دعا ملتقى المعلومات الذي احتضنته ولاية سنار، الى ضرورة تكثيف الزيارات والتواصل وإحكام التنسيق بين المركز القومي للمعلومات ومراكز الولايات، خاصة في ما يلي مشاريع التعليم والصحة الالكترونية وإحصاءات الولايات والمواقع الالكترونية والأنظمة القياسية والبنية التحتية، والتأكيد على التزام المركز القومي للمعلومات المتصل بدعم الولايات بالبنية التحتية والبرمجيات الأساسية والتدريب المتقدم، مع وضع جدول زمني لتحقيق شعار الملتقى «ولايات بدون أوراق». وطالبت وزارة العمل وزارة المالية بالسعي الجاد لتوفير وظائف في تقانة المعلومات والاتصالات وتحسين شروط خدمة العاملين في المجال، مع العمل على توحيد التشريعات بخصوص مراكز المعلومات بالمركز والولايات، والعمل على توفير الدعم والسند السياسي لقيام مجتمع المعلومات والمعرفة. وتعهد والي ولاية سنار أحمد عباس محمد سعد لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية لملتقى المعلومات التاسع بولايات بمدينة سنجة امس الاول، بتعيين «200» معلم حاسوب لمدارس الاساس والثانوي، وربط جميع امانات الحكومة بشبكة الانترنت، وتنفيذ برامج الحكومة الالكترونية. وطابت وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات بتدريب الكوادرالعلمية لمواكبة «قطار العولمة». وقال الوالي ان حكومة الولاية تسعى لتعيين «200» معلم حاسوب لجميع المدارس بالولاية لتمكين دراسة الحاسوب، مؤكدا على اهمية التدريب المقنن والمتقن. واعلن الوالي عن توصيل شبكة الالياف الضوئية بمؤسسات الولاية وامانة الحكومة، وقال إننا نلتزم بتنفيذ برامج الحكومة الالكترونية، مشيرا الى ان الولاية تخطو خطوات جيدة في هذا المجال لتلحق ب «قطار العولمة»، منوها الى ان هنالك مكتبة الكترونية ضخمة ملحقة بقاعة السلطنة الزرقاء سيتم تزويدها بالانترنت للتواصل، ودعا الملتقى للخروج بتوصيات قابلة للتنفيذ. ومن جانبه أكد وزير الاتصالات وتقانة المعلومات دكتور يحيى عبد الله اتباع المؤسسية في كل اعمال الوزارة، واعلن اكتمال دراسة الجدوى لانطلاق قمر اصطناعي سوداني بالتنسيق بين وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات ووزارة العلوم والتكنولوجيا، مبينا ان العام الحالي سيشهد الربط الشبكي بين كل المدارس، بعدما اكتمل العمل في شبكة الجامعات بتمويل من صندوق دعم المعلوماتية. وأضاف أن هنالك مقترحا قيد الاعتماد من الجهات السيادية للرخصة السودانية للحاسوب. ومن جهته طالب المدير العام للمركز القومي للمعلومات المهندس مبارك محمد احمد، رئيس الجمهورية عمر البشير وولاة الولايات، بالتواصل الاجتماعي مع الجمهور عبر الانترنت، مؤكدا التزام المركز بالتجهيزات الفنية للصفحات الاجتماعية ليطل عبرها الرئيس والولاة للتفاعل مع الجمهور. وأفصح عن جائزة لأحسن موقع تواصل اجتماعي في سنار، في سبيل التأكيد على أهمية المواقع الاجتماعية. واضاف قائلاً إنه يجب التفاعل مع المواقع الاجتماعية وتشجيعها وتفعيلها لتلعب دورها الرئيسي في المجتمع، وطالب مبارك الحكومة بطرح معلوماتها وخدماتها عبر الشبكات، تأكيدا للشفافية والحكم الراشد، مؤكدا أنه خلال الاسبوعين القادمين سيتم ربط كل الولايات الشمالية بالفايبر، مع جاهزيتهم لربط ولايات دارفور الجديدة. واعلن عن ربط ثلاثة مستشفيات بالولاية ببرنامج الصحة الالكترونية، بجانب تسليم والي سنار البريد الرسمي للولاية، مشددا على الحاجة لهمة ودعم السياسيين ومنظمات المجتمع المدني. واشاد في هذا الاطار بمنظمة مدينة القضارف الرقمية. ودعا نائب الأمين العام لديوان الحكم اللا مركزي مولانا محمد احمد سالم، إلى الاسراع في التخلص من العمل الورقي. وقال: «يجب أن تنتهي صورة الباشكاتب التقليدي» بالتحول الى الرقمية، الى جانب الاسراع في انفاذ التشريعات اللازمة لهذا التحول الكبير. واستعرض المؤتمر عدداً من الأوراق وعلى رأسها ورقة مشروع التعليم التكنولوجى بالسودان «تيبس» التي اعتبرت مشروع التعليم التكنولوجي بالسودان مشروع دولة يضم جهات حكومية وطوعية وخاصة، يهتم بقضايا التعليم ويدعو لتسخير تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في مجال التعليم، وبناء نظام تعليمي متكامل يعتمد على مفهوم التعليم باستخدام التكنولوجيا في المؤسسات التعليمية، وذلك لإعداد أجيال من المطورين في مختلف المجالات، ومن ثم دمجهم في عملية تطوير البلاد والارتقاء بها للحاق بركب الدول المتقدمة، ونوهت الورقت الى أهميته وحيويته العملية فى التنمية وتحريك الاقتصاد الوطنى وامكانية نقل التقانة فى مجال التعليم التكنولوجى، وتطوير وتأهيل المؤسسات التعليمية الخاصة والحكومية ونقلها من المحلية الى العالمية، وأيضا تطوير وتأهيل المؤسسات التعليمية الحكومية بالتعاون مع الدولة، بجانب إمكان نقل المجتمع من مجتمع عادى الى مجتمع معلوماتى، وتسويق الإنترنت لدى الطلاب بشكل كبير ونقل احتياجاته إلى ترفيهية وتعليمية، وبناء نظام تعليمي يقوم على مفهومي العلم والتكنولوجيا بدءاً من المدارس التكنولوجية «الأساس والثانوي» الى المستوى الجامعي لإعداد أجيال من المطورين في مختلف المجالات. واستخدام أحدث التقنيات التعليمية والبرمجيات، وتدريب المعلمين بواسطة خبراء من كبريات الشركات العالمية العاملة في مجال التعليم التكنولوجي، واشراك القطاعين العام والخاص للاستثمار في مجال التعليم التكنولوجي، وذلك لإعداد أجيال من المطورين السودانيين في مختلف المجالات. واكدت وزير الدولة بوزارة التربية والتعليم الدكتورة سعاد عبد الرازق في تعقيبها على الاوراق التي قدمت في الجلسة الاولى للملتقى، أكدت حرص وزارتها على قيام مشروع التعليم التكنولوجي بالسودان، وابدت سعادتها بانطلاق هذا المشروع من ولاية سنار، وقالت يجب الاستمرار فيه والوقوف على ثقافاتنا المعلوماتية والسياسية، وابدت استعداد وزارتها لدعم المشروع وتبنيه. يذكر أن الملتقى استمع الى ورقة قدمها المهندس مهاجر محمد مصطفى بعنوان «نظام إدارة معلومات التعليم EMIS»، استعرض من خلالها الهيكل الوظيفي للنظام ومراحل التعليم في السودان، وخارطة تدفق بيانات المشروع. وقدم المهندس محمد السر مساعد ورقة عن مشروع تأهيل المؤسسات التعليمية تكنولوجيا، ودور المعامل المتخيلة وخدمة الانترنت، تعرض فيها الى مفاهيم التعليم الالكتروني والتكنولوجي، والاسباب التي استدعت الاهتمام بالمشروع، موضحا أن المشروع شراكة بين وزارة العلوم والتكنولوجيا، وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، وزارة التعليم العام، الهيئة القومية للاتصالات، مجموعة شركات سوداتل، هيئة رعاية الابداع العلمى، المركز القومى للمعلومات والمنسقية العامة للخدمة الوطنية. وفي ذات الإطار بادرت جامعة سنار بطرح مشروع محو الأمية التقنية «الحاسوبية». ووجدت المبادرة صدى طيباً في نفس المدير العام للمركز القومي للمعلومات مبارك محمد احمد، وقال إن المشروع يحتاج الى قراءة واستماع لاصحاب الفكرة، وقد جاء ذلك خلال مخاطبته الاحتفال الذي نظمته ادارة الحوسبة بجامعة سنار بمناسبة تدشين برنامج الحوسبة والبرامج بالجامعة، مؤكدا في السياق ذاته ان التطور الكبير الذي يشهده قطاع المعلومات بالسودان والمنطقة العربية والافريقية يجعلنا حريصين على ان نكون نافذة لابراز وجه التطور من حولنا وتحديات المستقبل للحفاظ عليه وريادته. وصاحبت الملتقى التاسع للمعلومات بسنجة ليلة برامج ترفيهية وغنائية على ايقاع الطار، وشارك فيها العندليب الأسمر الفنان زيدان ابراهيم. وقبل الحضور الى بيت الثقافة لحضور «في اليلة ديك ولو احبك وغيرها من روائع العندليب الاسمر» عُبقت دواخل المؤتمرين بالمدائح النبوية، حين تعالت اصوات المادحين من اولاد الشيخ البرعي بمنزل السيد محمد احمد أحد أعيان مدينة سنجة، حيث ارتاح الجميع من رهق يومهم المضني واجتماعاته الطويلة بليلة صوفية سوف تخلد في الاذهان. إلى ذلك توافد كل الحضور وجموع المواطنين إلى الثقافة، واصطف كبار الشخصيات السياسية والفنية والثقافية والدستورية، على رأسهم مستشار الوالي ادريس أحمد القيد ووزيرة الثقافة بالولاية بثينة جودة، اللذان ظلا طوال ساعات الملتقى يشرفان على ضيوف ولايتهم بأنفسهما، وكانا في مقدمة الصفوف، رغم المهام الجسام التي أوكلت لهما، ولكنهما كانا حضورا وسط الجموع الغفيرة التي ضاق بها براح مسرح صناع الحياة ببيت الثقافة. وقدم الفنان الرائع زيدان ابراهيم عدداً من اغنياته التي شنفت آذان الحضور وجعلتهم يستغرقون فيها، حيث احالتهم الى ماضيهم زمن الايام الجميلة، غير ان الحفل في مجمله يحكي عن تنزل مفاهيم المعلوماتية متوسلا بالفن. وتداول المؤتمر في الجلسة الختامية الأوراق التي قدمت. وأوصى المؤتمرون بضرورة العمل على توفير الدعم والسند السياسي لقيام مجتمع المعلومات والمعرفة، والتأكيد على التزام المركز القومي للمعلومات بدعم الولايات بالبنية التحتية والبرمجيات الأساسية والتدريب المتقدم، مع وضع جدول زمني لتحقيق شعار الملتقى «ولايات بدون أوراق»، وسعي الهيئة القومية للاتصالات المتصل الى توسيع مساحة الخدمة بالولايات، وتخفيض الأسعار. وطالب المؤتمرون وزارتي العمل والمالية بالسعي لتوفير وظائف في تقانة المعلومات والاتصالات، وتحسين شروط خدمة العاملين في هذا المجال، مع العمل على توحيد التشريعات بخصوص مراكز المعلومات بالمركز والولايات، وتكثيف الزيارات والتواصل، وإحكام التنسيق بين المركز القومي للمعلومات ومراكز الولايات، خاصة في ما يلي مشاريع التعليم والصحة الالكترونية وإحصاءات الولايات والمواقع الالكترونية والأنظمة القياسية والبنية التحتية، مؤكدين على سعي وزارة التربية والتعليم العام لمتابعة الولايات في تعيين «200» أستاذ حاسوب بالمدارس الثانوية أسوة بتعهد ولاية سنار، مع تخصيص حصص أسبوعية للتدريب العملي على الحاسوب، وقيام أمانات الحكومات الولائية بالتنسيق مع شركة سودابوست في التشغيل والاستفادة من مراكز النفاذ الشامل. كما دعا المؤتمرون إلى ضرورة توفير الطاقة الشمسية في تشغيل مراكز النفاذ الشامل والمدارس في المناطق التي ليس بها إمداد كهربائي، وقيام المركز القومي للمعلومات بمبادرة لتوفير آليات ومواقع للاتصال للمسؤولين والقياديين والجمهور، وتبادل الآراء ووجهات النظر في منظومة مجتمع المعرفة حول الحكم الراشد والشفافية، ودعم مشروعات وأنشطة منظمات المجتمع المدنى من خلال صندوق دعم المعلومات، مع التركيز على ذوي الاحتياجات الخاصة، وإقامة جوائز تنافسية لمنظمات المجتمع المدنى فى مجال المعلومات. وأمن المؤتمرون على قيام الملتقى القادم بولاية الجزيرة. وأكد وزير الاتصالات وتقانة المعلومات يحيى عبد الله، أن وزارته سوف تتابع تنفيذ توصيات الملتقى والملتقيات السابقة، كما أمن على دعم المشروعات التي يتم تنفيذها، وخطط الوزارة لتخفيض تكلفة الانترنت والعمل على نشره على أوسع نطاق.
