم الخدع السينمائية. وأضاف أن الظروف مهيأة أيضاً لإنتاج الأفلام الوثائقية على الطبيعة.