ست الحبايب نبع العطاء والتضحية والرحمة المهداة من خالق الكون بغريزة الأمومه الفطره، فليس غريباً ان يأتى الإحتفال بعيدها متزامناً مع أول يوم فى فصل الربيع، وذلك عندما تحتفل الأرض بعودة الحياة نابضة في نباتها وأزهارها فتأخذ زينتها الكونية وتعطي كل شيء بلا مقابل، وحينها تعلن الأشجار عودة الحياة من باطن «الأرض» الأم الحانيه لكل من عليها من أحياء، وجاءت الفكرة عندما طرح الكاتب الصحفى الراحل على أمين، مؤسس جريدة أخبار اليوم المصرية مع أخيه مصطفى أمين فى مقاله اليومى «فكرة» قائلا «لما لا نتفق على يوم من ايام السنة نطلق عليه يوم الأم ونجعله عيداً قومياً فى بلادنا والمشرق»، ومن ثم اصبح يوم 21 مارس من كل عام عيداً ل «ست الحبائب» تتقاصر فيه الكلمات ومظاهر الإحتفال فى حضرة من تحت اقدامها عليا الجنان ليكون بمثابة يوم لرد حفنة من الجميل وتذكير بفضلها ، وهذه المره كان الإحتفال مختلفاً تماماً وأسرة «الصحافة» بأجمعها بكل طاقمها الإدارى والتحريرى والفنى تحتفى بست الحبائب وام الكل الأستاذة آمال عباس فى مكتبها بمناسبة عيد الأم ولم تكن صفة «ام الكل» مجاملة ولكنها حقيقة بإعتبارها من الرائدات فى بلاط «صاحبة الجلالة» الصحافة السودانية والعربية تخرجت على يديها اجيال من النساء والرجال فى المهنة كما تعلم من كتاباتها اغلب ابناء الشعب وبناته منذ «العمق العاشر» ومازال «صدى» حروفها ينداح ألقاً بسلاسته المعهودة، ومن باب الوفاء لرمز العطاء حينها تاهت الأحرف خجوله فى لوحة الإهداء «تقديراً لمواقفك التاريخية الداعمة للبسطاء والفقراء والغالبية الصامته من اهل السودان جاء هذا الإجماع على تكريمكم فى عيد الأم فى وقت ظللتم فيه داعمين لشباب الصحافة وموجهين لهم وكان نتاج ذلك تلك الجهود والأقلام الشابة التى باتت تصدح بقضايا الأمة». خذيني إذا عدتُ يوماً وشاحاً لهدبكْ وغطي عظامي بعشبٍ تعمَّد من طهر كعبكْ وشدِّي وثاقي بخصلة شعر بخيطٍ يلوِّح في ذيل ثوبك ضعيني إذا مارجعتُ وقودا بتنور ناركْ وحبل غسيل على سطح داركْ لأني فقدت الوقوف بدون صلاةِ نهاركْ هرمتُ فردّي نجوم الطفولة حتى اشاركْ صغار العصافير درب الرجوع لعُشِّ إنتظارك.